رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

واقعة "امتحان التعبير" وعودة لزمن النفاق

واقعة موضوع التعبير لطلاب الصف الثانى الإعدادى بمحافظة الشرقية تعيدنا إلى عهد النظام السابق وحكم الحزب الأوحد واحتكار السلطة فى البلاد واتباع سياسة التطبيل والتهليل التى كانت تحدث للنظام وحاشيته عندما كان يستحوذ على مقاليد الحكم فى البلاد.

تكشف واقعة موضوع التعبير عن اتباع نفس السياسية التى كانت متبعة فى عهد النظام السابق بوجود الأفاقين والمنافقين فى جميع المواقع ومنها التعليم الذى يعد من أخطر المواقع لأنه يضم 17.5 مليون تلميذ وتلميذة من الممكن تشكيل وجدانهم وشخصياتهم فى مرحلة البناء والتكوين وفقا لبعض الاتجاهات والتيارات السياسية من خلال المناهج الدراسية وأعمال الامتحانات التى تبدأ من موضوع التعبير.
وطرح هذه الأفكار فى أعمال الامتحانات أمام طلاب فى مرحلة التكوين الوجدانى والذهنى يعد بمثابة غسيل للمخ وتنشئة الطلاب على بعض الأمور التى ظل الشعب يعانى منها على مدار 30 عاما من الذل والقهر والاحتكار للسلطة .
وقع موضوع التعبير بمثابة جرس الإنذار الذى يعود بنا إلى الوراء ويحطم أهداف الثورة التى طالبت بالحرية والعدالة الاجتماعية وليس احتكار السلطة واتباع سياسية التطبيل لحزب حصل على الأغلبية مثلما كان يفعل الحزب المنحل.
  وتطرح هذه الواقعة العديد من علامات الاستفهام التى تحتاج إلى إجابات واضحة، ومنها لماذا تتدخل الانتماءات السياسية والحزبية فى وضع أسئلة الامتحانات؟ ولماذا ينفرد التابعون لتيارات معينة بوضع أسئلة الامتحانات ؟ وهل سيكون التعليم هو الوسيلة لاحتكار السلطة خلال السنوات القادمة لصالح بعض التيارات التى يوجد لها ممثلون فى جميع المواقع الحيوية ؟ يجب أن تنتبه وزارة التربية والتعليم لمثل هذه الموضوعات من الآن وإلا تكون وزارة تابعة لحزب الأغلبية على حساب الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى، وأن تكون وزارة تعمل على تحقيق أهداف الثورة سواء من خلال المناهج الدراسية أو الامتحانات التى سيشيد بها الجميع عندما تتناول موضوعات التعبير ثورة 25 يناير والأهداف التى قامت من أجلها بدلا من التطبيل لصالح تيار معين.
ومن المفترض أن تكون هناك مراجعة لأعمال الامتحانات حتى لا تستغل للترويج كما كان يحدث فى عهد النظام السابق .
ولابد من التحقيق مع المسئولين عن عدم تنفيذ تعليمات الوزارة ولا تكتفى الوزارة بالعقوبات التى أصدرها محافظ الشرقية ضد المسئولين عن واقعة التعبير وشملت الجزاءات مجازاة سحر محمود أحمد مدرسة اللغة العربية بمدرسة القنايات الإعدادية للبنين بخصم 5 أيام من راتبها الشهرى مع حرمانها من أعمال الامتحانات ومجازاة سوسن يوسف موجه اللغة العربية بخصم 3 أيام من أجرها وسعيد أمين الإبراشى بخصم يومين من أجره، واستبعاد عبد الله رشاد الأخرس من منصبه كمدير لإدارة القنايات التعليمية لحين انتهاء التحقيق وتكليف مدحت زكى بالعمل مديرا لإدارة القنايات التعليمية .
وأكدت الوزارة أن قطاع التعليم العام أصدر تعليمات لمديريات التربية والتعليم بالابتعاد عن الموضوعات السياسية

والدينية فى امتحانات النقل والشهادات العامة بجميع المدارس على مستوى الجمهورية وضرورة الالتزام بالضوابط الخاصة بوضع الأسئلة فى مختلف المراحل التعليمية. رفضت بعض مديريات التربية والتعليم الالتزام بالتعليمات الصادرة من الوزارة ومنها مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية التى خالفت التعليمات فى اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي بإدارة القنايات التعليمة بفرض سؤال تعبير علي التلاميذ يطالبهم فيه بتقديم تهنئة لحزب الحرية والعدالة الحائز على المركز الأول فى انتخابات مجلس الشعب.
الدكتور رضا أبو سريع وكيل أول وزارة التربية والتعليم أكد أن ما يحدث فى الامتحانات من التطرق للموضوعات السياسية والدينية حالات فردية وليست عامة على مستوى الجمهورية وقد شهدت الامتحانات هذا العام واقعة موضوع التعبير فى محافظة الشرقية والواقعة الأخرى فى محافظة الإسكندرية .
وأضاف أن الامتحانات فى مراحل التعليم قبل الجامعى لا يجب أن تتناول مثل هذه الموضوعات التى لا تتناسب مع أعمار التلاميذ ويجب أن يكون التعليم ليس له علاقة بمثل هذه الموضوعات الحزبية وليس من المصلحة تعريض التلاميذ خلال هذه الأعمار لمثل هذه الموضوعات وأن يكون ذلك بعد الوصول إلى المرحلة الجامعية كى يستطيع الطالب أن يناقش مثل هذه القضايا .
وأضاف الدكتور أبو سريع أن مثل هذه الموضوعات لم يتم تناولها فى امتحانات الثانوية لأن الامتحانات يتم وضعها على المستوى المركزى للوزارة ويتم وضع مواصفات للأسئلة التى تحدد للطلاب على مستوى الجمهورية ولا ينفرد مدرس بوضع الأسئلة كما يحدث فى امتحانات النقل. كان المسئولون عن وضع امتحانات مادة اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي بإدارة القنايات، قد وافقوا على وضع سؤالين أحدهم إجباري "التعبير" وكذلك في السؤال الرابع "قطعة النحو" والتى وصفت الثوار بالمفسدين المدمرين لتاريخ البلاد، وطالبت المدرّسة واضعة الامتحان من التلاميذ ضرورة تقديم تهنئة لحزب الحرية والعدالة لاكتساحه مقاعد البرلمان الثوري في سؤال التعبير الإجباري.