رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صلاة الجنازة على الثورة..!

 

ما حدث في ميدان التحرير الجمعة الماضية لا يثير التساؤلات بقدر ما يثير الاستياء ممن يتعمدون استهلاك الوقت من اجل ان ينسى الشعب المصري حكاية الثورة ومحاكمة الفاسدين ويعود كما اعتاده بقايا مبارك شعبا مستكينا مسالما لا يعرف حقوقه ولا يملك الارادة او القوة للدفاع عنها.

 

اعرف ان ما ساقوله يندرج تحت نظرية المؤامرة لكن عزائي ان ما يحدث في مصر وما يتسرب من تقارير محلية واجنبية يقودنا الى قناعة شبه اكيدة على وجود مؤامرة بالفعل على الثورة وقد تجسدت في اقبح صورها في احداث ميدان التحرير التي قال المجلس الاعلى للقوات المسلحة ان المسؤول عنها ابراهيم كامل رجل الاعمال واحد قادة الحزب الوطني وواحد من كبار الفاسدين في نظام مبارك اضافة بالطبع الى مشاركته في المسؤولية عن موقعة الجمل.

المثل الشعبي المشهور يقول "سكتنا له دخل بحماره" وهو ينطبق على ما فعله المسؤولون المؤقتون في مصر مع هذا الابراهيم وغيره من الفاسدين.. فلو كان النائب العام تعامل بالصرامة والسرعة الواجبة في موقعة الجمل واتخذ قرارات رادعة ضد المتورطين فيها لما شعر ابراهيم كامل وغيره من بلطجية الفرعون المخلوع بالامان واستمروا يمارسون ارهابهم للشعب.. ولو لم يحدث تباطؤ في محاكمة رموز الفساد في عهد مبارك ثم بدء محاكمتهم بالقطاعي وفي قضايا يمكن لأي محامي متلاعب (وهم كثر) ان يخرجهم منها مثل الشعرة من العجين مثلما سيحدث في الاغلب مع حبيب العادلي في قضية التربح وسوء استغلال السلطة باعتبار أن ما عرض من التحقيقات يشير الى ان مهمة الدفاع عن العادلي لن تكون صعبة في اثبات براءته في غياب اي دليل مادي يدينه.. اقول لو لم يحدث هذا التباطؤ لما حصل مبارك واسرته ورموز نظامه على الوقت الذي يسمح لهم بتهريب ليس فقط ما خف حمله وثقلت قيمته مما نهبوه من الشعب وانما ايصالهم الى مرحلة تهريب النقود السائلة في زكائب وهو ما فعله جمال مبارك مساء الخميس الماضي في فندق حسين سالم حين اشرف على نقل حقائب سفر مليئة بالنقود السائلة قبل ساعات من بدء جمعة التطهير التي توقع مثل كثيرين غيره ان تضطر المسؤولين للاسراع بتقديمه لجهاز الكسب غير المشروع.

في اثناء ذلك لا يمكن ان نتجاهل القرار الغريب باستئناف الدوري العام بدعوى اعادة مظاهر الحياة الطبيعية وكأن الكرة فقط هي المظهر الطبيعي الوحيد للحياة في مصر بدليل ان المسؤولين لم يشغلوا بالهم طويلا باعادة مظاهر الحياة الطبيعية الى مئات المصانع المتوقفة والشركات التي تعاني حالات شلل متفاوتة والاسواق التي لا زالت تخضع لسيطرة وتلاعب الفاسدين من عصر مبارك ربما لانها لن تساهم في الهاء الشعب عن ثورته وعن رغبته والحاحه في محاكمة الفاسدين، كما ان الحماس الذي يبديه حسن صقر

وسمير زاهر لعودة المسابقة وهما من باعا الرياضة وانجازات المنتخب الى نجلي مبارك فضلا عن ملفاتهما المشبوهة يزيد من اشعارنا بالقلق خصوصا اذا افترضنا ان ما حدث في مباراة الزمالك والافريقي لم يكن تصرف عفوي وانما عملية مدبرة لم نعد (بالمناسبة) نسمع شيئا عن نتائج التحقيق فيها.

لا يمكن ان ننسى ايضا دلع الكثير من رجال الشرطة حتى الان وغيابهم الارادي (مدفوع الاجر) عن ممارسة دورهم في توفير الامن للشارع دون اي رد فعل من المسؤولين.. فلو راى الضباط اجراءات سريعة وقاسية لتطهير جهاز الشرطة ومحاسبة مسؤولي الوزارة المتورطين في قتل وتعذيب وترويع المصريين لما استمروا في دلعهم الذي يعاقبون به الشعب على انه طالب بحقوقه ونالها وانه يريد ان يكون القانون هو الحكم بين المواطن والشرطي وهو امر لن يعجب "باشاوات" زمن الفساد الذين اعتادوا على ان يعاملهم المجتمع كانصاف آلهة بما اجتمع في ايديهم من نفوذ وسلطة لا رقيب عليهما.

اخيرا هناك تغييرات قيادات التليفزيون والقيادات الاعلامية التي اتسمت بالعشوائية والمجاملات بما اوصل رسالة الى كثيرين من المتعاملين مع هذه القطاعات بانه لا امل في تغيير حقيقي والا فكيف تفسروا ترقية مسؤول في ماسبيرو كان مطلوبا محاكمته على ما اقترفه في حق الثورة والثوار؟!.. وكيف تفسروا تغيير بعض القيادات الصحفية وترك البعض الاخر؟! أو استبدال رجال مبارك برجال اخرين لمبارك؟!!.

لا اريد ان اكون متشائما مثل صديقي الذي قال لي قبل ايام وهو يبتسم في مرارة "انني توضأت لاستعد لصلاة الجنازة على ثورتنا" ومبعث تفاؤلي ما كشف عنه الشعب المصري من وعي وادراك بالثورة والمخاطر التي تتربص بها وكذلك قدرته على حماية حقوقه من المتلاعبين به.. ولنا في حشود ميدان التحرير مثالا حيا.

اخيرا اريد توضيح ان المقال كتب عصر السبت لكن اسبابا فنية تسببت في تأخير نشره.

[email protected]