رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحياة الأولى بدأت وسط محيط من البراكين

أعاد العالم جيفري بادا عام 2008 محاولات تجارب أجراها العالم ستانلي ميلر في الخمسينات من القرن الماضي للوصول إلي نتائج حول بدايات نشأة الحياة علي كوكب الأرض، حيث أوحت نتائج التجارب إلي بادا بأن بداية الحياة علي الأرض لم تكن وسط بقعة حارة صغيرة كما كان يظن العالم القديم داروين ولكن نشأت الحياة الأولي في محيط عنيف من الانفجارات البركانية.

وكما هو معلوم للجميع أن الأرض في بدايتها لم تكن تحتوي علي هذا العدد والتكوين للقارات كما كانت تتعرض للعديد من البراكين التي ساهمت في تشكيل الكرة الأرضية علي هذا النحو حيث كانت الأرض أكثر سخونة وعنفا مما هي عليه الآن كما أنها كانت ممتلئة بكبريتيد الهيدروجين والغازات الأخري .

وذكرت مجلة "تايم" الأمريكية في تقرير لها حول هذا الاكتشاف أن ستانلي ميلر كان قد قام بإجراء عدد من التجارب مع هارولد أوري عام 1950 في أولي المحاولات الجادة لمعرفة كيف بدأت الحياة علي سطح الأرض وكانت التجربة تقوم بتمرير الشرر من خلال خليط من الغازات مثل غاز الميثان والأمونيا وبخار الماء والهيدروجين وهي الغازات التي كان يتكون منها الغلاف الجوي في محاولة لمشابهة هذا التفاعل مع ظروف الحياة علي الأرض البدائية وحينها تمكن ميلر وزميله من خلال التفاعل الحصول علي أحماض أمينية وكتل من البروتينات التي هي أساس تكوين الحياة وبالرغم من ذلك تبين فيما بعد أن احتمال تكون هذه المواد من الغلاف الجوي للأرض ربما يكون خاطئا أو كما يعتقد الجميع بأن هذه التجربة كان ينبغي إعادتها أو التأكد من نتائجها في ظروف أكثر دقة .

وبالرغم من ذلك فإن تلك التجربة القديمة وغير المكتملة هي التي قادت بادا للوصول إلي هذه النتائج بعد أن فتحت أمامه آفاقا جديدة وخيوطا أخري للوصول إلي شكل الأرض في بدايتها وكانت بداية هذه الخيوط في يد زميله أنطونيو لازكانو حيث كان بادا يقوم بمراجعة بعض الملاحظات مع زميله

أنطونيو منذ بضع سنوات وهما عالمان في الكيمياء أحدهما من الولايات المتحدة الأمريكية والآخر من المكسيك التقيا في ولاية تكساس لتبادل الحديث حول "كيمياء البربيوتيك" أو كيمياء المواد التي أدت إلي ظهور الحياة علي الأرض , حينها قام لازكانو بسحب شريحة عرض عليها بعض البقايا القذرة التي أعطاها له ستانلي ميلر منذ تجاربه الأولي .

وبمحض الصدفة تذكر بادا شيئا هاما وهو أنه أيضا لديه بقايا لمعمل تجارب ميلر التي ينبغي اكتشافها من جديد فلم يكن لازكانو هو الوحيد الذي تلقي بقايا اختبارات تجارب ميلر العلمية القديمة، فبعد أن غادر ميلر شيكاغو كان يعمل جنبا إلى جنب مع بادا في معهد سكريبس لعلوم المحيطات في سان ديغو وعندما توفي ميلر عام 2007 حمل بادا صناديق ممتلئة بالعديد من أدواته المعملية ولكنه لم يكن لديه فضول حول محتويات هذه الصناديق، غير أنه بعد لقائه مع لازكانو يقول بادا إنه أدرك أهمية امتلاك هذه الصناديق من العينات التي يجب أن يعاود فتحها مجددا ومن ثم استطاع أن يتوصل إلي شكل الحياة علي الأرض البدائية حيث أثبت دور البراكين والهزات العنيفة للكوكب في نشأة الحياة علي عكس الكثيرين وعلي رأسهم داروين ممن رأوا أن الحياة بدأت في محيط هادئ وصغير .