رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطب البديل ينافس وزارة الصحة

بوابة الوفد الإلكترونية

 إذا أصيب مصري بمرض فأين يذهب؟.. سؤال قد يبدو هزلياً، ولكن إجابته تكشف جانباً شديد الخطورة في قضية «الصحة في مصر».

إجابة السؤال تقول إن عدداً غير قليل من المصريين إذا هاجمهم مرض من الأمراض، لا يذهبون لطبيب ولا لمستشفى حكومي ولا لعيادة خاصة ولا لمستوصف طبي، ولا يلجأون إلى الطب والأطباء.

طبعاً ستسأل: أين إذن يذهب هؤلاء طلباً للشفاء؟.. وإليك الإجابة الصادمة: بعضهم يهرول إلى «البقالين» صارخين: «يا عطارين دلوني الشفاء فين أراضيه؟»..  وبعضهم يلجأون إلى «الحجامتية» هاتفين: «شرحني يا معلم».. وآخرون يستغيثون بالمعالجين بالماء أو «الهومبوياثين»، قائلين: «أرجوك اديني الجرعة.. اديني الجرعة بسرعة».. وفريق خامس يبحثون عن الشفاء عند وكلاء ملك الجن «شمهورش» وباقي رعاياه من الجن والعفاريت.

الصدمة تزداد، إذا علمنا أن عدد من يستخدمون هذه الوسائل في العلاج  يتجاوز 41 مليون مصري - حسب تقديرات الخبراء - منهم مليون من الأثرياء!

في الأربعينات والخمسينات وحتى الستينات ومطلع السبعينات، كان طبيعياً أن يلجأ الكثيرون في القرى، وبعض مناطق المدن، إلي «الحلاقين» و«التومرجية» والعارفين بالوصفات الشعبية، طالبين العلاج، وكان لفظ «حلاق الصحة» منتشراً بقوة في كل قرى مصر، وكان علامة مميزة يهفوا لها الكثيرون، فحاملو هذا اللقب من الحلاقين، يحق لهم ممارسة عمل الأطباء.. فإلى جانب حلاقتهم لشعر زبائنهم، كانوا أيضاً يجرون عمليات الختان، ويجبرون الكسور، ويصفون الأدوية  للمرضي، ويضمدون الجروح تماماً مثلما يفعل الأطباء الآن.

ووقتها كان هذا يحدث بشكل طبيعي جداً، وكان السبب الرئيسي في انتشاره في طول مصر وعرضها، هو قلة عدد الأطباء، وأيضاً قلة عدد المستشفيات والوحدات الصحية.. فلم يكن في مصر في مطلع الستينات سوي 104 مستشفيات عامة و600 وحدة صحية.

الآن الأمر اختلف، فحسب الأرقام الرسمية لجهاز التعبئة العامة والإحصاء وصل عدد الأطباء العاملين في مصر إلى أكثر من 100 ألف طبيب، أما عدد المستشفيات فوصل لـ 632 مستشفى عاماً حكومياً و101 مستشفى تعليمياً وجامعياً، و937 مستشفي خاصاً بخلاف أكثر من 5 آلاف وحدة صحية.. والغريب أن الصفحة الرسمية لوزارة الصحة تقول إن عدد المستشفيات العامة التابعة للوزارة يبلغ 539 مستشفى فقط وليس 632 مستشفى كما تقول بيانات جهاز التعبئة والإحصاء!

ورغم هذه القفزة الكبيرة في عدد الأطباء وعدد المستشفيات، إلا أن الواقع يقول إن هناك عشرات الملايين من المصريين لا يزالون يعالجون أنفسهم عند غير الأطباء!

 

يا «عطارين»!

«العطارون» على قمة غير الأطباء، الذين يقصدهم قطاع عريض من المصريين حتى الآن، والسبب طبعاً يرجع إلى أن العلاج بالأعشاب موروث شعبي ممتد على مدى قرون طويلة المصريين، وعند «العطار» لكل داء دواء عشبي، ويفضله ملايين المصريين علي أحدث الأدوية، وكل ما عليك هو أن تتوجه إلي أقرب عطار، وتروي له «ألمك» وموضع «وجعك»، وعلى الفور سيقدم لك العلاج، بكل سهولة ويسر وسرعة.. هكذا بدون كشف ولا ذهاب لعيادة ولا «وجع قلب» في إجراء تحاليل وإشاعات أو غيره.

فلو كنت تشكو من الزكام فالعلاج بسيط وميسور، وهو بعض أوراق «الزعتر»، سيلفها «الخبير العطار» لك في ورقة ويحرص وهو يقدمها إليك، أن يشرح كيفية تناولها، مع دعاء بشفائك العاجل.. ثم لا يطلب منك سوي ثمن «العشب» فقط رغم أنه قام بدور الطبيب والصيدلي!.. يعني الكشف مجاني!

ومهما كان مرضك، فعند «العطار» العلاج المبين، فلو كنت تعاني من آلام الضروس، أو أوجاع  المعدة أو المغص فعلاجك في الزعتر الذي يبيعه العطارون كعلاج لـ 77 مرضاً!.. ولو كنت تعاني آلام المعدة أو ارتفاع درجة الحرارة أو السكر، فالدواء عند العطارين هو «الشيح».. أما «الحرمل» فيبيعه العطارون لعلاج الصداع وعرق النسا، و«قشر الرمان» لعلاج قرحة المعدة، و«كف مريم» يوقف نزيف الدم.

وهكذا يوجد لكل داء دواء عشبي، أو تركيبة يدخل فيها أكثر من عشب ومواد أخرى، والفيزيتة دائماً تتراوح بين بضعة جنيهات و50 جنيهاً على أقصي تقدير، وتتحدد قيمتها حسب كمية ما ستشتريه من «أعشاب وعطارة».

ويقارب عدد العطارين في مصر حوالي 10% من عدد الأطباء حيث يقترب عددهم من 10 آلاف عطار - حسب تقديرات علاء عبدالعال خبير التداوي بالأعشاب - بعضهم يبيع بضاعته علي قارعة الطريق، وأرباح كل منهم سنوياً تصل إلى 500%، ولا يقتصر بيزنس التداوي بالأعشاب على العطارين وحدهم، فهناك  عشرات المؤلفين كتبوا كتباً كثيرة، عن الأعشاب وحلاوة الأعشاب وقدرتها على شفاء الأمراض، والغريب أن تلك الكتب تحظي باهتمام الكثيرين!

 

علاج وجنس!

ومن لا يجد دواءه عند العطارين، فلا داعي أيضاً للذهاب إلي الأطباء، فهناك مكان آخر سيجد فيه دواء للأمراض المستعصية، وعلى رأسها الصرع وضيق التنفس، وعلاج تلك الأمراض يتخصص فيه مشايخ مسلمون، وكهنة مسيحيون.. والدواء «مش كيميا».. فقط قراءة بعض الآيات القرآنية (أو الإنجيلية)، مع إطلاق عاصفة من البخور، وترديد الأدعية وهو ممسك رأس المريض، أو يضع يده علي منطقة الوجع.. ويلجأ بعضهم في الحالات المستعصية جداً لكتابة بعض الطلاسم  بالحبر الأحمر على ورق، وأحياناً يتم عمل حجاب للمريض، ليعلقه في رقبته أو يضعه «تحت المخدة» حتى يشفى!

سألت الشيخ علي سعيد، أحد المعالجين بالقرآن: كيف تعالج كل الأمراض بطريقة واحدة؟.. فقال: «أنا لا أدعي أنني طبيب، ولكني أحاول مساعدة من يأتيني باحثاً عن الشفاء، والشفاء يتم ببركة القرآن».. وربنا قال في سورة فصلت: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ)، وقال سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً).

وأضاف «الإسلام شرع لنا الأدوية الروحية، مثل الاستعاذة بالله والرقى والدعاء، فالإنسان يرقي نفسه أو يرقي مريضه بقوله: «اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنتَ الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً».. أو «أرقيك والله يشفيك»، أو كما كان عليه الصلاة والسلام يرقي الأطفال الصغار مثل الحسن والحسين «أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة»، فالرقى والتعاويذ والأذكار والأدعية مشروعة، وأنا لا أفعل إلا كما فعل الرسول صلي الله عليه وسلم، فإذا تحسن المريض فخير وبركة وإذا لم يتحسن فأوصيه فورا بأن يذهب إلى طبيب».

سألت الشيخ «علي»: وكم تحصل نظير ما تقدمه لطالب الشفاء؟.. فقال جازماً: «ولا مليم».

قلت: ولكن غيرك يأخذ.. قال: «أنا أسمع إن البعض بياخد جنيهات قليلة، والبعض بيعملها لله وأنا أفعل ما أفعله لله، ومليش دعوي بغيري».

عدت أسأل الشيخ «على»: ويا تري من أكثر المترددين عليك طالباً للعلاج؟.. فقال: «من كل الفئات والطبقات والأعمار.. بيجيلي ناس أفقر ما يكون وبيجيلي ناس راكبين سيارات أفخم ما يكون.. يعني «البيه بيجيلي والفقري».. وأنا أعالج الرجال والأطفال فقط، أما النساء فلا يجوز لي ولا لغيري من الرجال أن يرقوهن أو يقرأوا عليهن قرآناً طلباً للشفاء».

قلت: ولكن هناك من يفعل ذلك، فرد بسرعة: «دول دجالين».

قلت: عددهم كتير؟.. فقال: معرفش.

وهنا توقف الشيخ «على» عن الكلام المباح، ولكن  ما لم يقله هو أن عدد الدجالين الذين يزعمون قدرتهم على علاج الأمراض يفوق خيال الكثيرين، وهؤلاء استغلوا الميل الفطري للتدين عند المصريين، واقتحموا عالم العلاج بالقرآن، وبغير القرآن، مقابل الحصول على مبالغ لا تقل عن 50 جنيهاً في المرة الواحدة، وتصل أحياناً إلى آلاف الجنيهات.

وجميعهم لا يتقنون سوي تريد كلمات مبهمة والتمتمة بكلمات غريبة، وبعضهم يرسم خطوطاً في رمال موضوعة في وعاء أمامه ثم يتمتم بكلمات غير مفهومة.. وفريق ثالث يكتب علي «البيض بأحبار حمراء أو سوداء»، ثم يطلب من المريض أن يبتلعها مرة واحدة أو علي مرتين، و«بالهنا والشفا»!.. وفريق رابع يكتب علي الورق حروف مقلوبة وأحياناً «يشخبط شخابيط» وكله يمارس عمله وسط البخور والغموض، وإشاعة جو من الرهبة والغموض حتى يستسلم له المريض تماماً، ومن هنا شاعت الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها «طالبات الشفاء» علي يد الدجالين!

أما أرقام الدجالين الذين يدعون قدرتهم على علاج الأمراض  فمروعة، فحسب دراسة للباحث الإسلامي إيهاب عطا يوجد في مصر 350 ألف شخص  يستخدمون الدجل والشعوذة ويدَّعون قدرتهم علي علاج الأمراض.. والرقم يعادل 3 أمثال ونصف عدد الأطباء العاملين في مصر، وهؤلاء لهم جماهيرهم العريضة، الذين يدفعون لهم سنوياً 10 مليارات و500 مليون جنيه مقابل دجل في دجل!.. وهذا المبلغ يساوي 12% من موازنة وزارة الصحة في العام المالي 2016/2017، التي تبلغ 80 مليار جنيه!

 

الدم والماء!

وهناك نوعان شهيران منتشران بقوة في عالم التداوي الشعبي في مصر، أحدهما يعتمد على «الدم» وهو «الحجامة»، والثاني يعتمد

على الماء السحري وهو «الهومبوياثي».

وفي الحجامة يعالج «الحجامتية» بالدم، وفي بعض الأحيان يتم سحب الدم على «الناشف» أى دون فتح أو تشريط الجسم وفي الغالب يشطرون موقعين في نهاية الرأس من الخلف بالشفرة، ثم يضعون كأساً على مكان الجرح، ويسحبون الدم الذي يطلقون عليه «الدم الفاسد» ويؤكدون أن خروج هذا الدم الفاسد يشفي المريض ويحافظ على صحته!

وتختلف مواضع الحجامة، أي إخراج الدم، حسب المرض، فالحجامة تحت الذقن يلجأون إليها لعلاج أمراض اللثة ووجع الأسنان، وفي الرأس لعلاج رمد العين وحمرتها، وفي الظهر لعلاج آلام الظهر والمفاصل، وصعوبة الحركة وغيرها من الأمراض.

ولا يوجد رقم محدد عن عدد «الحجامين» في مصر، إلا أن الدكتور الحسين حسان، مؤسس حملة «مين بيحب مصر»، يؤكد أن عدد «الحجامتية» في مصر  يقدر بعشرات الآلاف، يحصل كل منهم على ما بين 50 جنيهاً و200 جنيه مقابل علاج المريض الواحد.

أما «الهومبوياثي» فهو في مجمله عبارة عن علاج بالطاقة، وفلسفته الرئيسية تعتمد على تقوية مراكز الطاقة الحيوية بجسم المريض، من خلال تناوله مياهاً ممزوجة بها طاقة حيوية مستمدة من الطبيعة المنتشرة حولنا (نباتية - حيوانية - معدنية).

والدواء الرئيسي في هذا النوع من العلاج الشعبي يعتمد على استخلاص الطاقة من المواد الطبيعية عن طريق وضع تلك المادة في الماء ورجها بشدة فيقوم الماء بالاحتفاظ بتردد معين يمثل الطاقة الحيوية الموجودة في المواد الطبيعية، وعندها يصبح الماء علاجاً شافياً!

ويعالج المتخصصون في «الهومبوياثي» كل الأمراض بدءاً من الأمراض النفسية حتى أمراض المفاصل، مروراً بأمراض الحساسية والربو والصداع وأمراض الجهاز الهضمي والمعدة والقولون العصبي والتهاب الجيوب الأنفية المزمنة والإمساك المزمن والإسهال وآلام الظهر والروماتيزم، وكلما كان العلاج مبكراً كان العلاج أفضل وأسرع.

وهناك أيضاً من يعالجون أمراضاً مزمنة مثل فيرس c  ببول الإبل، ومن يعالج الأمراض الجلدية بروث الحمام.. والمثير أن هناك من يقبل على تعاطي هذه الأشياء القاتلة!

 

الإبر الصينية

ورغم أن البعض يعتبر الإبر الصينية علاجاً طبياً، إلا أن كثيرين يرونها أقرب للوصفات الشعبية، ومع ذلك يقبل عليها قائمة طويلة من المرضي، ويؤمن المتعالجون بالإبر الصينية بأنها تعيد التوازن في الجسم، من خلال تغيير مسري الطاقة في الجسم، على أساس أن الطاقة تسير في مسارات مختلفة في جسم الإنسان، ولأسباب غير معروفة فإن بعض المسارات تصاب بخلل ما فيتأثر سريان الطاقة، وتتم إعادة الطاقة الجسمية إلى مسارها الطبيعي بغرز الإبر في مواضع معينة يزيد عددها علي 365 نقطة متفرقة في الجسم، وتعتمد نتيجة العلاج على مكان غرز الإبرة وعلى الزاوية التي تغرز فيها، وينتشر العلاج بالإبر الصينية في أوساط مرضي السمنة والاكتئاب المصاحبة للولادة وحالات التبول اللاإرادى، كما تخفف من أعراض الاكتئاب والصداع، كما تستخدم فى زيادة الخصوبة لدى المرأة ومساعدتها علي الإنجاب، وعلاج آلام الركبة والكتف والرقبة وآلام الظهر، وكذلك الصداع النصفى، والتهاب المفاصل.

 

أرقام مفزعة

يكشف الدكتور الحسين حسان مؤسس حملة «مين بيحب مصر» التي ضمت قوافل طبية جابت  ربوع البلاد، أرقاماً مفزعة عن دنيا العلاج بعيداً عن الأطباء.. فيقول: «أعضاء الحملة طافوا ربوع مصر كلها ورصدوا فيما رصدوا أرقاماً مروعة عن العلاج خارج الإطار الطبي، ووجدنا أن 40 مليون مصري على الأقل من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، يلجأون إلى الأعشاب والحجامة وغيرهما من أنواع الطب الشعبي في علاج أمراضهم، أما طبقة الأغنياء فمن بينهم حوالي مليون مصري يتبعون ذات الطرق في العلاج ولكن أغلب أمراضهم التي يبحثون عن علاجها في عالم الطب البديل تكاد تنحصر في أمراض السمنة، والأمراض النفسية، والأمراض الجنسية.. وهذه الأرقام تعني أن حوالي 45% من المصريين يعالجون بعيداً عن الأطباء والمستشفيات والعيادات الخاصة».

وأضاف: «ما يمكن أن نسميه الطب الشعبي منتشر بكثافة في كل قري مصر، خاصة في قري الصعيد، كما أنه منتشر أيضاً في كل المناطق العشوائية والأحياء القديمة بالمدن، كما أنه العلاج الأول في المناطق الحدودية مثل سيناء ووسط سكان الصحراء الغربية وقبائل مطروح، وأغلب من يقدمون هذا العلاجات  الوهمية حاصلين على دبلومات المدارس الثانوية، مثل دبلومات الزراعة والصناعة والتجارة».

واتهم «حسان» وسائل الإعلام بالمساهمة في انتشار علاج الخرافة والدجل.. وقال: «إعلاميون جندوا أنفسهم للدعاية لهذه الخرافات، وقنوات فضائية تخصصت في الترويج لها».

 

رقابة غائبة

ويؤكد الدكتور محمد حسن خليل استشاري القلب، ومنسق حركة «الحق في الصحة» أنه لا توجد رقابة من أي نوع علي ممارسي الطب والتطبيب من العطارين والدجالين وغيرهم.. ويقول: «القانون لا يبيح لوزارة الصحة سوي الرقابة على  المستشفيات والعيادات المرخصة فقط، وبالتالي فهي غير مسئولة قانوناً عن هؤلاء الدجالين أو غيرهم، نفس الأمر بالنسبة لنقابة الأطباء لا سلطة لها على مثل تلك الأماكن، بمعني أن الضبطية القضائية للنقابة معطلة أمام دكاكين بيع الوهم والخرافة ومدعي الطب».

ويضيف: «هذه الكارثة ستستمر حتى يصدر قانون من مادتين.. المادة الأولى ينص على أن كل منشأة تقدم علاجاً أياً كان نوعه تخضع لإشراف وزارة الصحة وللرقابة الفنية من نقابة الأطباء.. والمادة الثانية تنص على كل منشأة تقدم علاجاً طبياً أياً كان نوعه يجب أن تقدم للمريض شهادة موثقة تفيد بالكشف علي المريض، والتشخيص الأولي ونتيجة الفحوصات التي أجراها المريض، وتؤكد مسئوليتها عن كل الآثار الجانبية التي يسببها الدواء الذي تقدمه».

 

في سطور

< 10="" آلاف="" عطار="" في="" مصر="" يعالجون="" الأمراض="">

< 500%="" أرباح="" العطارين="">

< عدد="" المستشفيات="" العامة="" في="" مصر="" 539="" مستشفى="" طبقاً="" لموقع="" وزارة="" الصحة،="" و632="" مستشفي="" طبقاً="" لبيانات="" جهاز="" التعبئة="" العامة="">

< فيزيتة="" العلاج="" بالأعشاب="" تتراوح="" بين="" بضعة="" جنيهات،="" و50="">

< 350="" ألف="" دجال="" ومشعوذ="" يدعون="" قدرتهم="" علي="" علاج="">

< الدجالون="" يحصلون="" على="" 50="" جنيهاً="" على="" الأقل="" في="" الجلسة="">

< 125="" جنيهاً="" متوسط="" العلاج="">