بالصور.. مسنو التسول بين روشتات المرض وزيف الحاجة
بتجاعيد لم تطلب سوى الرحمة.. ونظرات تفضح ما عجزت الكلمات عن الإفصاح عنه، جاءوا للبحث عما يقيم الجسد، منهم من قدم عاهته أو سحنته الهرمة، ومنهم من التزم الصمت تاركًا التقدير لم يقدر والرزق على القادر ذاته.
تحت مصطلح التسول، اختلفت الأعمار البشرية للقائمين على ذلك الفن الذى اقتحم مربعات الوطن كافة، ليختلط الحابل بالنابل، ويصبح التفريق بين المحتاج والمدعى ضربًا من المستحيل، ولكن الاستجداء والنظرة الخانعة تكفي لأن يجود المار بما يستطيع ناسيًا ومتناسيًا ما يمكن أن تنطوى عليه بعض النفوس الزائفة.
وبنظرة مدققة نجد أن كبار السن اختلفت طرقهم عن الصغار، أو ذوى الإعاقة من المتسولين، فالبعض منهم يحمل بعض "الروشتات" العلاجية والأشعة لإضفاء شيء من المصداقية على العمل الذى يقوم به، وآخرون التزموا الصمت بعيدًا من الكلمات المكررة التى استهلكها الجميع ولم تعد تدر سوى الدعوات الباردة التى يلفظها البعض لاصرافهم من دون تقديم الفكة.
وخلال الآونة الأخيرة لوحظ أن هناك الكثير من الحالات التى تكرر نفسها بترديد المطالب نفسها في البقعة ذاتها التى ترتكز فيها، وكأن المرض المصابون به أذلي، أو أن جنيهات المارة لم تكفِ لشراء العلاج، لينطلق التساؤل عن كنه المافيا الذين يسرحون مثل هؤلاء العجائز لطلب القروش المعدودة.
ولتسليط الضوء أكثر، توجهت "بوابة الوفد" لمراقبة مسني الحاجة والتعرف على مطالبهم أكثر، وكان
وباﻻبتعاد قليلًا ومراقبة متسولي المترو، وجدنا "أم. م" التى يبدو عليها الحاجة من الوهلة الأولى بمجالستها ابنها المعوّق ذهنيًا، كما تشهد حركاته وكلماته ولكن "صدق أو لا تصدق" انتبه الطفل مع رفع هاتف المحرر الذى استخدمه للتصوير وتجنب إزعاج الأم وابنها، قائلًا: "كاميرا .. بيصورونا" متناسيًا دوره في القصة لنكتفي بهذا القدر عند تلك الحالة ضاربين أكفف العجب عن تلك الفنون المبتذلة.
ولم تنته جولتنا عند ذلك الحد، فما بين محطات المترو وبين الشوراع شاهدنا الكثير من الحالات التى لم تختلف مطالبها كثيرًا بين الجوع والمرض أو الغموض الذى سجله الصمت، لنرفع التساؤل المحير ذاته عن كنه تلك الحالات المنتشرة بالتوازى مع الطوابير التى تصطف لطلب المعاش شهريًا من خزائن الدولة؟