معوقات تطوير المناهـج
هناك معوقات تواجه عملية تطوير المناهج، ويجب على القائمين على ذلك مراعاة هذه المعوقات للتغلب عليها، ومنها معوقات تتصل بطبيعة التربية لأنها عملية نمو تستغرق وقتاً طويلاً ، ولا تكون آثارها واضحة بسرعة . فالآثار النظامية تتأثر بغيرها من المؤسسات التربوية ، كالأسرة والإعلام . ومن السهل تنمية الميول والاتجاهات والقيم والقدرات الإبداعية لدى التلاميذ . وهناك معوقات تتصل بطبيعة المدرسة ذاتها لأنها هى الأرض التى تطبق فيها الأفكار والمستحدثات التربوية ، وليس سهلاً أن تقبل كل جديد وحديث بسرعة بسبب الممارسات اليومية، وعدم إعداد العاملين فى المدارس لممارسة البحث العلمى ، وفقدان التشجيع للمجددين والمبدعين .
كما أنه لا توجد قنوات اتصال مناسبة بين العاملين فى المجال التنفيذى والإدارات الأخرى المعنية بالتطوير ، ونقل الطبيعة المعرفية إلى الأجيال المتعاقبة. أما المعوقات التى تتصل بالمعلم فلا بد من تلاشيها لأنه هو حجر الزاوية فى العملية التعليمية، خاصة أنه يقوم بتنفيذ التطوير ، وهو يعمل على نجاحه أو فشله من خلال تطبيقاته فى الفصل الدراسى . وهذا يقودنا إلى التذكير بعدة عوامل مهمة أبرزها إدراكه لأهداف التطوير وإيمانه به وتمكنه من المادة العلمية ، والمهارات المطلوب تنفيذها . المعلم لا يقوم فقط بعملية التدريس ، وإنما يعلم تلاميذه بشخصيته وسلوكياته والتشجيع على التقدم إلى الأمام .
وهناك معوقات تتصل بالمجتمع ، والمعروف أن المدرسة ترتبط بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً لأنها جزء منه تتأثر بعاداته وتقاليده ، وأفكاره وثقافته . والمجتمع ينظر إلى التجديد والتحديث
وأيضاً هناك مدارس تعد هى بالفعل معوقات أمام أى تطوير أو تجديد أو تحديث خاصة إذا كانت فصولها ينقصها التجهيزات العملية ، وتعتمد فى طريقة الشرح على التلقين والحفظ وإهمالها العمل الجماعى ، وهجرتها للبحث والإبداع والابتكار . هذه أبرز المعوقات التى تواجه أى تطوير ، ولذلك وفى إطار الجدية الكاملة لتحديث العملية التعليمية يجب الأخذ فى الاعتبار وضع كافة الحلول الناجحة للقضاء على هذه المعوقات قبل الدخول فى عملية التطوير ذاتها . يبقى النقاش حول أهم طرق التقييم الخاصة بالمناهج ، وهو ما سنتحدث عنه غداً إن شاء الله.