عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحل مبارك واحد وبقي ملايين منه..!

انتهى وقت الاحتقال في رأيي وعلينا جميعا الان ان نراجع انفسنا ونعيد تقييم كل تفاصيل الفترة الماضية حتى نخرج منها بدروس تفيد في المستقبل.. فالهدف الذي احسب انه يتصدر اولوياتنا جميعا الا تعود مصر الى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير في كل المجالات وايضا الا نستبدل طاغية بأخر ولا فسادا بمثله.. ولهذا يجب ان نكون شديدي الحذر في تنقية الاجواء في مصر.

اول المظاهر التي يجب ان نتوقف امامها بقوة هي ثقافة التوريث التي سادت المجتمع المصري كله في سنوات حكم مبارك تحديدا وان كانت موجودة قبله على استحياء، ولا اقصد هنا ان الطبيب يريد ان يكون ابنه طبيبا والمحامي والمهندس الى اخر القائمة، فهذا طموح شخصي في النهاية وقهر لرغبة الابناء لكن ما اعنيه هو ظاهرة تسلل ابناء كبار الموظفين في كل جهاز في الدولة الى مناصب هامة داخل الجهاز، ولنأخذ مثالا بالتليفزيون، اذ لا يعقل ان يكون نجلي السيد امين بسيوني المسؤول السابق وهما تامر وعلاء مذيعين شهد كل ما رآهما بعدم صلاحيتهما للعمل قبل ان يرحم علاء المشاهدين ليقدم برنامجا دينيا لاقى قبولا شعبيا. هذان مجرد مثلين وهناك غيرهما الكثير في كل صحيفة قومية وكل جهاز تليفزيون وكل وزارة وكل هيئة.. فقد غزتنا قناعة طوال عهد مبارك بأن تلك الجهات عزب خاصة للمسؤولين عنها وليست مال عام يدفعه الغلابة من دفاعي الضرائب بالعافية. واتصور ان الوقت قد حان لنواجه ونقوم هذه القناعة ان اردنا اصلاحا.

المظهر الثاني هو المتحولين من كهنة نظام مبارك الذي يقدمون انفسهم الان باعتبارهم اصلاحيي النظام المنقرض، ويبرز هؤلاء بطبيعة الحال في مجال الاعلام ولن اسوق امثلة منهم بعدما اكتشفت ان هناك شبابا من المشاركين في الثورة سبقني الى هذا الفضل وكتبوا قائمة لوية تضم اسماء كل الذين اكلوا من طعام مبارك حتى اصيبوا بالتخمة ثم خرجوا لينضموا الى الثوار بعدما تاكدوا من انتصارهم، لكنني هنا احذر من شيئين مهمين.. اولهما ان هؤلاء المتحولين هم سبب فساد النظام السابق مثلما افسدوا عهد السادات وعبد الناصر والملك فاروق ومثلما سيفسدوا اي حاكم او رئيس سيأتي بعد ذلك.. فهؤلاء لديهم قدرة هائلة على الباس الباطل ثوب الحق والعكس، ولديهم مهارة استثنائية في اقناع الرئيس بانه منزه عن الخطأ

ومن ثم السؤال، ولعلنا نتذكر ان مبارك حينما جاء الى الحكم لم يسمع احد عنه فسادا ماليا او استبدادا بالسلطة الى ان تمكن الكهنة من فرض سيطرتهم على الاجواء من حوله ولم يعد يرى الا باعينهم ولا يتكلم الا بالسنتهم ولا يفكر الا بعقولهم، والنتيجة نعرفها جميعا..!

هؤلاء في تقدير هم بلطجية الرأي والفكر الذين لا مبدأ ولا عهد لهم الا المال والمصالح.. يرون الحق مع من يملك المال والنفوذ وليس لديهم اي مانع اليوم من ضرب مرشح لصالح اخر ثم ضرب الاخر من اجل مرشح الامس طالما انهم يتلقون اجرهم من كلا الطرفين.

اقول هذا بعد ان وجدت اتجاها من البعض لاطلاق مبدأ التسامح والعفو وهو مبدأ اؤمن انه يصلح مع من ايدوا مبارك وبقوا على ارائهم بعد رحيله، هؤلاء يستحقون من الجميع ان يحترم ارائهم ولواختلفنا معه لكن يكفيهم احتراما انهم قالوا ما اقتنعوا به وليس ما قبضوا اموالا طائلة من دم الشعب ليقولوه.

اتصور ان احترام الخلاف في الرأي يجب ان يكون جوهر المرحلة القادمة بعيدا عن محاكم التفتيش التي يحاول البعض نصبها لكل من ايد مبارك (احمد لله انني لم اكن منهم) بحجة انهم خانوا الشعب.. اننا نحتاج في الفترة المقبلة لان نغير ثقافة (هناك رأيين في اي موضوع رأيي والرأي الغلط..!)  حتى لا نكون قد بدلنا ديكتاتورية واستبداد نظام بديكتاتورية واستبداد الثائرين ونكتشف في وقت متأخر ان كل الاسباب التي دفعتنا للثورة على مبارك بقيت وما تغير فقط هم الاشخاص.

 

[email protected]