عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شاهد.. كودية "زار مزاهر" في حوار لـ"الوفد: الدراما شوهت فن الزار

بوابة الوفد الإلكترونية

سمراء اللون ملامحها صعيدية جنوبية تبدو من الوهله الاولى حادة الطباع، تقف وسط رجال ونساء تتحكم في ايقاع الحفل كمايسترو تغني وتتمايل بالطبل وسط أنغام المزمار والدرامز والجيتار، تأتي إليها محملاً بالهموم وتخرج من ساحتها تشعر براحة نفسية سببها الجو الهادئ الروحاني الذي تعيش فيه لساعات مع فرقتها للأغاني الفلكلورية فرقة "زار مزاهر".

"مكان" ليس اسم مجهول للمحيطين بالمنطقة، إذ يعلم كافة الرواد أنه مقر تلك الحفلات "زار مزاهر"، يحتوى على خلطة سحرية لإزالة الطاقة السلبية المحملة بداخل كل فرد منا، وللحظة مع بدء حفل الزار لفرقة مزاهر تجد السكوت يخيم على المكان وإشعال قليل من الإضاءة الخافته تشعرك كأنك بحالة من السكون الداخلى، وفى استعداد تام لاستقبال الفرحة والسعادة من كلمات مزاهر.

ريسة الزار.. من أصول صعيدية:

بمجرد النظر إليها لأول مرة تخشى الحديث معها ولكن مع سماعها تغني بالطبل يتغير الشعور لديك وقامت "بوابة الوفد"، بإقتحام حياة الريسة مديحة "أم سامح" رئيسة زار مزاهر لمعرفة تفاصيل عن حياتها الشخصية والمهنية التى يتجنبها الكثير من الناس بمجرد سماع كلمة "زار"!!

بمنتهى العفوية قالت الست مديحة 66 عامًا، إنها سيدة لأب صعيدي من قنا ولأم سودانية، وهى متزوجة وتعيش حياة مستقرة، ولديها ولدان وفتاة وستة أحفاد.

وتابعت ريسة زار مزاهر، أنها بدأت غنائها بالزار وهي صغيرة بعمر الـ11 عامًا مع والداتها التى كانت أيضا ريسة زار فامتهنها بالوراثة بعد أن عشقت الزار وأغانيه والحالة التى تغمر الشخص فيه حين يزور الزار، التى اختارت أسم مزاهر لفرقتها كناية عن كل زائر يزور الزار تعتبره زائر لزار مزاهر.

وقالت مديحة إن الزار قديماً مختلف تماماً عن الآن، فتطور بشكل ملحوظ حتى وصل للعالمية، موضحة أنه قديما كان مقتصرا على الحارات والشوارع ومن يرغب أن يقيم ببيته فقط، مؤكدة أنهم لا يمانعوا طلب روادها بأن يقيموا حلقة زار بمنازلهم.

واستكملت أم سامح، أنها ربت أبنائها من مهنة الزار، ولكن لا يوجد من أولادها من توارث المهنة مثلها، مؤكدة أنها رغبت في تعليم أبنائها  قائلة: " أنا شقيت على عيالي لحد ما اتعلموا، ومهنتنا ملهاش مستقبل اللي يكبر بيتركن يعني بيتنسي ولا ليها معاش وكمان مهنتنا مهنة عطاء عايزة اللي يحبها علشان يقدر يكمل وينجح فيها لأنها لا بالورقة ولا القلم ولا غنا بالنوتة دي حاجة من عند ربنا ومحتاجة صحة وعافية تقدري تغني وتتمايلي وانتي بتستخدمي الطبل".

وبروح مليئة بالحب والوفاء قالت ريسة الزار، إنها وفرقتها مدينين بالفضل لدكتور أحمد المغربي الذى له الفضل في إنشاء فكرة فرقة مزاهر، لأنه هو أول من اعجب بالاداء من طبل وغناء داخل الزار وجمع الفرقة لأن كل عضو فيها بعيد عن الأخر، وهو من يجمعهم في وجود أي عمل.

وأعربت عن سعاتها وإخلاصها لدكتور أحمد المغربي لأن بسببه وصلت للعالمية فتسترسل ريسة الزار بنبرة سعادة قائلة "سفرنا أول مرة لفرنسا التى عدنا إليها أكثر من سبع مرات ولفينا دول كتير من إيطاليا لبلجيكا والسويد وسويسرا والدنمارك ولبنان وألمانيا".

وبوجه مليء بالفخر قالت أن الجمهور بالخارج يتفاعل معهم بطريقة جميلة جداً تشعل حماسهم بالرغم من عدم فهمهم للغة التي يرددوها وحصلوا على جوائز من تلك الدول.

وصول زار مزاهر للعالمية:

"اللهم صلى على المصطفى نبى الرسالة وبحر الوفا" بتلك الكلمات الروحانية أستكملت ريسة زار مزاهر حديثها للوفد عن مشوار نجاحها فى فرقة الزار

بـ"مكان"، حيث أنها تعمل فى مركز "مكان" للفنون الثقافة منذ حوالى 16 عاماً فتتوالى عليها الأجيال من كافة الأعمار لسماع أغانيها رغم عدم فهم البعض لها ، لكن روحانيات الكلمات كفيلة أن تسعد ملايين من الحاضرين.

وبوجه بشوش مضحك أعربت لنا عن سعادتها البالغة لشهرتها التى وصلت لمسمع ومرى الجميع من الأجيال الحالية والتى اصبحوا متابعين لها بعد أن شاركت فى حفلات كبرى بصحبة بعض الفنانين مثل دينا الوديدى، مبينة ان اداء غنائها يختلف فى تلك الحفلات عن الزار بمكان، اذ تكون لها الحرية الكاملة فى أداء بعض الحركات على أنغام الموسيقى، بعكس الزار المخصص للغناء السماعى فقط، مضيفة أن الفرقة تحاول جاهدة فى إخراج  ما يكمن بداخلهم من طاقة لظهور إبداعهم امام اعين الناظرين فى حالة من البهجة والدهشة فى أن واحد لعدم فهم الحضور للغتها وخاصة غناء الفرقة فى الدول الخارجية كلبنان وباريس وغيرهما .

تكوين فرقة "ناس مكان" لعرض تطوير فن الزار:

اما بالحديث عن أعضاء فرقة مزاهر، أوضحت ام سامح  أنهم تجمعوا من محافظات مختلفة فى صعيد مصر ويكمل كل منهما الأخر فمنهم المختص فى اللعب على المزمار والطبلة، ومنهم الانشاد وترديد  كلمات الأغانى خلفها.

ويا للعجب حين استحضرت الموقف والجلوس وسط المتفرجين تجد تلك الفرقة أناس بسيطة وغالباً يمكن أن نجد بينهم أشخاص اميون فكيف لهم ذلك النجاح الكبير فالسر هنا يكمن فى الأصرار والمثابرة على تحقيق الذات .

وبخصوص تطوير فرقة مزاهر للزار المصرى كشفت لنا عن تكوين فرقة "ناس مكان" والذى تضم  عددا من الأغانى الخاصة بالفرقة لإظهار مدى براعتهم فى فن الزار، والذى يعتمدون فيه على عدة لهجات فى نغمة واحدة ومنها النوبية والصعيدية والشعبية، ولذلك لخلق مزيج خاص يضفى على فرقتها رونقاً جديداً لتكون دائماً فى الصدارة، قائلة: "اللى عملناه فى  تطوير فن الزار مكنش بيحصل زمان".

ومن ناحية الفهم الخاطئ لدى كثير من الأشخاص عن الزار، استنكرت ريسة زار مزاهر عرض الدراما التليفزيونية له، حيث أنه يعرض مفاهيم خاطئة لا أساس لها من الصحة فحفل الزار معروف بأغانية المختلفة ليس إلا، قائلة: "الزار المصرى القديم  اتفهم غلط واحنا بنحاول نصلح ده - وبنتمنى الدولة تبص للفنون القديمة شوية".