عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«السلفيون» حجة إسرائيل الجديدة لاحتلال سيناء

بوابة الوفد الإلكترونية

حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدار الأسبوع الزعم بأن هناك عناصر سلفية فى شبه جزيرة سيناء تعمل مع الجهاد الإسلامى وحركة المقاومة الإسلامية حماس، فى محاولة لبث رسالة للرأى العام العالمى

والأمريكى بأن مصر فقدت السيطرة على سيناء وأنها أصبحت تحت سيطرة الإسلاميين ومأوى للمنظمات المسلحة وصناع ومهربي السلاح، لتكون هذه حجة تل أبيب إن حاولت في أي وقت الاستيلاء علي سيناء.
وقد نشر موقع «ديبكا» المختص بالشئون العسكرية والأمنية والمقرب من الموساد أن هناك تعاونا عسكريا واقتصاديا بين حماس والجهاد وبين محاربين بدو سلفيين فى سيناء مشيرا إلى أن خطر الإرهاب على جنوب إسرائيل في ازدياد بما في ذلك التهديد الجوي على إيلات.
واتهم الموقع حكومة نتنياهو بالوقوف وراء تنامي هذا الخطر والذي بدأ منذ الهجوم على إيلات قبل خمسة أشهر والذي قتل فيه ثمانية إسرائيليين بسبب انتهاج سياسة الإنكار والتظاهر وتقديم أنصاف الحقائق للجمهور للدفاع عن السياسات 'الفاشلة' للمجلس العسكري المصري في سيناء.
وأكد الموقع  أن السائد في إسرائيل أن الهجوم على شارع 12 في إيلات قامت به لجان المقاومة الشعبية وتم اغتيال قادتهم من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في رفح، وبأن المهاجمين جاءوا من قطاع غزة، زاعما أن الهجوم لم يشارك فيه فلسطيني واحد حيث كانوا 12 بدويا من أبناء قبيلة السواركة التي تتمركز في منطقة الشمال في المثلث الحدودي بين الحدود المصرية وقطاع غزة على ساحل البحر المتوسط وعلى طول الضفاف الشمالية من العريش.
من جهة أخري وبنفس الطريقة في التهويل من خطر شبه جزيرة سيناء علي أمن إسرائيل، أكدت صحيفة جيروزاليم بوست أن حركة المقاومة الإسلامية حماس أقامت خطا لإنتاج الصواريخ في شبه جزيرة سيناء المصرية لحمايتها من الغارات الإسرائيلية، مستندة إلي أن إسرائيل لن تضرب أهدافاً داخل مصر بسبب عواقب ذلك على العلاقات بين البلدين.
وأشارت إلى أن الأسلحة الأخيرة التي هربت إلى غزة تتضمن أسلحة متطورة سرقت من مخازن خاصة بالقوات الليبية بينها صواريخ روسية تحمل على الكتف، موضحة أن إسرائيل قلقة من أن الفلسطينيين يستخدمون سيناء لشن هجمات على إسرائيل من خلال استغلال الحدود الجنوبية المفتوحة.
وفي جلسة مثيرة للجدل بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني الموالي لإسرائيل رسم خبيران من الولايات المتحدة وإسرائيل صورة قاتمة عن الوضع في شبه جزيرة سيناء وخطورته علي السلام الإقليمي للتأكيد على رسالة إسرائيل التى تريد أن تقنع بها الغرب وتبرير أى عمل عسكرى على سيناء.
وشارك في الجلسة كل من روبرت ساتلوف، أحد كبار خبراء المركز التي شارك فيها، بمشاركة إيهود ياري، الزميل بمعهد واشنطن والمعلق بالقناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي والخبير العسكري الأمريكي نورمان سان بيير، ممثل المدير العام للقوة المتعددة الجنسيات في مصر، ونائب مدير الشئون العسكرية والسياسية في هيئة الأركان المشتركة سابقا.
وقال ساتلوف إن سيناء اليوم أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة وثقب أسود في مثلث السلام بين إسرائيل والأردن وسيناء وأنها ستصبح مصدر الخطر الداهم الذي سوف يؤثر على العلاقات بين إسرائيل والأردن ومصر.
وزعم أن سيناء لم تعد «منطقة عازلة» ولكنها أصبحت اليوم تتمتع بحكم شبه ذاتي، وقال إن الحكومة المصرية صارت «المالك الغائب» في مناطق عديدة من سيناء.
وأضاف ايهود ياري أن البدو يتجولون بحرية عبر الحدود في الوقت الحالي، قائلا إن القبائل البدوية تتمتع بالحكم شبه الذاتي في مناطق شمال سيناء وتتحول اليوم إلي «ميليشيات مسلحة»، مشيرا إلي أن عمليات تهريب الأسلحة صارت تتم بشكل مفتوح وأن حافلات ماركة «تويوتا» هي جمل الصحراء الجديد في سيناء.
وأوضح أن البدو مسلحون اليوم بأساطيل من الرشاشات الثقيلة لا تتورع عن استخدامها ضد الشرطة المصرية. وأوضح أن إسرائيل قد وافقت علي نشر مصر تعزيزات أمنية في المنطقة (ب) و (ج) لنشر الدبابات قرب الحدود فيما قام الجيش الإسرائيلي بمضاعفة انتشاره ليصل إلي ثماني كتائب علي طول الحدود المشتركة في المنطقة.
كما تطرق الخبير الإسرائيلي إلي تاريخ الحركة السلفية في سيناء مؤكدا أن الحركات السلفية بين البدو بدأت في أواخر الثمانينيات، وهي اليوم موجودة على طول الحدود الإسرائيلية ويعتنق بعضهم أفكارا تؤيد العمليات الانتحارية وهو أمر جديد علي المجتمع السيناوي.
وقال إن الفلسطينيين في الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء يجري تجنيدهم من قبل حماس والتي تتصرف علي أن سيناء تقع ضمن دائرة نفوذها – على حد زعمه، مشددا علي أن تجارة شبكات الأنفاق الجديدة بعد الثورة المصرية تدر ما بين ٣٠٠ إلي ٥٠٠ مليون دولار سنويا وأن انهيار الأمن

في سيناء أدى إلى حركة واسعة النطاق لتجارة الأعضاء البشرية بين العابرين الأفارقة في المنطقة.
فيما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» وثيقة أمريكية رفع عنها السرية مؤخراً أكدت أن وزير الخارجية الأمريكى اليهودى هنرى كيسينجر قاد الإدارة الأمريكية إلى محاولة تقسيم سيناء بين مصر وإسرائيل، وذلك رغم وصفه الإسرائيليين بأنهم «أوغاد»، ولم يتركوا سيناء إلا بالحرب.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن الوثائق السرية التى أفرجت عنها الخارجية الأمريكية، كشفت أن كيسينجر الذى كان يعمل مستشاراً للأمن القومى الأمريكى ثم أصبح وزيراً للخارجية فى عهد الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون، كان يرى أن تقسيم سيناء بين مصر وإسرائيل قد يمنع الحرب إلا أن الإدارة المصرية وقتها رفضت التفريط فى سيناء أو قبول تقسيمها مع إسرائيل كحل مؤقت لمنع الحرب.
كما كشفت الوثائق الأمريكية، أن هنرى كيسينجر كان يسعى لانسحاب إسرائيل من منطقة قناة السويس، وتقسيم سيناء لمناطق سلطة بين مصر وإسرائيل وممارسة ضغوط على إسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان السورية، وهذا ما أثاره كيسينجر فى لقاء له مع وزير الخارجية الروسى وقتها «آندرية جروميكو»، وصارحه بأن إسرائيل ستسعى لإفساد التسوية السلمية مع مصر وسترفض إعادة سيناء والجولان.
ونفي مصدر مصرى مسئول ما ردده الإعلام الإسرائيلى حول ظهور تشكيلات من الجماعات المقاتلة في سيناء خلال الأسابيع الأخيرة وأنها قد تكون لقوة عسكرية حقيقية تسيطر على سيناء وهم من الجماعات السلفية  بعد تراجع الجيش المصري داخل المدن المصرية خلال الثورة وأن هناك تعاونا عسكريا واقتصاديا بين حركتي ''حماس'' و''الجهاد'' وبين هؤلاء المحاربين البدو السلفيين.
وأكد المصدر أن هذا الأمر ليس له أساس من الصحة وان سيناء تحت السيطرة الأمنية من الجانب المصري وقوات حفظ السلام المنتشرة على الحدود مع إسرائيل، مضيفا أن أمن سيناء خط أحمر لا يجوز المساس به.
وقد رأى الباحث فى الشئون الإسرائيلية الدكتور عماد جاد أن التصريحات الإسرائيلية بهذا الشأن ليست جديدة والهدف منها الاستعداد لتبرير أى عمل عسكرى يمكن أن تقوم به إسرائيل فى المستقبل، بسبب استيلاء الإسلاميين على البرلمان فى مصر وان ادعاءات إسرائيل هذه موجهة للغرب وفى رده على سؤال حول ما اذا كان الموساد له يد فى بث تلك السموم قال إن كل الأجهزة فى إسرائيل تعمل على تأصيل تلك الادعاءات.
أما نبيل عبد الفتاح، المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فأكد أن هذه التصريحات جزء من الدعاية الإسرائيلية للتشكيك في قدرة مصر على حماية أراضيها وسيادتها من أي أشكال تؤدى إلى انفلات أمنى فى شبه جزيرة سيناء، بهدف إشاعة الخوف أوساط الاقتصاديين والمستثمرين من العمل فى مصر.
وأضاف عبدالفتاح أن إسرائيل تسعي لخلق فجوة بين القوات المسلحة والمواطن المصرى بتأكيدها أن القوات المسلحة لم تعد تسيطر على الأمن فى مصر، ولكن الاسلاميين وحماس هم المسيطرون على الأمور، محذرا من هذه الأكاذيب لأن هذا يمس بهيبة الدولة والقوات المسلحة وقال إنه لابد من تنشيط الأجهزة الأمنية لمسح سيناء وإخلائها من المتطرفين.