عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شهادات الزواج الصحية.. حبر على ورق وإجراءات روتنية والمقابل 150 جنيهًا

صورة من شهادة الزواج
صورة من شهادة الزواج الصحية

"لازم تروح الوحدة الصحية وتحلل عشان تجيب الشهادة والمأذون يتمم الجوازة"، كلمات دائما ما تقع على أذهاننا من الأهل والأقارب حال زفاف أى من أولادهم وكأن عقد القران متوقف على تلك الشهادة الصحية.

 

وفى الآونه الأخيرة وضعت وزارة العدل العديد من الشروط للحصول على الشهادة الصحية منها تحليل وراثة بين الأقارب"الجينات" لإثبات وجود أى مرض وراثى من عدمه، وإجراء تحليل سكر عشوائى وهمجلوبين، ولكن تلك الشروط كأنها لم تكن فلا صحة لوجودها على أرض الواقع.

 

ويوجد طريقتان للحصول على الشهادة الصحية، الأولى بدفع مبلغ 150 جنيها للمأذون الشرعي ويقوم هو بطريقته الخاصة بالتعامل مع مكتب الصحة باستخراج الشهادة دون تكبد عناء ذهاب الزوجين، والطريقة الأخرى عمل الزوجين للتحاليل من خلال ذهابهما لأى من الوحدات الصحية بالمنطقة بصورة قانونية ومباشرة.

 

وقامت محررة الوفد بخوض تجربة شخصية لعمل تحاليل راغبى الزواج بوحدة نسيم الصحية بالهرم لاستلام الشهادة الصحية ذي الختم المائى للوزارة، والمفاجأة أنه لا يوجد أى من القواعد القانونية الموضوعة للشهادة مطبقة فكل ما فى الأمر سحب عينة دم لفحص نسبة الهموجلبين ليس أكثر من ذلك.

 

مكتب نادى صحة الأسرة:

 تلك هى اللافتة الموضوعة أمام أحد المكاتب بوحدة صحة نسيم بمنطقة الهرم، حيث تنقسم الوحدة لعدة غرف مقسمة لعيادات أطفال وتطعيم وغيرها لتقف كل سيدة على حسب شكواها، ،أما عن "نادى صحة الأسرة" فهو بالفعل اسم على مسمى فمن يريد الكشف يجلس على السرير ومن يريد استمارات الزواج بدون كشف فتوجد بالفعل كل شىء حسب الطلب.

 

مكتب صغير يستقر به سرير مخصص لكشف السيدات، تجلس به دكتورة فى هيئة موظفة صحة، فى حين طرق الزوجان الباب للاستئذان للدخول للسؤال على مكتب شهادات الزواج، لتقول: "هنا مكتب شهادات الجواز معاكم البطاقة الشخصية عشان نملا الاستمارات"، لنفهم من ذلك الحديث أن المهام تبدلت بدلا من كشف نسا فقط أصبح مكتبًا لملء الإجراءات أيضاً.

 

فتوجد لافتة أعلى المكتب "نادى صحة الأسرة" ليقوم الزوجان بملء الاستمارات ويأتى دور الكشف على الزوجة كما يوجد بالشروط الموضوعة من وزارة العدل، لكن لا يوجد كشف، بل تحدثنا: "روحوا أوضة المعمل اللى فى الوش عشان تسحب عينة الدم وتعالوا تانى عشان تاخدوا البطاقة بتاعتكوا".

 

"و ياما فى الجراب يا حاوى " ليذهب الزوجان لإجراء التحاليل اللازمة من سكر عشوائى وهموجلبين وجينات وراثة، ولكن لا يوجد أى من تلك التحاليل السابق ذكرها، ما عدا الهموجلبين فى الدم، لتكون الإجراءات عبارة عن روتين فقط لا غير، لتقوم إحدى الممرضات بسحب عينة الدم وبسؤالنا: "خلاص كدة"؟، لتجيب: "أيوة خلاص" مفيش تحليل تانى.

 

لتصبح التحاليل مجرد عينة لفحص الأنميا فقط لعدم توافر أجهزة بالمعمل، فحين ذهب زوجان من الأقارب للاطئمان على عدم وجود مرض وراثي يمنعهما من الزواج، لا يستطيعون الجزم في الأمر لعدم وجود جهاز التحليل من الأساس.

 

ليتم الرجوع مرة أخرى للمعمل لمعرفة النتيجة، لتمجيب المرضة:"نتيجة إيه روح استلم الشهادة من مكتب المدير" حتى نتيجة التحليل العادى التى يمكن أن تجرى بأى معمل كان لا يوجد تقرير لها.

 

مدير وحدة نسيم "شهادة الزواج.. شكليات":

استنكرت الدكتورة أيتن أحمد فؤاد مدير وحدة نسيم بصحة الهرم، إجراء راغبى الزواج لتحاليل الشهادة الصحية لعدم جديتها بتوافر الأجهزة الطبية المطلوبة أو أخذها بعين الاعتبار من جهة الدولة، قائلة: "الشهادة الصحية مجرد شكليات مش أكتر".

 

وأشارت فؤاد فى تصريحات لـ"بوابة الوفد"، إلى أن الأجهزة بالمعامل غير متوفرة من قبل وزارة الصحة، حيث لا يوجد أجهزة حديثة خلاف جهاز "السى بى سي"، والمستخدم لتحليل عينة همجلوبين الدم فقط لا غير أما عن باقى الأجهزة كتحليل سكر عشوائى وأمراض وراثية بين الأقارب وغيرها فليست موجودة من الأساس بأى من الوحدات الصحية،مبينة أن ذلك يعد أهدراً للوقت والأموال.

 

ولفتت، إلى دخول ما يزيد على 400 شهادة فحص زواج للوحدة الصحية شهريا وهم بحاجة للختم المائى لتوثيقهم وهذا يكلف مبالغ طائل دون جدوي، مضيفة أن المواطن يذهب لإجراء التحاليل وهو يعلم جيدا أنها شكليات ليس أكثر من ذلك لإتمام الزواج، قائلة: "المواطن جاى وهو عارف إنه إجراء روتنى لو عنده حاجة أكيد عارفها من الأول هيجوز بردوا".

 

وبسؤالها عن الاستهانة بالتحاليل من قبل معامل الوحدة الصحية، أوضحت أنه لا يوجد تقصير من العاملين فالإمكانيات ضئيلة ويتم العمل بالمتاح منها، كما أن شهادات الزواج كانت تجرى للمواطن بمقابل مادى يقدر بـ 80 جنيها للشهادة الواحدة وأصبحت منذ فترة مجانية بدون أى مقابل، فالإمكانيات منذ ذلك الوقت أهملت بصورة كبيرة، علاوة على حال ظهور أى من الأمراض بصورة التحليل يتم إعلام المريض بها وخلاف ذلك يستلم الشهادة على الفور دون علمه بنسبة التحليل.

 

وروت لنا مدير وحدة نسيم بصحة الهرم، تلقيها شكوى من قبل عدد من المواطنيين قد قاموا بكتابة استمارات بيانتهم الخاصة ولكنهم رفضوا سحب عينة الدم وطالبوا باستلام الشهادة دون تحليل، وذلك لخشيتهم من وجود

مرض او انتقال فيرس ما لعدم وجود تعقيم بالمعامل.

 

موظف صحة "الشهادات صيغة مكتوبة":

 قال عادل أحمد موظف بوحدة الكنيسة الصحية، إن الإجراءات القانونية التى تتم لتحايل الزوجين غير مطبقه بحذافيرها، أى أنه لا يتم إعلام الزوجين بأنواع التحاليل وتطبيق الكشف الطبى عليهما، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو ملء استمارة بيانات الزواج وسحب عينة للدم لتحليلها فقط

.

وأكد أحمد، على وجود جهاز السى بى سى والذى يحلل صورة دم كاملة للزوجين من هموجلبين وتحاليل وراثية للتأكد من خلو الدم من أى فيرس او مرض، مبيناً أنه يوجد إجراءات أخرى متمثلة فى توقيع الكشف الطبي على الزوجة من خلال عمل أشعة السونار وكشف النسا، لكن ذلك لا يحدث ويتم الاكتفاء بتحليل الدم.

وأوضح، أن العاملين على الأمر لا يهتمون بإعلام نتيجة التحليل للزوجين ويكتفون بتوثيق الشهادة،أما إذا وجد شىء ما فلم يتم تسليم الشهادة لراغبى الزواج ومتابعة العلاج معهما، قائلة: "صيغة الشهادة مكتوبة بس مبيتعملش بيها يعنى حتى لو سليم مش بيعرف نتيجة التحليل بياخد الشهادة ويمشى".

 

التحاليل ورقة بلا قيمة:

قالت ندى عادل ربة منزل، إنها قد خضعت بالفعل لتحاليل الزواج من خلال توجهها لإحدى وحدات الصحة بالمنطقة لعمل فحوصات شاملة، لافته إلى أن ما رأته غير ذلك فكل الأمر يحدث فى أقل من 30 دقيقة من خلال سحب عينة دم لعمل فحص دم وحال سؤالها عن نوعية التحليل لقت الإجابة: "تحليل أنميا" ليس إلا.

وأضافت عادل، أنها فى ذلك الوقت علمت أن ما تسمعه عن كمية تحاليل الزواج والأشعة  غير صحيح فالأمر ينتهى حال حصولك على ورقة نتيجة التحليل إذا وجدت أو العلم شفويا أنها لا تعانى من شىء فى انتظار شهادة الزواج، مستغربة حصولها على شهادة صحية فى نصف ساعة، كأنه بالفعل مجرد حبر على ورق.

وتابعت ربة المنزل، أن تحاليل الزواج ليس إلا مجرد ورقة توضع داخل ملف يرسل للمأذون الشرعى ليتمم إجراءات عقد القران بين الزوجين، وبسؤالها عن عدم تهاونها في الأمر ودفع مبلغ للمأذون لشراء الشهادة الصحية، أكدت على حرصها لإجراء الفحوصات للاطمئنان على صحتها هى وزوجها من وجود أى أمراض تعيق الزواج.

قائلة:"فى مأذيين بيرضوا ياخدوا فلوس وفى لاء بس إحنا عملنها عشان نطمن واكتشفنا أنها ملهاش أى لازمة".

طبيب: التحاليل تقتصر على الوراثة:

قال الدكتور مجدى خالد خبير الصحة الإنجابية، إنه لا يوجد أى مخاطر أو عدوى تضر بصحة المقبلين على الزواج حال خضوعهم للفحص الطبى أو إجراء تحاليل بسيطة من شأنها التأكد على سلامة صحتهم، لافتا إلى ـن تحاليل الشهادة الصحية لراغبى الزواج عبارة عن برنامج يدعى "المشورة"الهدف منه الأجابة على الأستفسارات التى تدور بأذهانهم وفحصهم طبيا.

 وأوضح خالد، أن الزوجين الذين يعانيان من مشاكل وراثية يكون لهما تحاليل معقدة على خلاف من ليس لديهم فيخضعان لتحاليل جينات نتيجة لمشاكل وراثية فى العائلات، أما لغير الأقارب وهم الغالبية العظمي يقومان بتحاليل بسيطة للدم والسكر بشكل عشوائى فقط.

وأشار خبير الصحة الإنجابية، لضرورة عملت التحاليل اللازمة للاطمئنان ليس إلا باعتبارها خطوة جيدة يجب اتباعها كونها إجراءً لابد أن يحدث بشكل داعم للمقبلين على الزواج وليس ترهيبهما منه كأنه شيئا خطيرا معقدا، قائلًا: "تحاليل الزواج بسيطة لا يجب الخوف منها قبل الزواج".