رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اعلامنا لا يريد ان يتغير

من بين العديد من مظاهر الاحباط التي احاطت بجسد الثورة المصرية في الاسابيع الاخيرة اتوقف طويلا عند مشهد الاعلام المصري الذي لا يريد ان يتغير ولا يبدو ان العاملين في اغلب وسائل الاعلام المصرية

ما بين صحف وفضائيات ومواقع اليكترونية ملوا من اداء دور عوالم الافراح الشعبية اللاتي يركزن جهدهن البدني وجاذبيتهن للفت انتباه صاحب الفرح الذي سيدفع لهن في نهايته وذلك طبعا من اجل تسييل لعابه ومن ثم الحصول على اكرامية محترمة منه في نهاية الوصلة.

لكن الاعلام المصري الذي غرق طوال عقود طويلة في محنة دور العوالم وادمن على اخراج كل اثارته للفت انتباه الرئيس باعتباره صاحب الفرح الذي يعين رؤساء التحرير وكبار مسؤولي التليفزيون وكذلك يوافق من خلال امن الدولة على تعيين مديري مكاتب الصحف والوكالات العربية والاجنبية في مصر.. هذا الاعلام لم يقدم ما يثبت تخلصه من عادته او اقتناع العاملين فيه خصوصا الكبار منهم بان الفرح انتهى وان المولد الذي نعيش فيه حاليا بانتظار انتخابات البرلمان والرئاسة ليس له صاحب يمكن ان يؤجرهم ويزيد في الاكرامية.

وبدلا من تعلم الدرس الذي لقنته الثورة للاعلام بأن الحقيقة ستسود ولو بعد حين استمر كثير من الاعلاميين المحترمين في ممارسة رذائلهم القديمة ولكن في اطار جديد.. فبدلا من مدح مبارك اتجه المدح الى المشير طنطاوي والمجلس العسكري الذي حمى الثورة.. وبدلا من الهجوم على اعداء مبارك ومنتقديه واظهارهم في صورة الخونة الذين يتقاضون اموالا من مخابرات الدول الاجنبية للاضرار بمصر وحرمانها من قائدها الملهم اصبح الخونة الان هم من ينتقدون المجلس العسكري الذي يؤدي – للمفارقة-  دور الملهم ايضا للثورة المصرية وفقا للعديد من وسائل الاعلام. والنتيجة هي استمرار تراجع مصداقية الاعلام المصري في نظر ابناء البلد قبل غيرهم.

ولمن لا يصدق او محبي الجدال اسوق عددا من الاخبار التي نشرت او اذيعت في الاعلام المصري خلال الايام الاخيرة فقط طالبا من القراء الاعزاء ان يتولوا هم تقييمها.

نبدأ بالانفراد الذي نشرته جريدة الاهرام قبل ايام عن تدخل مصري لمنع اسرائيل من تصفية اسماعيل هنية القيادي في حماس وهو الخبر الذي يهدف فيما يبدو لاظهار الايادي البيضاء للمجلس العسكري وحكومة تسيير الاعمال على سياسة مصر الخارجية ويبرر اختفاء المجلس عن التعامل مع الازمة منذ بدايتها ولو ببيان يهدئ النفوس الغاضبة لولا انه لا يحمل مصدرا واحدا ولا دليلا يؤكد ما جاء في الخبر اللامعقول الذي نفته اسرائيل لاحقا. والكلام عن مانشيتات الاهرام التي يتم نفيها او تكذيبها لاحقا تحول الى حكاية تستحق مقال منفصل.

خبر اخر نشر في الوفد – ونشر الانتقاد هنا دليل على ديمقراطية الزميل والصديق عادل صبري – منقول من مجلة امريكان ثينكر اي المفكر الامريكي يحمل

عنوان البرادعي مرشح الاخوان للرئاسة وهو ما دفعني لمطالعة موقع المجلة الامريكية لاشباع فضولي لاجد ان المقال المنشور الذي يحمل عنوان "الاخوان المسلمون.. الابادة الجماعية واوباما" يتحدث عن بيان من الجماعة يهدد السفير الاسرائيلي في مصر بالخروج او الموت.. والمثير ان المقال الذي يمتد لصفحتين لم يذكر البرادعي سوى في فقرة عابرة قرب نهايته جاء فيها ان البرادعي –المرشح المحتمل للاخوان للرئاسة – قال ان اي عدوان اسرائيلي على غزة سيقود الى حرب مع مصر.. واظن ان الفارق واضح جدا بين ما جاء في المجلة الامريكية وكيف تعاملت معه الترجمة المصرية.

اما المأساة الحقيقية فكانت في الجدل الفضائي حول هوية الشخص الذي انزل علم اسرائيل من فوق المبنى الذي تقع فيه سفارتها ورفع مكانه علم مصر وذلك الصراع الذي لا معنى ولا طعم له حول ما اذا كان احمد الشحات صادق ام ان الفضل للشاب الاخر مصطفى كامل الامر الذي اضاع علينا بهجة الفعل الرمزي وادخلنا في محنة الجدل اللانهائي حول مصداقية الشابين علما بأن ما حدث قد حدث وانتهى ولا توجد حسب علمي جائزة او وظيفة لمن تسلق المبنى، وبالتالي فلا يوجد اي داع لاغراق الناس في جدل يفرق اكثر مما يجمع فهل هذه هي رسالة الاعلام المصري في زمن الثورة؟!

الكلام عن الاعلام يطول ولن يكفي مقال واحد لرصد اخطائه وخطاياه لكن ما اخشاه ان الاوضاع في مصر لا تحتمل الاعيب الاعلام المعتادة والفوضى التي قد يتسبب فيها قد لا يكون في قدرة احد بما فيها المجلس العسكري السيطرة عليها، مخاوف يزيدها اليأس من انصلاح حال اعلامنا رغم وجود العديد من الاعلاميين الشرفاء في مواقع بعيدة عن الواجهة لكن يبقى املي الوحيد في وعي المصريين الشرفاء والبسطاء لكشف الغث والسمين فيما تنشره الصحف وتبثه الفضائيات.