رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الناي".. صنع على يد "لينا"

فتاة مصرية لم يتعد عمرها 17 عاماً، عشقت صوت آلة "الناي"، فلم تكتف بالعزف عليه ودراسته، ولكن عشقها له جعلها أول فتاة في مصر والشرق الأوسط تقوم بتصنيعه يدوياً وتصديره لأمهر عازفي الدول العربية والغربية بعد أن يحمل توقيعها.

لينا جميل ، تدرس بالفرقة الثانية بمعهد الموسيقى العربية، وفي حوارها مع (الوفد) تحدثنا عن حكايتها مع الناي وعن ورشتها الصغيرة في غرفتها الشخصية والتي بدأت فيها منذ عامين بتصنيع أول آلة ناي احترافية تحمل توقيعها الشخصي.

عشق الآلة

تقول لينا: "حكايتي مع الناي بدأت وأنا بالصف الأول الثانوي عندما اخترت أن أحترف العزف عليه بعدما ظللت لسنوات استمع كالمسحورة لصوته، وبالفعل التحقت بمعهد الموسيقى العربية وتخصصت فى دراسة تاريخ الآلة، ومع الوقت جذبني تاريخها الفرعوني وأصلها المصري البحت، وفكرت حينها لماذا لا أقوم بتصنيعها بنفسي".

تستكمل: "قرار دخولي معهد الموسيقى واحترافي العزف كان قراراً جريئاً خاصة وأن منزلي لا يوجد به فرد ينتمي للمجال الموسيقي، ولكنهم تقبلوا اختياري بدراسة آلة الناي ولكن ما لم يتقبلوه هو تصنيعى لهذه الآلة على اعتبار أنني فتاة وأن هذه المهنة شاقة وأنني سأتعرض لكثير من المضايقات من صانعي هذه الآلة في السوق وبخاصة الكبار منهم، ولكنني صممت على رأيي وبالفعل قمت بعمل ورشة صغيرة فى غرفتي، وعكفت على جمع خامة صنع الناي وهى خامة تتواجد فى غابات الأشجار المحيطة بالنيل، وقمت بتصنيع أول ناي شخصى لي ووجدت من حولي ينبهرون بتصميمه واحترافيته وقاموا بتشجيعى على مواصلة طريقي".

احتراف بالصدفة

أكملت لينا المشوار داخل المعهد، ومن خلال الحفلات تصنع الناي لأصدقائها، وبعد فترة وجدت أن هناك عازفين من الكويت والإمارات يطلبون منها أن تصنع لهم الناي بطراز وتصميم شخصي لهم.

تضيف: "في أغلب الأحيان كانت تأتي طلبات تصنيعى لآلة الناي صدفة بعد الحفلات، عندما يسألني شخص من أين حصلت على آلتي ويفاجأ بتوقيعي عليها وبأنني من قمت بصنعها، وهكذا منذ عامين كل من يتعامل معي يجذب أناسا آخرين".

تستطرد: "بخلاف ذلك فأنا أعزف فى العديد من المراكز الثقافية ودار الأوبرا ومسرح الطلائع، كما اشتركت بالعزف فى مسرحية "تذكرة إلى ميدان التحرير" التي عرضت في دار

الأوبرا الشهر الماضي، لكني لم أقم إلى الآن بإحياء حفل بمفردي، ربما لأن سني لا زال صغيراً أو لأن من يعرفني يميزني بصناعة الآلة أكثر من العزف عليها".

تحدٍ وصعوبات

على مدار العامين السابقين واجهت لينا العديد من الصعوبات والإحباطات، فهناك من يحاول أن يقلل من مجهودها بالقول إنه "تضييع وقت"، إلى جانب عدم ثقة البعض في الشراء من فتاة لأن المهنة يشتهر بها الرجال.

وعن الأشكال الزخرفية وتوقيعها الشخصي الذى يعد من أبرز مميزات الآلات التى تصنعها تقول لينا: "أي شخص فى العالم عندما يقوم بصنع شئ بيده يشعر وكأنه طفل ولد على يديه، لذلك أقم دائماً بحفر إسمى بالإنجليزية على الآلة بعد صنعها، ربما تذهب لشخص كهدية ويسأل عن صانعها، وربما يعود لي الناي مرة أخرى وأعرفه من توقيعي".

إثبات للذات

تضيف لينا: "تصنيعى لآلة الناي خاصة وأنني الفتاة الوحيدة التى تقوم بذلك وضعني في منافسة طوال الوقت حتى أثبت ذاتي، بالإضافة إلى أن عشقي للعزف أيضاً لا يقل عن التصنيع، ولذلك فيومي ينقسم بين البروفات والتصنيع والعزف والحفلات".

وتختتم حديثها قائلة: "أتمنى فى المستقبل القريب أن أقوم بتسجيل CD كامل عبارة عن أصوات موسيقية مختلفة بآلة الناي فقط، خاصة أن للآلة 8 أنواع وفقاً للسلم الموسيقي ولكل منها صوت ونغمة تختلف تماماً عن الأخرى، وحالياً أعمل على تأليف هذه الموسيقى وسأنتهى منها قريباً بإذن الله لتعرض من خلال الراديو والتليفزيون أيضاً".