رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مخاوف أوروبا تدفعها لنزع فتيل الأزمة بين واشنطن وطهران

بوابة الوفد الإلكترونية

تصاعدت حالة من القلق والترقب خلال الأيام الأخيرة فى أوروبا، إزاء حالة التصعيد والحرب الكلامية بين طهران وواشنطن، والتلويحات التى تكاد تسير بالطرفين إلى نذر حرب، أو على الأقل مناوشات عسكرية.

وتصاعد الأزمة بين إيران وأميركا أو حتى الوصول إلى ضرب طهران عسكريا، ليس هو المثير للقلق الأوروبى فى حد ذاته، بل ما سيحيط بتلك العملية وانعكاستها على أوروبا هى التى تخوف بلدان الاتحاد الأوروبى.
وأول تلك المخاوف، أن تعيد أميركا انتشارها فى الخليج بصورة أقوى مما كانت عليه إبان الحرب على العراق، لتستنزف فى ذلك باقى ثروات الخليج النفطية، تحت مزاعم تأمين الخليج من القوة الإيرانية.
وثانى المخاوف، هو تغلغل أميركا من منطقة الخليج إلى الشرق الأوسط ككل، وحدوث فوضى سياسية وعسكرية فى المنطقة، خاصة أن دول الربيع العربى لم ترتب أوراقها السياسية بعد ولم تنته من مرحلة المخاض الثورى.
وهو الأمر الذى ينذر بحدوث صدام بين فلسطين ومصر مثلا وبين إسرائيل ، وبين دول أخرى فى المنطقة، كما أن التجربة الأمريكية فى العراق لم تعد بالنفع على أوروبا ، حيث استولت أميركا على نصيب الأسد فى الكعكة الأمريكية .
كما أن أوروبا لا تريد أن تجد نفسها متورطة خلف أميركا فى حرب على إيران، فى وقت لم يهدأ فيه العنف والصراع بسوريا، ولم تكد فيه تنتهى من أوزار ضرب ليبيا من خلال حلف الأطلنطى .
وفى نفس الوقت لا يمكن لأوروبا أن تتخلى عن حليفها القوى أميركا، وتتركها بمفردها فى مواجة إيران، أو تتركها برفقة إسرائيل فقط ، تلك الأخيرة التى يغذى فيها صقور الحرب نذر الصراع ، ويصعدون من لهجة التخويف بامتلاك إيران للقدرات النووية الى ستمكنها من تصنيع السلاح النووى .
كما أن أوروبا التى تعانى الآن من مشاكل اقتصادية جمة، لا يمكنها ممارسة مزيد من الضغوط على دافعى الضراب، من أجل حشد موازنة عسكرية للسير بها وراء أميركا فى ضرب إيران.
ولا توجد أى ضمانات لأن تكتفى أميركا مثلا بتوجيه ضربة عسكرية خاطفة للمنشآت

الإيرانية، لأن مثل هذه الضربة ، ستتعافى منها إيران بسرعة ، وتعاود نشاطها السابق ، لذا سيتطلب الأمر حربا طويلة الأمد ، غير واضحة المعالم أو الاهداف .
والحرب على ايران وفقا للتصورات الاوروبية ، ستصدر الارهاب الى اوروبا ، والى منطقة الشرق الاوسط ككل ، وستبعث على الفوضى بالمنطقة ، وهو مالا ترغب فيه اوروبا الان التى تحاول ترتيب اوراقها للتعامل مع ثورات الربيع العربى لجنى اى حصاد جديد .
ومما لا شك فيه ان الاتحاد الاوروبى من منطلق ترجيحاتة باستبعاد سيناريو الحرب على ايران ، قد دعنت طهران الى اجرءا مفاوضات معها حول الملف النووى ، ولأول مره يعلن الاتحاد انها ستكون دون قيد او شرط مسبق .
ويعد هذا الاعلان الاوروبى محاولة واضحة لنزع فتيل الأزمة بين طهران وواشنطن، او على الاقل تهدئة الصراع لحين ترتيب الاوراق ، وتحقيق الاتفاقات حول السيناريوهات العسكرية المحتملة ضد ايران ، خاصة وان لغة العقوبات لم تؤت ثمارها مع طهران .
وستكشف الأيام القادمة أبعاد النوايا الأوروبية تجاه طهران، ولكن من المؤكد أن أوروبا لن تتخلى عن لغة الضغوط على حكومة نجاد، سواء بمزيد العقوبات المستقبلية ، أو بحشد مزيد من رجال الاستخبارات لنقل الحركات والسكنات الإيرانية، وهو الحشد التى تزايدت معه العمليات الإرهابية الغامضة والمجهولة ضد إيران مؤخرا .