تحية لبواسل الداخلية..!
عشنا طوال الشهور العشرة الماضية نعاني صداعا مزمنا اسمه انكسار الداخلية فاق في الضوضاء المحيطة به انكسار الذرة وهو الاكتشاف العلمي الهائل الذي توصل اليه العبقري اينشتاين قبل اكثر من 70 عاما.. فعندما تشكو من غياب رجال المرور وتزايد الفوضى في الشوارع يردون عليك فورا كيف ينزل رجال المرور الى الشوارع وهم مكسورين منذ ثورة يناير..
واذا نبه احد الى انتشار البلطجية وظهور ما يعرف بالعصابات المنظمة طوال الشهور الماضية خرج علينا من يقول .. هذه الضريبة التي يجب على المصريين دفعها بعدما اقدموا على كسر هيبة الشرطة وسدوا نفس رجالها الاشاوس عن ممارسة عملهم في تأمين المصريين الذي كان يترافق عادة مع كمية هائلة من السب والبهدلة واهدار كرامة اصحاب الحقوق لصالح المواطنين الشرفاء من البلطجية ومرتزقة رجال الاعمال والحزب الوطني.
عشنا عشرة شهور طويلة ونحن نجز على اسناننا حيرة وتعاطفا مع رجال الشرطة البواسل الذين افنوا حياتهم في حمايتنا ونحن شعب لا يستحق الحماية ولا "يتمر فيه" تامين.. تابعنا بكثير من الاشفاق الاخبار التي تخصصت وسائل اعلام المجلس العسكري في بثها ليل ونهار عن تعدي سائقي الميكروباصات الملاعين على رجال المرور في الشوارع وسفالة البلطجية مع ضباط التحريات والامن العام وكيف ان اولاد ضباط الشرطة يسألون ابائهم في براءة" لماذا لم تعد ترتدي بدلة الشرطة يا بابا" فيبلع الاباء المكسورين ريقهم ولا يجيبون الابناء بالحقيقة وهي انهم خائفين من كم الاهانات التي يتعرض لها كل من يرتدي بدلة الشرطة من المصريين في الشوارع.
تحملنا كل هذا وسكتنا عليه بعد ان اقسم المجلس العسكري وحكومة الدكتور محجوب عبد الدايم الشهير باسم عصام شرف (محجوب عبد الدايم هو بطل رواية القاهرة الجديدة للعالمي نجيب محفوظ التي تحولت الى فيلم بعنوان القاهرة 30 وادى الدور الفنان العبقري حمدي احمد)، بان عودة الشرطة تحتاج الى وقت وعلاج "سدة نفس" الضباط تحتاج الى بعض المسايسة من الناس وقلنا ان ما يحدث ضريبة للثورة علينا جميعا تحملها لفترة.. لكننا صابحن ذات سبت على البشرى.. رجال الشرطة البواسل
عاد رجال الداخلية البواسل الى عادتهم القديمة وهو امر لا يستحق خروج المواطنين غير الشرفاء من الثوار والمطالبين بالحرية والكرامة الى ميدان التحرير والتجاسر على طلب رحيل المجلس العسكري الموقر الذي ابدع في تفريغ الثورة المصرية العظيمة من معناها وانما يستحق زغرودة حلوة تهنئ المصريين باستعادة الرجال رجولتهم بعد فترة طويلة من النوم في العسل.