رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صراع بين الدول للفوز بنصيب الأسد فى إعمار ليبيا

أصبحت" تورتة " اعادة الاعمار فى ليبيا الان هى الشغل الشاغل للدول الكبرى فى العالم خاصة تلك الدول التى شاركت فى ضربات الناتو وفى مقدمتها فرنسا وايطاليا وبريطانيا وامريكا وهو ما يجعل الصراع على الفوز بأكبر قدر من عمليات اعادة الاعمار هدفا رئيسيا للعديد من الدول خاصة وان التكاليف المبدئية لبرنامج اعادة الاعمار تتجاوز 480 مليار دولار .

وذكرت وكالة انباء (شينخوا) فى تقرير لها أن رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل،أعلن عن برنامج لاعادة اعمار ليبيا خلال العشرين عاما المقبلة تتجاوز تكلفته 480 مليار دولار، معتبرا اعادة اعمار بلاده "مهمة مستحيلة". وقال ان   "ان هناك برنامجا تفصيليا لإعادة إعمار ليبيا تناهز كلفته 480 مليار دولار على مدى العشرين سنة المقبلة ، أي بواقع 24 مليار دولار سنويا لإعادة الإعمار في كافة القطاعات والمجالات". واضاف ان اولى هذه المجالات هي اعادة "اعمار الانسان الليبي" الذي عانى الأمرين من الجور والظلم والاضطهاد والحصار طوال السنوات الماضية، معتبرا ان ذلك هو "التحدي الاكبر والبداية الاهم". واعرب جبريل عن أمله في أن يتم الإعلان عن البدء في تطبيق برنامج إعادة الإعمار بأسرع وقت ممكن.
وفى هذا السياق حثت الصين  المجتمع الدولى على بذل جهود مشتركة لدعم عملية الانتقال السياسى فى ليبيا واعادة الاعمار بعد الحرب. واضافت (شينخوا) أن  المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوى قالت إن "ليبيا دخلت عهدا جديدا للتنمية التاريخية". وذكرت جيانغ معلقة على الوضع الراهن فى ليبيا ان الصين تأمل فى ان تتمكن ليبيا من تحقيق الاستقرار الاجتماعى واعادة الاعمار السياسى والاقتصادى فى اقرب وقت ممكن. وانه "ينبغى ان يركز المجتمع الدولى على رفاهية الشعب الليبى والسلام والاستقرار الاقليميين".
ويصل عدد المشروعات الصينية فى ليبيا, بحسب الاحصائيات الرسمية, الى 50 مشروعا بقيمة 18.8 مليار دولار أمريكي تغطي معظمهما مجالات البنى التحتية. وعلى الرغم من أن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية شن دان يانغ ذكر أن حجم الخسائر التى تكبدتها الشركات الصينية في ليبيا لا يمكن تحديده بدقة في ظل تطورات الوضع، اذ ان الصين لم تكن لديها استثمارات مباشرة بالمعنى الدقيق وإنما مشروعات مقاولات فقط, إلا أن الصين، اللاعب الرئيسي في مجال بناء البني التحتية فى ليبيا، بكل تأكيد تعرضت لخسائر ضخمة بسبب الأحداث الجارية.
وبينما يعتقد التجار الفرنسيون ان ليبيا تحتاج الى حوالى 200 مليار دولار امريكي خلال السنوات العشر القادمة, ويقول البريطانيون انها تحتاج الى 320 مليار دولار فى نفس الفترة لتمويل حافظة مشروعات اعادة البناء والاعمار . وطبقا  لتصريحات اعضاء المجلس الوطنى الانتقالى يتضح ان اصلاح قطاع النفط والطاقة بشكل عام سيكون له الاولوية فى برنامج عمل المجلس للنهوض بالاقتصاد الليبى من جديد, يليه قطاعات المواصلات والكهرباء والبنية التحتية المدنية. حيث أكد تقييم المكتب الدولى الفرنسى للتنمية, يحتاج قطاع النفط الليبى الى اكثر من 30 مليار دولار امريكى كى يعود الى مستوى انتاجه قبل الحرب بواقع 1.6 مليون برميل يوميا وصولا الى 3 ملايين برميل يوميا فى عام 2015. كما تحتاج البلاد الى 12 مليار دولار امريكى لقطاع الكهرباء ، وما يتراوح بين 5 و6 ملايين دولار للمواصلات ، و4 ملايين دولار امريكى للبناء المدني. خاصة بعد ادت المواجهات المسلحة بين الثوار

والكتائب الموالية للقذافى الى الهبوط بانتاج النفط الليبى الى ما يقرب من 50 الف برميل يوميا, وبالتالى نضوب موارد ليبيا من ايرادات السلعة الاستراتيجية من جانب، وتعطش الاسواق الدولية وارتفاع ثمنها بصورة كبيرة من جانب اخر.
وامام هذه الفرص التجارية الهائلة، كثفت المؤسسات البريطانية والفرنسية من جهودها للحصول على اكبر نصيب ممكن من هذه "التورتة" الكبيرة. و تؤيد حكومتا الدولتين مؤسسات بلادهما للتنافس فى ليبيا بحجة قيادتهما للعملية العسكرية ضد نظام القذافي. وتقدر الاحصاءات ان فرنسا وبريطانيا ساهمتا بالجزء الاكبر فى العمليات العسكرية. وساهمت فرنسا، بحسب تقارير، بحوالى 450 مليون دولار امريكى فى النفقات العسكرية حتى نهاية سبتمبر. ودفعت بريطانيا 480 مليون دولار وقامت طائراتها باكثر من 3000 طلعة جوية. وهو ما ضاعف من الاعباء الكبيرة على عاتق الحكومتين فى ظل الوضع المالي المأزوم فى أوروبا بشكل عام.
وبدأت فرنسا وبريطانيا التنافس على قيادة عملية اعادة اعمار ليبيا قبل أشهر ووصل التنافس بينها الى درجة اكثر حدة بعد مقتل العقيد معمر القذافي. حيث اعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه يوم مقتل القذافي ان بلاده لعبت دورا قياديا فى المهمة ضد نظام القذافي، و"يجب ان تلعب دورا قياديا ايضا فى اعادة الاعمار بعد الحرب". وطالب وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الشركات البريطانية بحزم حقائبها والاسراع الى ليبيا للمشاركة فى عمليات اعادة الاعمار وعدم التخلف عن الشركات الفرنسية. وحرص الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون على ان يكونا اول زعيمين يزوران ليبيا بعد انتقال المجلس الانتقالى الليبى الى طرابلس .
واذا كانت الولايات المتحدة قد تخلت عن دورها القيادى فى حملة الناتو العسكرية فإنها ليست بعيدة ايضا عن تفاصيل المشهد الليبى بعد الحرب لكن بصورة اقل قوة من بريطانيا وفرنسا. ويبدو ذلك له ما يبرره، بحسب وسائل الاعلام الامريكية ،حيث دفعت الولايات المتحدة 1280 مليار دولار فى اعادة اعمار العراق وافغانستان وتعانى من مشكلات اقتصادية مما اضعف قدرتها على التنافس فى ليبيا. ان الوضع الحالى فى ليبيا يوفر فرصا تجارية كبيرة لاطراف كثيرة فى انحاء العالم ولن تستطع أى دولة من الدول ان تنفرد وحدها بكعكة اعادة البناء