رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

العقل والوجدان في الخطاب الدينى

الخطاب الديني ليس لغة فحسب وإنما يتجاوز ذلك الي النتائج التي يجب ان تقودنا الي الدلالة فيه وطرق الوصول اليها ، وهو يختلف عن الخطابين الأدبي والعلمي المتعلقين بالناحية الجمالية والواقع المقترن بالحقيقة. الخطاب الديني يستمد شرعيته من الماضي الذي لا شاهد له، ومن المستقبل الذي لا يعلم أمره احد، وهو يجمع بين انسجام عجيب بين الماضي والمستقبل ٠ معني ذلك ان الماضي ليعد ذكري ولت وانتهت، ولا حاضر يعيشه الانسان بمعزل عما مضي ولا علاقة له بما انتهي.

الخطاب الديني استمرار ودوام علي مر الزمان، وهو لايستطيع ان يحقق ذلك الا اذا تضمنه الإيمان، وهذه ميزته التي تجعله مختلفا عن انواع الخطابات الأخري. هذا الخطاب لا هو الواقع المادي المجرد الذي يخضع للتجربة ولا قول شاعر يغرد فنهنأ بجمالياته المبدعة ،ولا هو وقف علي زمن معين ولا حقبة معينة، هو يخاطب الانسان في كل مناحي الحياة والازمان، ولو جاء الخطاب الديني سهلا وواضحا، لا يجد العقل فيه صعوبة في الفهم آمن به بسهولة واتخذه منهاجاً ورؤية.
الخطاب الديني يخاطب العقل والوجدان معا، ويحرك في النفس نوازع الخير في الصراع مع الشر. ويخاطب العقل بقصد إقناعه بقضايا فكرية تحتاج الي الأدلة يتقبلها ويؤمن بها. ورغم هذه المزايا التي بتغيرها من سمو ورقي ومعاني رائعة، إلا انه يحتاج الي تجديد ومستمر، ويؤمن أجل هذا تتصاعد الدعوات الي التجديد. والتجديد شعار إسلامي

ومن تعاليم الشريعة السامية حتي يواكب العصور والأزمان. ولذلك يعد قضية عصرية الان وتشغل الأمة العربية والإسلامية. ومن أجل ذلك اندلعت حوارات من أجل التجديد للخطاب الديني.
والخطاب الديني بطبيعته متجدد بشكل عام ولذلك نجد ان غالبية علماء المسلمين يجددون خطاباتهم تلقائياً، والظروف المحيطة والزمن الذي يعيشه العالم والداعية يفرضان عليه ان يساير العصر دعوته الي الذين يوجه خطابه لهم والسكون متخلفا عن الواقع الذي يعيش فيه. وما من داعية أو خطيب الا ويقبل الناس عليه وإلا لو  حصل غير ذلك لا يكون جديرا بمكانته وحدث انفصال وانفصام مع المجتمع الذي يعيش فيه. ومن هنا فان الداعية العاقل يطالب نفسه قبل ان يطالبه الناس بتجديد الخطاب الديني لان الضرورة في التغيير حتمية للتجديد في ظل التطور التكنولوجي الرهيب الواقع حالياً. وما كان يحدث من خطاب قبل سنوات، لا يصلح حاليا سواء في الأسلوب او المعلومة وحتى في الفكرة.
،، وللحديث بقية،،