عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية السلطان "نكبة"

بوابة الوفد الإلكترونية

تتكرر فى تاريخ دولة المماليك سنوات المحن والاضطرابات عقب رحيل كل سلطان، وفى معظم الأحوال يجتمع الأمراء ليختاروا من يرونه الأكثر قدرة على موازنة صراعات القوى فى تلك الدولة العجيبة، وهو ما يلفت نظر مُستشرق انجليزى مهم هو ستانلى بول لدرجة جعلت فكرة الصراع فكرة لصيقة بدولة المماليك.

فى يومٍ ما كان الأمير برقوق هو أكثر الأمراء قدرة على رأب الصدع واحداث التوازن المطلوب فحصل على حُكم مصر، لكنه واجه ثورات عديدة من جانب بعض الأمراء والفرسان كان من اشهرها ثورة منطاش. ويبدو أن تعقد الأمور بشكل كبير خلال تلك الثورة دفعته أن يُطلق على ابن له ولد فى ذلك الحين اسم «بلغك» بمعنى نكبة. ولما تمكن برقوق من إخماد الثورة بالقوة والدهاء وعاد حكمه مستتباً قام بتغيير اسم ابنه من «نكبة» إلى «فرج».

ويبدو أن صفة البؤس هى التى التصقت به، فصار مكروهاً عند المصريين حتى عندما مات والده وعمره 13 سنة وصار الأمر إليه تشاؤم كثير من الناس. وطبقا لحكاية صاحب «النجوم الزاهرة»، فقد حارب السلطان الصغير فور توليه الحُكم على رأس جيش كبير أعده المماليك لمواجهة غزو المغول بقيادة تيمور. ولما كان السلطان طفلا صغيرا، ولم يكن له اهتمام بالفروسية ولا دراية بأمور الحرب، فقد هرب من ساحة القتال وعاد إلى القاهرة تاركا جيشه يواجه عنف وقسوة المغول. وبعث السلطان رسائل عديدة إلى تيمور يُعلن فيها الولاء والطاعة، ثُم وافق مُذعنا على أن يسك العملة وكانت إحدى وسائل إعلان التبعية والخضوع باسم تيمور.

وبدت للناس سمات ذميمة للسلطان الحاكم كان من بينها الجبن والخلاعة وادمان الخمر وهو ما زاد التذمر ودفع

بعض الأمراء إلى اعلان العصيان. وقتها ولدت الفوضى وكثرت عمليات القتل وفرّ السلطان مرة أخرى من شعبه وجيشه إلى الشام، وهُناك قدم نفسه إلى علماء دمشق طالبا الأمان، لكن العُلماء طلبوا منه أن يخضع لحكمهم مهما كان، ووافق. وتمت محاكمته من قبل علماء الدين الذين أفتوا بقتله بعد أن اعترف بقتله زوجته بيديه، وبادمانه الخمر والمجون. وألقى جُثمانه على كومة من الروث، ثُم دُفن هُناك.

يجمع المؤرخون على وصف السلطان فرج بن برقوق بأنه كان حاكما متحجر القلب قاسيا. وكان ينزع إلى الاستيلاء على ممتلكات رعاياه من الأراضي، كما كان مولعا بالشراب وغيره من الموبقات، وقد حكم السلطان فرج لمدة ستة أعوام وخمسة أشهر ويوم واحد لفترة أولى حتى سنة 808 هجرية/ 1405 م. وعندما علم بأن مماليكه يتآمرون على خلعه، غادر القلعة واختفى في شوارع المدينة؛ فاستبدل أمراؤه به أخاه المنصور عبد العزيز بن برقوق -الذي سبق وأن عينه والده وليا للعهد- الذي حكم لمدة ستة أشهر. ثم حكم فرج بن برقوق لفترة ثانية من 808 هجرية حتى 815 هجرية.