رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كرامة مبارك وفرسان "مصطفى محمود"

اكثر ما يثير غثياني من الدعوات التي تنتشر على استحياء للمطالبة  بالاعتذار للرئيس مبارك وتكريمه اعتقاد هؤلاء ان الاساءة الى الرئيس تعني ضمنا الاساءة الى مصر متجاهلين عن عمد او جهل حقيقة ان الفارق بين كرامة مصر وكرامة رئيسها كبير جدا بامتداد المساحة من ميدان التحرير حيث الحرية والتطلع للمستقبل الى ميدان مصطفى محمود الذي يحفل بالباكين على الماضي والخائفين من الحرية بعدما اعتادوا العيش عبيدا لنظام مبارك وكل نظام اخر قبله.

رئيس مصر مثل رئيس اي دولة اخرى هو موظف عام بدرجة رئيس جمهورية يحصل على راتبه من خزينة الدولة التي تمول من مصادر متعددة منها الضرائب والجمارك التي يدفعها المواطن العادي، وهو عرضة للنقد واحيانا الانتقاد مثل كل من يعمل في وظيفة عامة كما يعرف كل من يتصدى له في كل دول العالم المحترمة.

اما بدعة ان انتقاد الرئيس او حتى سبه هو اهانة للبلد الذي يحكمه فقد بدأها الرئيس الراحل انور السادات في نهاية السبعينات وتحديدا بعد مبادرة السلام وزيارته للقدس المحتلة في نوفمبر 1977 حيث اعتبر هو والقائمين على الاعلام الرسمي (كعادتهم) ان المعارضين للرئيس الذين كانوا يقيمون في الخارج يسيئون لمصر، ووصل الاخلاص المزعوم لمصر ببعض كتبة النظام الى توجيه تهمة الخيانة العظمى الى هؤلاء وهي التهمة التي توجه عادة الى الجواسيس بينما كانت قائمة المعارضين تضم شخصيات لا يمكن لاحد ان يشكك في وطنيتها مثل سعد الدين الشاذلي وحكمت ابو زيد واخرون.

كذلك لا استطيع هضم فكرة ان المطالبة بتكريم مبارك تعبير عن اخلاق الفروسية التي يتمتع بها هؤلاء النفر من المصريين لانهم لو كانوا كذلك لطالبوا بتكريم شهداء ثورة 25 يناير والاف الشباب المسالمين الذين سجنوا في سنوات حكم مبارك بموجب قانون الطوارئ دون ذنب اقترفوه ثم ضاع مستقبلهم بعد قضاء سنوات وراء القضبان، وعشرات الالاف من المواطنين البسطاء الذي اهدرت كرامتهم في اقسام الشرطة على مرأى ومسمع من ذويهم، ولكانوا طالبوا بتكريم كل ام فقدت ابنها لانها لم تستطع تأمين اكله او علاجه بينما الرئيس ورجاله ينهبون المليارات من المال العام الذي يفترض ان يخصص لدعم الطعام والعلاج لكل مواطن، وان يطالبوا بتكريم كل مصري اضاع اجمل سنوات عمره مغتربا بعيدا عن اهله وابنائه للبحث عن حياة كريمة لأن حضن الوطن وخيره بات "حصريا" للصوص والمحاسيب فقط ..... وقائمة المتضررين طويلة لمن يريد ان

يضيف.

في كل انحاء الدنيا نرى ونسمع عن رؤساء ومسؤولين سبهم شعبهم وانتقدهم وسخر منهم دون ان يخرج احد في تلك الدول ليطالب بالاعتذار للسيد المسؤول ولا يرفع لافتة مكتوب عليها "سوري مستر بريزدنت" او "باردو مسيو بريزيدان".. لم يتهم الاعلام الاسرائيلي اعضاء الكنيست المعارضين لاتفاقية السلام مع مصر عام 1977 بالخيانة العظمة حينما وقفوا وسبوا رئيس الوزراء وقتها مناحم بيجين واتهموه بالتفريط في المشروع الاسرائيلي. بل على العكس سمعنا عن مسؤولين كثيرين جدا استقالوا لانهم فشلوا في اداء مهمة او في تفادي خطأ.. وسمعنا عن اخرين انتحروا لانهم لم يتحملوا مواجهة الرأي العام بفشلهم، لكنني اظن ان هؤلاء المساكين لم يكن عندهم "فرسانا" مثل الموجودين في ميدان مصطفى محمود الذين يصرون على الاعتذار للرئيس مبارك وتكريمه، والا لتحولوا من مقصرين الى مبدعين وبدلا من الانتحار كانوا تحولوا الى ابطال قوميين.

عموما فقد جاءتني فكرة اتمنى ان يدرسها المجلس العسكري الحاكم او اي حكومة ديمقراطية تأتي بعد ذلك، الفكرة تتلخص في تصدير اعداد من "فرسان مصطفى محمود" باخلاقهم الى الدول المتحضرة لتحقيق اكثر من فائدة.. فوجود هؤلاء سيقلل حالات انتحار المسؤولين في تلك البلدان، ويقلل الاحتقان الذي يسببونه في مصر في وقت نحتاج لتركيز كل جهدنا على اعادة بناء بلادنا التي نحلم بها، فضلا عن انعاش احتياطي النقد الاجنبي في البنك المركزي من تحويلات هؤلاء الفرسان، والاهم اننا سنضمن انهيار البناء الديمقراطي في تلك الدول بفضل اخلاق فرساننا لتنضم مأسوفا عليها الى قائمة دول العالم الثالث لنتحرك نحن باريحية الى الامام طارقين ابواب العالم الاول.

 

[email protected]