رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى لا تضيع الثورة

اسمحوا لي ان افكر معكم بصوت عال في بعض المخاوف التي انتابتني فور اعلان عمر سليمان خبر تنحي الرئيس السابق مبارك.. مخاوف من ان تضيع الثورة ويفقد الشعب مكاسبه مثلما ضاعت ثورة 52.

اعرف ان الثورة الحالية هي حركة الشعب وليست حركة الجيش لكنننا نتذكر ان الجيش عندما تحرك في 23 يوليو 52 اعلن انه سيسلم السلطة الى الاحزاب بعد ان يطرد الانجليز والملك لكن ذلك لم يحدث بعدما وجده مجلس قيادة الثورة من فساد الاحزاب والحياة السياسية في مصر وقتها.. لسنا في وضع الحكم على نوايا الضباط وهل كانوا صادقون فيما قالوه او انهم طمعوا في السلطة بعد ان وصلوا اليها لكن الحقيقة ان احزاب الملك كان عليها الكثير من الملاحظات بالفعل ما بين فساد او تراجع شعبية الى اخره.. فكيف هو الوضع الان..؟!

الحياة السياسية في مصر حاليا في وضع اسوأ بكثير جدا منها عام 1952 حيث لا وجود حقيقي للاحزاب في الشارع المصري ولا يبدو ان هناك كيانات سياسية قادرة على التماشي مع معطيات المرحلة الحالية.. فلا يوجد كيان سياسي في الوقت الحالي قادر على تسلم السلطة من الجيش ولا ادارة الحكم بالتالي في المرحلة المدنية التي يتمناها المصريون، كما ان الصراعات التي بدأت تنشب بين الرموز والاحزاب السياسية القائمة على كعكة الحكم وهي لا تزال غير ناضجة لا تبشر بأي خير.

صحيح ان الجيش اعلن عدم نيته الاستمرار في السلطة ولا اظنه شخصيا مؤهلا لذلك، فلا هو يملك الحق ولا القدرة على الاستمرار في السلطة.. واثق ان ما اعلنه رجال الجيش عن نيتهم تسليم السلطة هو امر مؤكد لكن السؤال هو الى من سيسلمون السلطة..؟!

الحزب الوطني انتهى فعليا.. فلا الشعب يريده ولا هو يملك الكفاءة لادارة الدولة ، لكن الازمة انه لا يوجد كيان سياسي واحد في مصر قادر على ذلك الان اذ ان اغلب الاحزاب ورقية لا وجود لها في الشارع،

وحتى الاحزاب التي لها وجود نسبي بالشعبية او الايدولوجية يبدو ان زمنها ولى منذ وقت بعيد. اما الاخوان فهم تربوا على ان يكونوا في المعارضة وان يقاوموا الظلم وجبروت النظام لكنهم لا يملكون – حسب علمي- تصورا كاملا شاملا لادارة دولة بحجم مصر.

تخوف اخر ان يتغير المناخ وتتغير الظروف وتبقى الوجوه القديمة والعقليات البالية كما هي بعد ان تجري بعض التحولات الضرورية وعمليات التجميل والتعديل التي تجعلها مناسبة للمرحلة الجديدة، ولعلكم تلاحظون ان العديد من رجال عصر مبارك في الاعلام والسياسة والاقتصاد وحتى الكرة تحولوا في لحظات الى ليبراليين كان الرئيس مبارك يقمع انحيازهم الفطري لحرية الرأي ومحاربة الفساد، وكيف ان الاحزاب الورقية القائمة حاليا كانت تناضل من اجل تأسيس حياة سياسية نزيهة وكأنهم يعيشون في دولة اخرى غير مصر.

امثال هؤلاء هم المسؤولون في رأيي عن كل مظاهر الفساد في عهد مبارك، فالرجل حتى تولى الحكم لم تظهر عليه اي ملامح للفساد او التربح من المال العام او حتى الاستئثار ببطولة حرب اكتوبر لكن كهنة الفساد الذين احاطوا به في كل المجالات هم من زينوا له طريق التزييف والفساد وهم الذين يتبرأون منه الان، وهم ايضا الذين يتأهبون للانقضاض على رجال وقيادات المرحلة القادمة ليفسدوهم كما افسدوا من قبلهم.

[email protected]