عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احذروا سيناريو الجزائر

 

ما يجري هذه الايام من جدل حول هوية الدولة القادمة وهل ستكون دينية أو مدنية يثير العديد من المخاوف لا تقتصر فقط على ما قد تؤدي اليه من زيادة حالة الاستقطاب في المجتمع التي تبدو القوى السياسية غير مكترثة بها في سبيل تحقيق مصالحها فقط ولو كان ذلك على حساب امن وسلام المجتمع ككل.. وانما من التداعيات السيئة التي يمكن ان تحملها لمصر في قادم الايام، واسوأها على الاطلاق ان يتكرر في مصر السيناريو الذي اوقع الجزائر في عقد كامل من الحرب الاهلية ازهقت فيها مئات الالاف من ارواح الابرياء.

بين الحالتين المصرية والجزائرية اختلافان مهمان اولهما يتعلق بالطبيعة الشخصية بين المواطن المصري والجزائري حيث يميل الاول الى السلام والمهادنة بينما يتسم الاخر بالعنف المكتسب من التضاريس الصحراوية.. والثاني في موقف الجيش في البلدين، ففي وقت كان كبار جنرالات الجيش الجزائري غارقين في الفساد وبالتالي كان انقلابهم على نتائج الانتخابات تحركا للحفاظ على مصالحهم فأن الجيش المصري وكبار قادته يبدو حتى الان انهم زاهدين في السلطة كما انهم بعيدون عن شبهات الفساد حسبما نعلم.

في المقابل هناك العديد من اوجه التشابه في مقدمتها ان حزب الجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر الذي قاده الشيخان عباس مدني وعلي بلحاج تأسس رسميا عام 1988 قبل 3 سنوات فقط من الانتخابات المشؤومة بعدما بقي يمارس عمله الدعوي والخدمي دون اعتراف من النظام الجزائري الحكام لسنوات طويلة وهو تقريبا نفس حالة الاخوان المسلمين في مصر التي تستعد لاشهار جزبها الحرية والعدالة بعدما ظلت لعقود تمارس عملها السياسي والخدمي لعقود، كما يجمع بين اخوان مصر وجبهة انقاذ الجزائر انهما يخرجان الى العمل السياسي العلني وسط اجواء مشحونة بالرفض والتوتر من جانب النخب السياسية في البلدين.. في الجزائر اتحد "المتفرنسون" مع الجيش وباركوا قيام جنرالاته بانقلاب والغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي كانت التعددية الاولى منذ الاستقلال لمجرد ان حزب الجبهة فاز باغلبية المقاعد البرلمانية وهو ما قام به الجيش بالفعل.. وفي مصر نلاحظ الان دعوات متزايدة من النخب السياسية والثقافية لتأجيل الانتخابات وبقاء المجلس العسكري مدة اضافية حتى لا يسيطر الاخوان على البرلمان، وفي الحالتين كان الشعار واحد وهو الحفاظ على الدولة المدنية.

ايضا كان الاعتراف بحزب الجبهة تاليا لمظاهرات الخبز التي

اجتاحت الجزائر عام 1988 ومثلت اكبر حركة احتجاج على نظام الحكم هناك وفي مصر كان السماح بانشاء الاحزاب الاسلامية تاليا لنجاح ثورة 25 يناير، وفي البلدين نلاحظ تصاعد حملة مصادرة النوايا وفيها جزم الليبراليين والعلمانيين بأن وصول الاسلاميين الى السلطة سيعيد البلدين الى العصور الوسطى دون الوقوف عند حقيقتين هامتين اولهما تأكيد رموز الجبهة والاخوان انهم لن يفعلوا، والثانية الاهم ان المشككين للا يملكون دليلا عمليا على شكوكهم في غيبة تجربة حكم لاي من الحزبين الاسلاميين يمكن القياس عليها.

اعود الى التخوف الرئيسي الذي يهدف المقال الى التحذير منه وهو امكانية تكرار التجربة الجزائرية في مصر حتى مع تغير التفاصيل الدموية، واتساءل ما الذي يمكن ان تؤول اليه الامور لو فاز الاسلاميين بالانتخابات التشريعية التي يفترض ان تجري في سبتمبر المقبل ولم يعترف الليبراليون بتلك النتائج وقاموا بتصعيد الحملة السياسية والاعلامية ضد اسلمة الدولة المصرية؟! وكيف سيكون موقف الجيش من الخصمين بشكل عام وكيف سيتعامل مع اي تحركات احتجاجية قد يقوم بها هذا الطرف او ذاك لحشد التأييد له؟! وما هو موقف الاقباط وقتها وكذلك السلفيين ناهيك عن رموز النظام السابق من اعضاء مجالس الشعب والمجالس المحلية السابقين؟!

لا اريد ان اكون تشاؤميا باستنتاجاتي لكنني اؤمن بالحكمة التي تقول ان الوقاية خير من العلاج، وان التفكير في امكانية حدوث الاحتمالات السابقة ومن ثم اعداد سيناريوهات للتعامل معها افضل بكثير من الانتظار حتى نفاجأ بوقوع البلاء ولا نملك حينها سوى ان نسأل الله اللطف فيه..!