رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في مصر.. معابد بلا يهود

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يعد في مصر سوى 6 ستات، هكذا قالت ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، وهي تعقب على وفاة عضوة الطائفة لوسيان طوبا التي وافتها المنية أمس الأول عن عمر يناهز 82 عاماً.

وعلى رغم التناقص الكبير في أعداد اليهود في مصر، إلا أن رئيسة الطائفة وعضواتها الست، والسفارة الإسرائيلية في القاهرة، يهتمون بشكل كبير بالمعابد اليهودية في مصر، بدليل أن السفير الإسرائيلي الجديد بالقاهرة دافيد جوفرين الذي تسلم مهام عمله قيل أيام، حرص أن يكون أول عمل يقوم به في القاهرة هو زيارة 3 معابد يهودية.. اصطحب «جوفرين» في زيارته للمعابد الثلاثة، نائبه روعى وطاقم السفارة ورئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون.. وتفقدوا معبد بن عزرا، ومعبد عدلي والمعبد اليهودي بالمعادى بيتون.

 

والمعابد التي زارها السفير الإسرائيلي، تمثل جانباً من قائمة المعابد اليهودية في مصر والتي تضم 19 معبداً يهودياً موزعة على محافظات عدة، إلا أنه لا تمارس الشعائر الدينية اليهودية، إلا في معبدين فقط، أحدهما في القاهرة والثاني في الإسكندرية.. والمثير أن الجالية اليهودية في مصر حالياً لا يمكنها الصلاة في المعابد لسبب له علاقة بالشعائر اليهودية ذاتها!

والغريب أن صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية كشفت أخيراً عن تحالف 20 منظمة خاصة باليهود ذات أصول مصرية في إسرائيل وحول العالم للمطالبة بما أسموه إنقاذ التراث اليهودي الموجود في القاهرة والإسكندرية.

وحكاية المعابد اليهودية تعيدنا إلى بدايات الوجود اليهودي في مصر، وهي الحكاية التي تبدأ بمغالطة تاريخية كبيرة، فأغلب كتب التاريخ تقول إن أول أسرة يهودية دخلت مصر، وهي أسرة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (عليهم السلام) بعد وصول النبي «يوسف» إلى منصب مهم في حكم مصر ولحاق إخوته به أثر المجاعة التي عمت الشرق الأوسط في زمن الفراعنة.

وهذا كلام خاطئ تماماً، لسبب بسيط وهو أن اليهود هم أتباع النبي «موسى» عليه السلام، وهو النبي الذي ظهر بعد قرون من دخول النبي «يعقوب» وأبنائه إلى مصر، وبالتالي فإن «يعقوب» وأبناءه جميعاً لم يكونوا بأي حال من الأحوال يهوداً، بل كانوا على ملة «إبراهيم» حنيفًا- كما قال القرآن الكريم.

وتقدر الكتابات اليهودية عدد اليهود الذين خرجوا من مصر مع النبي «موسى» بأكثر من 2 مليون، وهو رقم لا يمكن تصديقه، خصوصًا أن عدد سكان مصر- آنذاك- لم يكن يصل إلى هذا الرقم الضخم، ولهذا يقدر كثير من المؤرخين أن أتباع «موسى» كانوا بضعة آلاف، ويصل البعض بالعدد إلى 60 ألف يهودي، وحتى هذا الرقم يعتبره أساتذة تاريخ غربيون أنه رقم ينطوي على مبالغة كبيرة، ويؤكدون أن الرقم الأقرب للدقة لا يتخطي بضعة آلاف، ويدلل بعض الباحثين على قلة أعداد اليهود الذين خرجوا من مصر مع النبي «موسى»، بمقولة «فرعون» الواردة في القرآن الكريم، والتي وصف فيها أتباع النبي «موسى» بأنهم «شرذمة قليلون».

والغريب أن اليهود بعدما خرجوا من مصر مع النبي «موسى»، عادوا من جديد إلى مصر طلباً للأمان والحماية بعد أن تعرضوا للاضطهاد والغزو والسبي من أمم كثيرة بعد اضمحلال مملكة «داود».

كتب التاريخ تقول إن التركيبة الأساسية لليهود في مصر تتكون من اليهود الناطقين بالعربية وهم الربانيون القراؤون، والذين انضم إليهم «السفارديم» بعد طردهم من إسبانيا عقب افتتاح قناة السويس، ولما ازدهرت التجارة في مصر، مما جذب إليها في الاشكناز الذين بدأوا في الوصول إلى مصر في أعقاب المذابح التي دبرت لليهود في أوروبا في الجزء الأخير من القرن التاسع عشر، حيث وجدوا الملاذ الآمن في مصر ليشكلوا النخبة التجارية والثقافية للمجتمع الحديث، والذين اقتصرت إقامتهم في القاهرة على منطقة «درب البرابرة».

ولكن الأوضاع ساءت لليهود المصريين منذ أواخر أربعينات القرن العشرين بعد حرب 1948، وازدادت الأمور سوءاً بعد فضيحة «لافون» عام 1955، تلك العملية التي حاول فيها «الموساد» الإسرائيلي إفساد العلاقة بين مصر والدول الأجنبية عن طريق إظهار عجز السلطة عن حماية المنشآت والمصالح الأجنبية.

وقتها كان عدد اليهود في مصر حوالي 145 ألفاً، جرى تهريبهم بأموالهم عن طريق «شبكة جوشين السرية»، التي كانت تتولى تهريب اليهود المصريين إلى فرنسا وإيطاليا ثم إلى إسرائيل، فلم يتبق منهم سوى عشرات الأشخاص.

وقبل خروجهم الثاني من مصر في الخمسينيات كان اليهود قد بنوا في مصر ما يزيد على 20 معبداً لإقامة شعائرهم الدينية، ورغم إقامتهم الطويلة التي استمرت عدة قرون إلا أن الغالبية العظمي من معابدهم لم يتم بناؤها إلا مع نهايات القرن الـ19، وازدادت الوتيرة خلال القرن الـ20.

 

< ويعد="" المعبد="" اليهودي="" بشارع="" «عدلي»="" بوسط="" العاصمة="" القاهرة،="" أهم="" المعابد="" اليهودية="" في="" القاهرة،="" وإن="" كان="" من="" أحدثها="" بناء="" أيضاً،="" فقد="" بني="" عام="" 1905="" برعاية="" عائلات="" يهودية="" عدة="" وهو="" المعبد="" الأساسي="" التي="" تقيم="" فيه="" يهود="" مصر="" بعض="" الشعائر="" من="" وقت="" لآخر،="" وكان="" يسمي="" معبد="" «هشمايم»="" وتعني="" بوابة="" الجنة،="" أو="" بوابة="">

وتم تجديد المعبد بشكل كامل عام 1981 بإسهامات من المليونير اليهودي نسيم جالعون، و«اتحاد السفارديم العالمي».

وتزخر مكتبه المعبد بنوادر المخطوطات التي جمعت من المعابد اليهودية المصرية المغلقة، وسميت «مكتبة التراث اليهودي»، وافتتحها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عام 1990.. ثم أعيد ترميم المعبد مرة أخري في نهاية حكم «مبارك».

< وعلي="" مسافة="" غير="" بعيدة="" من="" معبد="" «عدلي»="" يوجد="" معبد="" آخر="" بحي="" مصر="" القديمة،="" وهو="" معبد="" «بن="" عزرا»="" الذي="" يعد="" واحداً="" من="" أكبر="" وأهم="" المعابد،="" ويتكون="" من="" طابقين="" ويوجد="" فيه="" مصلي="" للرجال="" ومصلي="" للسيدات،="" فضلاً="" عن="" أن="" مكتبته="" تضم="" نفائس="" الكتب="" والدوريات="" اليهودية="" التي="" تؤرخ="" لوجود="" طائفة="" اليهود="" في="" مصر،="" وأهمها="" بالطبع="" مخطوطات="" «الجنيزا»="" المكتوبة="" باللغة="" العربية="" في="" العهد="" «الفاطمي»="" وترصد="" الحياة="" السياسة="" والاقتصادية="" والاجتماعية="" لليهود="" تحت="" الحكم="" العربى="" الإسلامى="" فى="" مصر="" والعلاقة="" بينهم="" وبين="" فئات="" أخرى="" من="" اليهود="" فى="" مصر="" وبلاد="" أخرى..="" والمعبد="" مسجل="" كأثر="" منذ="" عام="">

< ومن="" مصر="" القديمة="" إلى="" العباسية،="" حيث="" معبد="" موسى="" بن="" ميمون،="" الذي="" شيّد="" في="" نهاية="" القرن="" الـ19="" في="" نفس="" المكان="" الذي="" أقام="" فيه="" موسى="" بن="" ميمون="" إثر="" وصوله="" لمصر="" هارباً="" من="" إسبانيا،="" وكان="" «ميمون»="" طبيباً="" لأسرة="" القائد="" الإسلامي="" صلاح="" الدين="" الأيوبي="" وظلت="" الشعائر="" الدينية="">

تقام في هذا المعبد حتى عام 1960عندما تم تسجيله أثراً عام 1986.

< وفي="" شارع="" درب="" النصير–="" بحارة="" اليهود="" بالموسكى="" بالقاهرة="" يوجد="" معبد="" حاييم="" كابوسي="" الذي="" يحمل="" اسم="" الحاخام="" اليهودى="" حاييم="" كابوسى="" الذى="" مات="" سنة="" 1635="" فى="" مصر="" ودفن="" فى="" منطقة="" مقابر="" اليهود="">

 

< نسيم="" أشكنازى="" معبد="" يهودي="" خامس="" في="" شارع="" الكوة="" بحي="" باب="" الشعرية="" بالقاهرة="" وأنشئ="" عام="" 1913="" ويحمل="" اسم="" نسيم="" اشكنازى="" وهو="" أحد="" أفراد="" الطائفة="" اليهودية="" التى="" شيدت="" هذا="" المعبد="" لكى="" يمارس="" طقوس="" العبادة="" أفراد="" الطائفة="" اليهودية="" «مهو»="" مسجل="" كأثر="" منذ="" عام="">

< وفى="" 9="" شارع="" ابن="" خلدون="" بالظاهر–="" بالقاهرة="" يوجد="" معبد="" «كرايم»="" وشيد="" فى="" الفترة="" من="" 1925،="" 1932="" وتم="" تسجيله="" أثراً="" في="" عام="">

< موسى="" الدرعى="" معبد="" يهودي="" سابع="" يقع="" في="" شارع="" سبيل="" الخازندار="" بالعباسية،="" وتم="" بناؤه="" عام="" 1933،="" وكان="" معبداً="" خاصاً="" لطائفة="" اليهود="" «القرائيين»،="" ثم="" آل="" لطائفة="" اليهود="" «الربانيين»="" بعدما="" قل="" عدد="" الطائفة="" الأولي="" ومسجل="" كأثر="" عام="">

< شارع="" قنطرة="" غمرة="" بمنطقة="" «الظاهر»="" بالقاهرة="" تضم="" المعبد="" اليهودي="" الثامن="" القاهرة="" وهو="" معبد="" «حنان»="" نسبة="" إلى="" باروخ="" حنان="" الذي="" أشرف="" علي="" بنائه="" عام="" 1900،="" وتم="" تسجيله="" أثراً="" عام="">

< المعبد="" اليهودي="" التاسع="" في="" القاهرة="" هو="" معبد="" «اليهود="" الأشكناز»،="" ويوجد="" داخل="" حارة="" «النوبى»="" بمنطقة="" العتبة="" بالقاهرة،="" وتم="" بناؤه="" عام="" 1887،="" وتم="" تسجيله="" أثراً="" عام="">

< المعبد="" العاشر="" هو="" معبد="" فيثالي="" مادجار="" بشارع="" «المسلة»="" بالقاهرة="" وهو="" على="" بعد="" خطوات="" من="" قصر="" الرئاسة="" المصرية="" بمنطقة="" مصر="">

< المعبد="" الحادي="" عشر="" هو="" معبد="" «مائير="" انائيم»="" في="" 55="" شارع="" 13="" بالمعادى="" وكان="" المحامي="" اليهودي="" يوسف="" سلامة="" مقيماً="" به="" حتى="" وفاته="" في="" سبتمبر="" عام="">

< وإذا="" كان="" معبد="" شارع="" «عدلي»="" هو="" المعبد="" الوحيد="" الذي="" تقام="" به="" الشعائر="" اليهودية="" في="" القاهرة،="" فإن="" معبد="" «الياهو="" النبى»="" الكائن="" في="" شارع="" النبى="" «دانيال»="" هو="" المعبد="" الوحيد="" الذي="" تقام="" فيه="" الشعائر="" اليهودية="" باليهودية="" وتعرض="" هذا="" المعبد="" للقصف="" من="" الحملة="" الفرنسية="" في="" نهاية="" القرن="" الثامن="" عشر،="" وأعيد="" بناؤه="" مرة="" ثانية="" سنة="" 1850="" بدعم="" من="" أسرة="" محمد="">

< وفي="" الإسكندرية="" 7="" معابد="" يهودية="" غير="" معبد="" «الياهو»="" وتضم="" معبد="" «دي="" منَسَّى»،="" الذي="" شيده="" يعقوب="" دي="" منَسَّى="" الذي="" ترأس="" الطائفة="" اليهودية="" في="" القاهرة="" عام="" 1869="" والذي="" انتقل="" في="" العام="" 1871="" للإسكندرية..="" ومعبد="" «الياهو="" حزان»="" في="" شارع="" فاطمة="" اليوسف="" في="" حي="" سبورتنج="" والذي="" بني="" عام="" 1928،="" ومعبد="" «جرين»="" الذي="" شيدته="" عائلة="" «جرين»="" في="" حي="" «محرم="" بك»="" عام="" 1901،="" ومعبد="" «يعقوب="" ساسون»="" الذي="" شيد="" في="" عام="" 1910="" في="" «جليم»،="" بالإضافة="" لمعبد="" «كاسترو»="" الذي="" أقامه="" موسى="" كاسترو="" عام="" 1920="" في="" «محرم="" بك»،="" ومعبد="" «نزاح="" إسرائيل="" الاشكنازي»="" الذي="" بني="" عام="" 1920،="" ومعبد="" «شعار="" تفيلة»="" الذي="" أسسته="" عائلات="" «انزاراوت»="" و«شاربيه»="" في="" عام="" 1922="" في="" حي="" «كامب="">

< وفي="" المحلة="" بمحافظة="" الغربية="" يوجد="" معبد="" «خوخة»="" وقد="" تهدم="" المعبد="" تماماً="" وترفض="" وزارة="" الآثار="" تسجيله="" أثراً="" باعتباره="" لم="" يعد="" منه="" شيء="" سوي="" جدران="">

الطريف وزارة الآثار تسجل المعابد اليهودية ضمن قطاع الآثار الإسلامية والمسيحية، وبحسب المادة 30 من القانون 117 لسنة 1983 الخاص بحماية الآثار.

فإن وزارة الأوقاف وهيئة الأوقاف المصرية وهيئة الأوقاف القبطية تتحمل نفقات ترميم وصيانة العقارات الأثرية والتاريخية التابعة المسجلة لها، وبالتالي فإن الجالية اليهودية في مصر هي التي تتحمل تكاليف ترميم المعابد اليهودية- حسب تأكيدات مصادر بوزارة الآثار.. وقالت المصادر إن الطائفة اليهودية حالياً ترفض المساهمة بأية مبالغ في ترميم المعابد اليهودية بدعوي أن «معناش فلوس».

وأضافت المصادر «معبد ياهو حانبيفي الإسكندرية تعرض لانهيار جزئي مؤخراً سيتم ترميمه بأكثر من 10 ملايين جنيه، وترفض الطائفة اليهودية المشاركة بأية مبالغ في تكلفة ترميمه، بدعوي أن الدولة هي المسئولة عن ترميم الآثار، وبأن الطائفة اليهودية حالياً «معناش فلوس».

وهناك سبب جوهري يجعل المعابد اليهودية لا يمكن الصلاة فيها حالياً، وهو سبب له علاقة بالشعائر اليهودية ذاتها، فحسب الشريعة اليهودية لا يمكن إقامة الصلاة في المعبد إلا في وجود 10 رجال على الأقل، وهو عدد لا يتوفر في الجالية اليهودية بمصر حالياً.