رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فيديو ..من هنا انطلقت شرارة الثورة

في نفس هذا اليوم من العام الماضي، كانت البلاد تعد عدتها للانتخابات البرلمانية، وسط أجواء كئيبة وحالة من الغيظ المكبوت تنتاب الجميع. كنا نعلم أن البلاد في طريقها إلى الموت، عبر انتخابات مزيفة، يشرف عليها لصوص الحزب الوطني من موظفي المحليات والوزارات وأجهزة الأمن،

وفي غيبة تامة من القضاء ورقابة المجتمع المدني. في هذا التوقيت، طلب الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب أن نصدر بوابة ألكترونية حديثة على الإنترنت، تخدم أهداف الحزب وتروج للمرشحين وجريدة الوفد، وتدعم موقفهم السياسي.
جاء الاختبار قاسيا، فالولادة لم تكن طبيعية أبدا في المضمون والشكل. فالامكانات متواضعة للغاية، بدأت بلملمة المقاعد الخشبية من المخازن وقاعة صغيرة في حجم حجرة منزلية، وتدريبات لمجموعة من الشباب، انضم لتوه لمجموعات تتعرف على عالم الكمبيوتر. دب الخوف في قلوبنا، حينما أصبح الأمر الإداري قرارا واجب التنفيذ في الحال، بينما لم تكن عندنا أية امكانات للانطلاق قبل شهرين أو شهر على الأقل. هكذا وجدنا من قذف بنا في البحر لنتعلم السباحة في جو قارس وبحر هائج، يسيطر عليه حفنة من الإعلاميين محترفي اللعب مع النظام، ومغازلة الجمهور في آن واحد، أو كما يقول أشهرهم» أنا مع النظام أضرب وألاقي».
فجأة أصبحت و عادل القاضي رئيس تحرير بوابة الوفد شريك العمر الراحل، أمام مطلب حزبي كبير بأن نطلق بوابة ألكترونية خلال أيام. لم تتوقف العقبات عند الامكانات المادية، التي تتحرك وفق روتين فرعوني، ولوائح عتيقة، بل عند بشر يعتبرون عالم الإنترنت لهوا أو دربا من دروب العيال، يأنفون من الاقتراب منه. وعندما شرعنا العمل في « بدروم» الجريدة، كانت نظرات الشماتة تقتلنا، بينما التحدي داخلنا يدفعنا إلى مواصلة الجهد بعناء. تحركت المسيرة ببطء، وبدأ اليأس يدب في قلوبنا من قلة الموارد وكثرة الأمنيات التي يدفعنا إليها رئيس الوفد ورجاله.
اعتاد عادل القاضي أن يدفع الناس للعمل بالكلمة الطيبة، يعتبرها البعض نوعاً من الدروشة أو التصوف الذي اتصف به في سنته الأخيرة، لدرجة أشعرتني بصدق، أن نهايته قد اقتربت. وعلى العكس منه كنت أثق في النظام» أو ما يسمى في عرف الأعمال « السيستم». وبلغتي الخاصة كنت أرى أن السنة الأولى ستكون تجربة للعمل، وأن الانطلاقة الفعلية لن تبدأ قبل سنوات، بينما كان القاضي يؤمن أن الاخلاص والصدق يعطيان للأشياء بركة تدفعه لمسافات أبعد مما يتخيل البشر.
انطلقنا للعمل في مثل هذه الأيام ببوابة الوفد، ومع اشراقة يوم 11/11/2010، وضعنا أول الأخبار على الموقع. ظهر التحدي الأعظم أمامنا، فالواقع المهني سيئ للغاية، صحف ومواقع تعمل لحساب النظام، أو أجهزة الأمن أو مصالح شخصية وحزبية ضيقة، والفضائيات تغازل المعارضة وقلوبها مع النظام، وأدواتها في يد رجال السلطة وكبار رجال الأعمال. وكان السؤال المطروح علينا لأي طرف ننتمي، واخترنا سويا أن يكون الولاء الأول للمهنة في حالتها المثالية، حيث ذوق الشعب قد فسد أو تعرض للفساد والنظام أفسد الدنيا وما فيها والأحزاب مغلوبة على أمرها، وتحاول الخروج من مستنقع لعب السياسة مع شريك قذر، دون أن تدخل بكامل جسدها في الوحل. طرحت على شريك العمر أن نبحث عن انفرادات خبرية تجعل العالم يشعر بوجودنا، فلم نفلح إلا في النذر اليسير الذي مكن العاملين في المهنة من التعرف على موقعنا من باب العلم بالشىء. وعندما انغمس الوفد في الانتخابات، حرصنا على ألا نقع في معضلة أن تكون بوابة الوفد مجرد نشرة اخبارية للوفديين. فقد تعلمنا أن المهني يتجه بعمله إلى الناس عامة، ويحرص على أن يكون منبره مفتوحا أمام جميع التيارات،مهما شذت عن منهجه أو خرجت على هواه.
جاءت الصدمة الكبرى حينما كشر النظام عن أنيابة الزرقاء، ورأينا التزوير الفاحش في المرحلة الأولى للانتخابات، التي شهدت إقصاء كاملا لكافة التيارات السياسية، وتغيير إرادة الشعب، بصورة لم تحدث من قبل. فقد شهدنا في مثل هذا الشهر، كيف أجبر النظام، بعض عملاء الأمن على خوض الانتخابات وإعلان فوزهم ضد مرشحي الوطني، وإرغام مرشحين آخرين على دخول معركة وهمية لمجرد أنه يريد أن تدخل معارضة صورية للبرلمان، بعد استبعاد أسودها ورموزها من كافة التيارات. من

هنا بدأنا رحلة البحث عن المتاعب، وفتشنا عن شخص يروي وقائع التزوير، كي نفضح النظام الفاسد، أمام الشعب والدنيا. جاءت لحظة الحسم، فقد بدأ الوفد يفكر في الانسحاب من الانتخابات احتجاجا على التزوير الفاضح، فتحينت الفرصة وأسررت إلى شريكي عادل القاضي برغبتي في الانفراد بهذا الحدث، كي يعرفه العالم عن طريقنا وساعتها ستكون لحظة الميلاد الحقيقية لـ»بوابة الوفد». في أثناء اجتماع قيادات الوفد لاتخاذ القرار، سربت كاميرا صغيرة إلى مكتب الدكتور البدوي، ووضعتا أمامه طالبا منه أن يعلن قرار الانسحاب حصريا، قبل أن يصرح به أمام كاميرات الفضائيات التي كانت تننظره على أحر من الجمر بالخارج.
قبل أن يخرج البدوي من مكتبه كنا وضعنا الخبر نصا وبالفيديو على « بوابة الوفد» وفور نشر الخبر ظهر أول ديسمبر، أصبحت بوابة الوفد رقما من عدم. واكب خروج الوفد من الانتخابات ثورة عارمة من النظام، وأطلق علينا كلابه في الإعلام وكافة أجهزته، خاصة بعد أن انضمت جماعة الإخوان المسلمين لقائمة المقاطعة. أبرزت « بوابة الوفد» رأي الشعب في قرار الوفد والإخوان ورؤيتهم، فأجمعوا على أن الفساد السياسي طال أمده وأن مشروع التوريث لن يمر كما أراد أحمد عز وجمال مبارك إلا بمرور السيف على رقاب الجميع.
من هنا انطلقت شرارة الثورة ضد النظام، وأصبحت بوابة الوفد حاملة رسالتها، مع مواقع اخبارية أخرى انتشرت على الفيس بوك كجماعتي 6 أبريل وخالد سعيد وكتابات لشخصيات تنتمي للتيارات الدينية المختلفة. جاءت البركات التي قال عنها عادل القاضي، فأصبح عدد القراء بمئات الألوف بدلا من المئات، ومالبثت أن أصبحت بالملايين،وبإخلاص الشباب المؤمن برسالته المهنية، نشبت الغيرة في قلوب آخرين، فانضموا إلينا لحمل مشاعل الثورة. لم يسأل أي منهم عن العائد، فهم يعلمون مدى قصر اليد ومحدودية الامكانات، وإنما كان شغفهم بأن يمارسوا المهنة كما تعلموها وكما يرتضي ضميرهم المهني. ورغم ضبابية الرؤية وحالة اليأس من أي تغيير محتمل، بعد إصرار الرئيس المخلوع على تجاهل رفع الظلم والفساد الذي أرهقنا بهما، ومعاملة الناس بتكبر فظيع، أصبحت «بوابة الوفد» متنفسا لكافة مطالب القوى السياسية، التي كانت تخرج كل يوم للتعبير عن رفضها للواقع الأليم، في مظاهرات أمام مجلس الشعب والأجهزة الرسمية بالمحافظات، إلى أن أشرقت الشمس بنورالثورة المجيدة في 25 يناير.
لم تفلح أيدي النظام القذرة في وأد»بوابة الوفد» مع انقطاع الانترنت عدة أيام، حيث عدنا من ميدان التحرير إلى ساحة العمل، للنشر فرحة الانتصار على النظام الغاشم ووقائع معركة الجمل. في بداية المشوار الصعب رحل الشريك الطيب، للقاء ربه راضيا مرضيا، وتركنا على المحك نحمل رسالته، التي تحملناها بصبر، وإصرار على المزيد من النجاح، من أجل إعلاء كلمة الحق وصوت الشعب، وراية الوطن.

[email protected]

شاهد الفيديو :

http://www.youtube.com/watch?v=_Hs7UIT1Qik