رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المجلس العسكري شق السما..!

مع التسليم بحق من يدافعون عن المجلس العسكري في ابداء ارائهم اعمالا بمبدأ حرية الرأي الذي يجب ان تنعم به مصر الا انني من خلال متابعتي لعشرات المقالات التي تفنن اصحابها في الدفاع عن المجلس العسكري

لم اجد في اي منها رأيا موضوعيا او فكرة تستحق النقاش وانما مجرد نفاق رخيص مثل الذي كان يراق امام حذاء الرئيس السابق، فلا يوجد في هذه الكتابات سوى الرفض لاي انتقاد للمجلس واستخدام اوصاف غير لائقة لوصف من يقدمون على تلك الفعلة الشنعاء فضلا بالطبع عن مناشدات للمجلس بالصبر على هؤلاء المارقين الذين يخرجون على طاعة الحاكم (لم يحدد الاسلام ان كان للحاكم المؤقت نفس حق الطاعة على رعيته مثل الحاكم الدائم) لان جموع الشعب (خد بالك من حكاية الجموع دي) تؤيد وتبارك المجلس العسكري وخطواته.

شخصيا لا استبعد في ظل هذا التنامي الواضح في اعداد المنافقين ان تظهر قريبا اغنيات وطنية مثل "وعشان كده استئمناه" و"المجلس العسكري شق السما" الى اخر الاغنيات التي كانت تداعب شهوة السلطة في الرئيس السابق مبارك وتزيد من قناعته بأنه رئيس منزه عن الخطأ وهو فخ اظن ان السادة اعضاء المجلس العسكري يدركونه جيدا.

هناك الكثير من التفاصيل التي لم يحن وقت الكلام عنها بعد لكنني هنا ادعو للاتفاق على بضعة امور اساسية حتى يمكن لاي نقاش ان يكون مجديا، اولها ان المجلس لم يكن له فضل في الثورة ولكن يحسب له انه لم يقبل ان يكون اداة بطش في يد الحاكم وهو موقف محترم مستمد من تاريخ المؤسسة العسكرية المصرية الحديثة منذ ان انشأها محمد علي باشا في بداية القرن الثامن عشر.. وبالتالي على الثوار تقدير موقف المجلس لكن لا يجب ان يستمر سفهاء الاعلام في معايرتنا بان الجيش حمى الثورة لان هذا ببساطة هو الدور المتوقع والمنتظر منه واي موقف اخر كان سيشق البلاد والجيش نفسه ويدخل البلاد في ازمة لم يكن احد ليعرف متى وكيف تنتهي.

ثانيا ان مهمة المجلس التي استأمنه بها الشعب مؤقتة وهدفها تأدية مهمة محددة هي تسليم السلطة الى المدنيين على اساس ديمقراطي، اضافة الى تقديم لصوص العصر السابق لمحاكمات عادلة ومساعدة حكومة تسيير الاعمال في استعادة الاموال المهربة الى الخارج.. والحقيقة ان رجال المجلس العسكري استجابوا للمطالب السابقة لكن حسب رؤيتهم هم وليس رؤية الشعب.. وعند الخلاف يجب ان صاحب الثورة اي الشعب هو الاحق وليس الامين عليها وهو المجلس.

افهم ان اعضاء المجلس ليسوا معتادين على ان يكونا هدفا للنقد بحكم انتمائهم الى المؤسسة العسكرية التي بقيت دائما بعيدة عن السجالات السياسية في مصر.. لكنهم الان يتولون مهمة سياسية مؤقتة وبالتالي بات من حق الشعب والاعلام انتقاد

مواقفهم او سياساتهم مع التركيز على ان النقد هنا يقتصر على هذا الدور السياسي المؤقت ولا يعني باي حال سقوط هيبة الجيش لا سمح الله وبالتالي فأن اجراء الانتخابات وعودة الجيش الى ثكناته سيكفل عودة الامور الى طبيعتها بين الجيش والشعب... وحتى يحدث ذلك ادعو السادة اعضاء المجلس وكلهم مشهود لهم بالنزاهة ليس فقط لتقبل الرأي الاخر وانما الرد عليه وتفنيده او توضيح اسباب مواقفهم التي تقابل برفض شعبي وهذا هو حق الشعب عليهم بعيدا عن اساليب اعلام مبارك التي لم تعد ليست فقط بالية ولا تناسب العصر الجديد وانما هي انتقاص من رصيد الاحترام الشعبي الواسع للجيش المصري وقادته وتصنيف لهم اجزم انهم لا يريدونه ولا يرحبون به.

مع كل التقدير لما قام به اعضاء المجلس العسكري منذ توليهم قيادة البلاد عقب تنحي مبارك في 11 فبراير الا انه من غير المفهوم بالنسبة لي على الاقل موافقته للعديد من المتلونين – وتحديدا بسكوته وعدم ردعهم - بتولي مهمة الدفاع عنه بل والكلام باسمه احيانا ولا اظن انه يشرف المجلس او الجيش ان تتولى الدفاع عنه جماعة "اسفين يا ريس" وان تكون واحدة من الجهات الرئيسية الداعية لمظاهرات روكسي في 9 سبتمبر لتأييد المجلس ردا على مظاهرات لا للمحاكمات العسكرية في نفس اليوم لان هذا ببساطة يجعله في مواجهة مع عشرات الملايين الذين شاركوا او ايدوا الثورة وباركوا تولي الجيش مهمة الحكم المؤقت للبلاد الى حين اجراء الانتخابات.. واستغرب ان احدا من اعضاء المجلس العسكري لم يخرج حتى الان ليتبرأ من ارتباط المجلس بهذه الجماعات التي تبذل مساعيها لاعادة البلاد الى ما كانت عليه عبر خلق حالات من الفوضى والبلبلة تدفع المجلس العسكري الى اعلان حالة الطوارئ وربما الاحكام العرفية لانقاذ البلاد من الانفلات.