رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"سكاتة" لكل مواطن!

ما هو الهدف مما يحدث في مصر هذه الايام؟1 اعتقد جازاما ان الهدف هو ابعاد الناس عن السياسة وهمومها وترك البلد لمن يعتقدون انهم اقدر على تسييرها من دون ضغوط الغوغاء في التحرير وغيره من ميادين مصر لنجد انفسنا نعود شيئا فشيئا الى نفس ما كان عليه حال البلاد ايام الرئيس المخلوع حسني مبارك مع بعض التغيير في الاسماء والاشخاص ومزيد من حرية الراي طالما انه لا يمس من قريب او بعيد اعضاء المجلس العسكري الاعلى والمؤيدين له من سياسيين اخر زمن الذين اطلوا على المشهد السياسي في مصر بعد نجاح الثورة فجأة ودون سابق نضال.

سيناريو قد يراه الكثيرون قاتما وللحق اراه كذلك ولهذا ترددت كثيرا قبل الكتابة عنه لكن الاحداث لا تزال تتواصل لدرجة يصعب معها على الانسان تجاهلها.. والا فبماذا نفسر همة المجلس العسكري في محاكمة من يتجرأون على انتقاده وفي نفس الوقت يتغاضى عن البلطجية الذين حولوا حياة الناس الى جحيم رغم انهم معروفين بالاسم ورقم التليفون لمباحث الامن الوطني اللهم الا اذا كان الهدف هو اطلاق يد البلطجية في البلاد حتى يكفر الناس بالثورة ومنفذيها ويتحول الابطال الى مثيري شغب وخونة يتلقون اموالا من الخارج لتخريب البلاد بينما يظهر الفلول في الصورة باعتبارهم شرفاء البلد الذين يسعون الى استقراره وحمايته؟!

ولا اعرف ايضا توصيفا دقيقا لحالة ازدواج المعايير التي يتعامل بها الجيش مع الاسلاميين والاصوليين، فهو يترك لهم الحبل على الغارب حين يتظاهرون في ميايدين مصر مطالبين بتطبيق الشريعة ربما لتكريس حالة الانقسام في البلاد بين انصار الدولتين المدنية والدينية بحيث يكون الجيش هو الحكم وهو الملاذ للاثنين في النهاية بينما يبادر العسكر الى تجريد حملات عسكرية لمداهمة اوكار الاصوليين في العريس بعدما وزعوا منشورات تدعو لجعل سيناء امارة اسلامية.. صحيح ان الخطر في الحالة الثانية اكبر واوضح لكن كيف نضرب جزء من الاصوليين ونترك الكل علما بأن المنهج الفكري والحركي الذي يجمعهم متشابه جدا مع اختلافات بسيطة في التطبيق.

ولا اعرف ايضا لماذا يتباكى كتّاب النظام السابق و"عوالم" اي زفة

رئاسية في الاعلام المصري على وقف حال الاقتصاد والسياحة وتراجع الاحتياطي النقدي في البنك المركزي ويصورون الامر للبسطاء من الشعب كأن ثوار التحرير هم المسؤلين عن هذا ويتغاضون عن حقائق عديدة تبرئ ساحة المناضلين الشرفاء منها ان اداء الاقتصاد المصري لم يكن جيدا قبل الثورة حتى يسوء بعدها وان معدلات نمو "نظيف وشركاه" كانت معدلات دفترية يتم التلاعب بها بطرق عديدة لا مجال هنا لحصرها.. كما يتغاضى هؤلاء عن سؤال المجلس العسكري والحكومة وجهاز الكسب غير المشروع عن تطورات التحقيقات ومحاولات استعادة اموال المصريين المسروقة (ان كانت هناك محاولات)، ولماذا لم يعد احد يتحدث في الامر ولماذا لا يعترف احد من السادة المسؤولين بان الفترة الطويلة التي ضاعت قبل بدء التحقيقات مع سارقي اموال الشعب ثم الفترة الطويلة المتوقع ان تستغرقها التحقيقات كانت كافية لتبديد تلك الاموال وتحويلها من حساب الى اخر الى ثال وعاشر بحيث يكون تعقبها اصعب بكثير من الحصول على الخل الوفي وهو رابع المستحيلات كما تفيد بذلك امثالنا الشعبية.

قد يكون ما ذكرته اكثر سوداوية مما يتصور الكثيرون لكن الهدف ان نبقى جميعا كمصريين منتبهين لحقوقنا واهمها حقنا في مساءلة حكامنا عن تصرفاتهم وانتقادهم اذا اخطأوا والا فعلينا الاكتفاء ب "السكاتة" التي القمنا اياها المجلس  وهي محاكمة مبارك الذي قد يكون هو الخاسر الوحيد في كل ما جرى في مصر..!