رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رفعت الأسد.. من سفاح حماة إلى "منقذ سوريا"

في ذروة التحذيرات من انزلاق الأمور إلى حرب أهلية في سوريا ، خرج رفعت الأسد على وسائل الإعلام أكثر من مرة ليقدم نفسه على أنه البديل لحل الأزمة ، الأمر الذي أثار تساؤلات واسعة حول مغزى هذا التطور وهل هو مناورة للالتفاف على إرادة  الشعب بتغيير حكم عائلة الأسد أم أنه تأكيد على تضييق الخناق على نظام بشار الأسد حتى داخل طائفته العلوية .

ورغم أن الإجابة ليست بالأمر السهل ، إلا أن تصريحات رفعت الأسد وتاريخه يؤكدان أنه لا يمكن أن يكون البديل ، وأن كل ما يحدث ليس سوى مناورة جديدة لإطالة حكم عائلة الأسد بشكل أو بآخر .
ففي 19 نوفمبر ، قلل رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد من شأن الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لحل الأزمة في بلاده ، داعيا  المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود للحيلولة دون وقوع حرب أهلية باتت على الأبواب .
وقال الأسد في تصريحات لراديو "سوا" الأمريكي: " إنني أعتقد أن الحرب باتت تقترب كثيرا، على المجتمع الدولي أن يتحرك لأنها ستنعكس على الجميع دون استثناء لأن المستهدف هم الأقليات سواء في سوريا أو لبنان".
وفي إشارة واضحة إلى قلقه فقط على مستقبل الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد ، أضاف رفعت الأسد أن الأقليات مهددة من الأغلبية الساحقة، وأعرب في الوقت نفسه عن تشاؤمه إزاء مستقبل سوريا في ظل عدم وجود بديل للرئاسة يضمن الاستقرار في البلاد، مضيفا أن تصريحاته لا تعني أنه لا يرغب في أن يتنحى النظام ولكن يجب التفرقة بين النظام ورأسه.
ولم يقف الأمر عندما سبق ، فقد أدلى رفعت الأسد "74 عاما" بتصريحات في 17 نوفمبر طالب خلالها صراحة برحيل نظام بشار ، ولكن دون خروج الحكم من عائلة الأسد .
ودعا في هذا الصدد في تصريحات لتليفزيون "إل سي آي" الفرنسي إلى تشكيل تحالف عربي دولي يتفاوض مع ابن أخيه على صفقة يتنحى بموجبها الأخير عن الحكم مقابل حصوله على ضمانات له ولأقاربه ، وتولي السلطة عمه أو "أحد أفراد العائلة".
وتابع " يتعين على بشار المغادرة لكن دون الرحيل من البلاد ، إنه ليس مسئولا وإن ما يجري هو تراكم تاريخي لكثير من الأشياء".
ويبدو أن رفعت الحاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد أعد العدة بالفعل لتقديم نفسه على أنه البديل ، حيث أعلن في ختام اجتماع عقد في أحد فنادق باريس عن تشكيل حركة معارضة جديدة برئاسته أطلق عليها اسم "المجلس الوطني الديمقراطي"، تضم بشكل رئيس مسئولين في حزبه "التجمع القومي الديمقراطي الموحد" وقيادات سابقة في حزب البعث.
ورغم ما سبق ، إلا أن ما يجمع

عليه كثيرون أن محاولات رفعت الأسد وهو الشقيق الأصغر للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وكان نائبا له واعتبر لفترة طويلة خليفته المحتمل قبل أن يقوم بمحاولة انقلابية فاشلة انتقل على إثرها للإقامة في المنفى في 1984 متنقلا بين باريس ولندن ، لن ترى النور.
فمعروف أن شخصية رفعت الأسد لا تحظى بقبول معظم السوريين ، بحكم سجله وماضيه المرتبط بنظام عائلة الأسد، حيث كان يقود ميلشيات حكومية تسمى "سرايا الدفاع" والتي وجهت لها اتهامات بالتورط في مجازر عديدة بين عامي 1978 و1982 بأوامر من قائدها رفعت الأسد ونوابه ، إبان ذروة الصدامات الدامية بين السلطات السورية وجماعة الإخوان المسلمين في الثمانينيات.
كما أن منظمات عربية لحقوق الإنسان تتهم رفعت الأسد بالتورط في جرائم تستدعي المحاكمة وتشمل هذه الجرائم قتل السجناء السياسيين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين بشكل جماعي في سجن تدمر في يونيو/ حزيران عام 1980.
وتشمل تلك الجرائم أيضا تعذيب المواطنين في مراكز الاستجواب التابعة لسرايا الدفاع، ومشاركة السرايا في القصف الأعمى للمدن بما فيها مجزرة حماة الشهيرة عام 1982 التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء.
وبالإضافة إلى ما سبق ، فقد ذكرت قناة "الجزيرة" أن رفعت الأسد الذي عاد عام 1992 إلى سوريا ليشارك في تشييع والدته وغادرها من جديد إلى باريس عام 1998 ، عرف عنه أيضا حياة البذخ والقمار في أوروبا هو وأولاده ، حيث يمتلك استثمارات سياحية وعددا من الصحف والمجلات، إضافة إلى محطة ANN الفضائية العربية.
وبصفة عامة ، فإن محاولات رفعت الأسد لتقديم نفسه على أنه البديل لإنقاذ حكم عائلة الأسد لن تكلل بالنجاح ، ويبدو أن الأسوأ مازال بانتظارها في حال لم تقنع الطائفة العلوية بشار بالإسراع في التجاوب مع الجهود العربية ووقف حمامات الدم في سوريا.