عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رفعت سيد أحمد يكتب:الرقص مع الذئاب

الدكتور رفعت سيد
الدكتور رفعت سيد

 لقد آثرت أن أنتظر أياماً قليلة حتى يهدأ بركان فضيحة ويكيليكس الجديدة الخاصة بعملاء السفارة الأمريكية فى القاهرة وهو بركان فجره موقع وكالة أنباء أمريكا " إن أرابيك"، الذى يرأسه الصديق الأستاذ عماد مكى، الصحفى المصرى البارز والمقيم فى واشنطن، والذى نقله عنه موقع بوابة الوفد وجريدة (المصريون).

آثرت الانتظار حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود رغم قناعتنا بأن الأمر كله كان أسود على أصحاب الفضيحة، ورغم قناعتنا منذ البداية أن كل من يتعامل مع واشنطن سواء بالتمويل المباشر المفضوح أو بتلبية دعوات العشاء (البريئة)، فإنه قد أساء لنفسه ولتاريخه، ولوطنه، ويستحق ما يثار ضده من فضائح لأنه هو الذى أتى بها إلى نفسه، ولا داعى لاتهام (ناقل الكفر) بأنه (كافر)، لا داعى لاتهام هذه المواقع والصحف المحترمة بأنها هى المدانة، فالمدان من الألف إلى الياء هو من ذهب بقدميه إلى وكر الجواسيس المسمى بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، هو الذى يستحق العتاب، والعقاب، بل والنبذ الوطنى الواسع، فأمريكا عدو، وسفارتها عدو، ومن يجلس داخلها سواء فى حفل عشاء أو فى ندوة، عدو، ومن ثم لا يليق ولا يجوز بوطنى، كاتباً كان أو ناشطاً سياسياً أن يجلس معهم، خاصة أن هذه السفارة بكافة مسئوليها منذ مارجريت سكوبى السفيرة السابقة، وآن باترسون السفيرة الحالية، تمثل وكراً للجواسيس ولسرقة الثورة المصرية، وطعن الأمن القومى المصرى فى مقتل؛ وما ردود الفعل التى أطلقها بعض هؤلاء (النشطاء) سوى إهانة جديدة تسىء لهم وتؤكد تفريطهم الوطنى، مهما علا صوتهم أو قدموا من حجج واهية مثل أنهم كانوا فى حفل عشاء، ولم يكونوا متمولين من السفارة؛ لقد كان أولى بهم أن يعتذروا لا أن يصرخوا كالثكالى لمداراة فضيحتهم الوطنية، حول هذه القضية دعونا نسجل ما يلى :

أولاً : ماذا قالت (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) وبوابة الوفد وصحيفة المصريون؛ لقد أكدوا ما سبق وعرفته الجماعة الوطنية المصرية منذ سنوات طوال، حيث خُدعت فى بعض الأسماء، التى كانت ترطن بالوطنية صباحاً، وتنام فى حضن سلطة مبارك وسفارات واشنطن وفرنسا والاتحاد الأوروبى ليلاً، إن هذه الصحف والمواقع بصراحة شديدة لم ترتكب جرماً تستحق عليه العقاب فهى أكدت ما هو المعلوم من حقائق، إن فضلها فقط : أنها أتت بوثائق من ويكيليكس ووثائق السفارة الأمريكية لتكشف وتؤكد الفضيحة، فهل أخطأوا حتى يذهب البعض متبجحاً بهم إلى النائب العام فى بلاغات وهمية إعلامية هى أقرب إلى برامج التوك شو، لإبراء الذمة الخربة أصلاً، وبصراحة دعونا نسأل كل من وردت أسماؤهم فى هذه الوثائق من الشخصيات التى نحترمها ونقدرها وتحديداً : (د. أسامة الغزالى حرب – د. عمرو الشوبكى – د. حسن نافعة – د. حسام عيسى – هشام البسطويسى – جميلة إسماعيل – حافظ أبو سعدة – نجاد البرعى) وغيرهم، لماذا غضبتم كل هذا الغضب؟ هل لأن الوثائق خلطت بين المتمولين من السفارة وبين من حضر فقط دعوات العشاء أو اللقاءات المفتوحة والسرية مع المسئولين الأمريكيين؟ طيب ..

وما الفرق ؟ أليست أمريكا وسفارتها تحديداً هى التى أمدت وزارة الداخلية فى عهد العادلى وحتى اليوم بصفقات الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع والمحرمة دولياً وفقاً لتقارير منظمة العفو الدولية (ثلاث صفقات منذ 25 يناير 2011 حتى اليوم) و15 صفقة فى عهد حبيب العادلى فى نفس توقيت جلوسكم على مقاعد السفارة للحوار أو للعشاء ؟ أليس الجلوس أو حتى مصافحة العدو، موقف ؟ ألم تساند واشنطن عبر سفارتها فى القاهرة ومن خلال مقر الـC.I.A  والـ F.B.I بها وهما المقران الرئيسيان لأمريكا فى الشرق الأوسط (بالمناسبة ولعلمكم الشخصى) فى دعم استبداد وفساد حسنى مبارك ونظامه طيلة الـ 30 عاماً الماضية ؟ أم أنكم لم تكونوا تعلمون ؟ وما الفائدة من الجلوس أو المصافحة للأمريكان والأوروبيين طالما أنهم يمارسون رغم جلساتكم ذات السياسات بل ويستخدمونها لمزيد من الفتك بالقيم والحقوق والمصالح العربية فى مصر وفلسطين ؟

ثانياً : أما (التمويل) وفى الخفاء ومن واشنطن تحديداً من الأشخاص والهيئات الأخرى، فنحن بالتأكيد مع الفرز بينه وبين من ذهب ليتحاور أو يتسامر على مائدة عشاء، وبالتأكيد هو أكثر جرماً وإدانة، وهو بفعله هذا يمارس خيانة فى حق وطنه ومبادئ حقوق الإنسان والثورة التى تدعى الدفاع عنها، والغريب أن هؤلاء من شدة بجاحتهم يرفعون الصوت، والرأس، ويتذاكون علينا ! لكن فضيحتهم من شدة وضوحها لا تحتاج مناقشة !!

ختاماً ، دعونا نقول للأصدقاء والمناضلين الذين أحدثوا كل هذه الضجة بسبب ما نشره عماد مكى وبوابة الوفد والمصريون، أنه كان من الأفضل لكم وللوطن ولتاريخكم أن تعتذروا، لا أن تذهبوا إلى النائب العام فى بلاغات (توك شو) لن يكون بإمكانها مداراة شمس الحقيقة، حقيقة التعامل مع العدو؛ وكان (الاعتذار) للوطن، أجمل وأكثر إقناعاً للناس لو فعلتموه منذ البداية، وياليت من سيحاول الاقتراب مجدداً من مثقفينا وثوارنا ونشطائنا من سفارة العدو الأمريكى، أن يعلم أنهم يسجلون له كل همسة وسيفضحونه لاحقاً، فأمريكا لا أصدقاء لها .. فابتعدوا وانتبهوا يا أولى الألباب !!