رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"اللجان الشعبية"..ملاحم وطنية صنعت طوق النجاة لثورة يناير

بوابة الوفد الإلكترونية

واحدة من الملاحم الوطنية التاريخية التي لا تنسى للمصريين، دلت على وحدتهم الوطنية وتكاتفهم معا يداً واحدة في أوقات الأزمات للحفاظ على أمن مصر والعبور بها إلى بر الأمان، تمثلت في تكوين اللجان الشعبية أثناء ثورة يناير 2011، عقب انهيار المنظومة الأمنية بالبلاد وسقوط جهاز الشرطة، وتزايد أعمال السرقة والنهب والفوضي بالبلاد عقب اقتحام السجون وتهريب الخارجين عن القانون.

فقد تعرض جهاز الشرطة في 28 يناير لحالة من الرفض الشعبي والغضب ضد انتهاكاته ضد المواطنين، إذ قام المتظاهرين إبان ثورة يناير باقتحام أقسام الشرطة وأحرقوا مقارها،فلم تجد قوات الأمن  أمامها سوى الانسحاب من الشوارع والميادين بكافة أنحاء الجمهورية، فكانت النتيجة هي الفوضى والانفلات الأمني والتخريب والسرقة من قبل العناصر الخارجة عن القانون.

لم تمر ساعات علي سقوط جهاز الشرطة، سرعان ما أدرك المصريين هذا الخطر الكبير، فقاموا بتكوين اللجان الشعبية لتأمين أنفسهم ومنشآتهم وممتلكاتهم الخاصة والعامة، والإمساك بالعناصر الإجرامية الهاربة من السجون وقتها، والتي تحاول زعزعة الاستقرار وترويع الآمنين.

وبدأت فئات الشعب المصري تقسم أنفسها إلى مجموعات للقيام بهذا الدرو العظيم والذي استطاع شباب ورجال مصر الأوفياء من خلاله، تجسيد مشهد وطني بكل المقاييس، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي، الكل هدفه الحفاظ على مصر وأمنها من المخربين، بعد الغياب المفاجئ لقوات الأمن.

 وتعد هذه الملحمة من أبرز المواقف التى جعلت العالم كله ينظر إلى المصريين بعين أخرى، وبمنظور جديد، لهذه الوحدة الوطنية، والتي أثبتت للعالم أجمع كيف يقف المصريين معاً وقت الأزمات وقوتهم اللامحدودة وقدرتهم على حماية أمن الوطن.

ومن هنا نلقي الضوء على ما قامت به هذه اللجان الشعبية وأهميتها وأقوال المشاركين فيها حسب بعض الروايات التى نشرت علي مواقع التواصل.

في هذا السياق روى محمد حرب،أحد قادة اللجان الشعبية بالمنيل، أن أفراد لجنته استطاعوا القبض على عدد من العناصر الإجرامية، والذين تم تسليمهم لقوات الجيش، لافتا إلى أن جميع السكان كانوا يدا واحدة وتمكنوا من الحفاظ على أمن المنطقة من أعمال البلطجة والتخريب.

 

 وعبر حرب عن فخره بشباب مصر الذين أكدوا للجميع أنهم على قدر كبيرمن المسئولية، متابعًا أن الأهالي كلهم كانوا متعاونين، حتى ربات البيوت كانوا يقدمون الطعام والشراب لأفراد اللجان الشعبية في جو أسري رائع، لن يستطيع أحد أن يراه إلا في مصرنا الحبيبة.
 

ومن جانبه قال ياسين مجدي ،أحد سكان الدقي المشاركين في لجنة حماية البنك الوطني بشارع السد العالي، والذي كان معرضًا للحرق أو السرقة مثل باقي البنوك، إننا لن نرضى لبلادنا الخسارة، ولا نقبل أن يتضرر مواطن مصري نتيجة لأعمال البلطجة والمجرمين.

 

 وأكد على أن سكان المنطقة كانوا فردا واحدا، كبيرهم وصغيرهم، مشيرا إلى أنه اكتسب العديد من الخبرات خلال هذا العمل الوطني، أهمها أنه تعلم كيف يتحمل المسؤولية، وكيف يترجم حبه لبلاده بالأفعال و ليس بالكلمات.
 

وأوضح  محمد ندا، أحد سكان المهندسين، أن اللجان الشعبية استطاعت أن تبين معدن الشعب المصري وقت الأزمات،مشيرا الى أن المنطقة تعرضت لأعمال شغب كثيرة بعد انسحاب قوات الشرطة يوم 28 يناير من جميع شوارع القاهرة.

 

وأكد على أن سكان المنطقة استطاعوا أن يسيطروا على أمنها بفضل اندماج جميع السكان والوقوف جنبا إلى جنب، لافتا إلى أن وجود الشرطة أمر هام للغاية،لأننا اعتدنا أن قوات الشرطة هي التي تحفظ الأمن في البلاد، وليس أفراد الشعب.
 

وفي نفس السياق قال صبري حمدي لاميش، من ضمن لجان منطقة بولاق الدكرور، إن شباب بولاق الدكرور كانوا أسرة واحدة، واستطاعوا التصدي للعديد من محاولات اختراق المنطقة من قبل البلطجية والهاربين من السجون.

 و أوضح أن اللجنة استطاعت أن تلقي القبص على اثنان من الخارجين عن القانون، اللذين حاولوا اقتحام أحد المستشفيات وترويع المرضى، والاستيلاء على نقودهم، وتسليمهم إلى قوات الجيش.

 

 وأعربت جيرالجين ممتاز، عن سعادتها وفخرها بشعب مصر، الذي وقف يحمي وطنه كتلة واحدة مسلمين ومسيحيين، لا يستطيع أحد أن يفرق من المسلم ومن المسيحي.

وتابعت وقفوا ليعيدوا الأمن إلى الشارع المصري في ظل غياب قوات الأمن، معبرة عن فرحها الشديد بروحهم المعنوية العالية، وتعاونهم الشديد مع بعضهم البعض، قائلة "يكفي أنهم كانوا ساهرين من أجل أن ينام النساء والأطفال في بيوتهم آمنين.

وأكدت على أن مصر كلها نسيجا واحدا ويدا واحدة، يتكاتف فيها اللواء والمهندس والطيار مع البواب وصاحب كشك البقالة، صفا واحدا من أجل مصر.