رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"أجندة الوصفات".. عشق البنات والستات!


حلول شهر رمضان يعني أن تكثر برامج الطهي في القنوات الفضائية، والتي تنتظرها الفتيات سواء كن متزوجات أو مخطوبات أو حتى لو لم يأت ابن الحلال بعد، حيث تجهز كل منهن قلمها و"أجندة الوصفات" لتبدأ في تدوين المكونات وطرق التحضير "بضمير"!. وهذه "الأجندة" تعد ضيفا دائما بجوار التليفزيون في كل البيوت المصرية، لا تختلف كثيراً من فتاة لأخرى، فالمحتوي واحد وهو عشرات الوصفات نقلا عن برامج الطهي لأنواع غريبة من الطعام الذى غزا المطبخ المصري من عشرات السنين، وبالرغم من اعتياد المصريين على الطعام التقليدي الذي توارثوه، إلا أن كل فتاة وسيدة مصرية تجد متعة في تدوين تلك الوصفات، والنتيجة عشرات الأجندات التي غطاها التراب ومئات الأوراق التي اصفر لونها.. ولا يتم تنفيذ أي وصفة منها!!.

حبر على ورق

وعلى الرغم من أن القنوات المتخصصة في عالم الطبخ أصبحت الآن أكثر من القنوات الإخبارية، إلا أن عادة تدوين الوصفات لم تنقطع حتي الآن، ولا زالت الأجندات تكتب سطورها بعناية من قِبل الفتيات وربات البيوت، ولم تُقدم معظمهن على تجربتها إما لغرابة المكونات والتي يصعب الحصول عليها، أو لضعف الإمكانيات المادية من تجهيزات معظم المطابخ المصرية من أجهزة وأدوات للطهي، أو لخوفهن من غضب أزواجهن في حال فشلت هذه الوصفة السحرية.

تقول مي عابد، 24 سنة، والتي تمتلك هي ووالدتها عدة أجندات للوصفات التليفزيونية: "في بعض الأحيان تكون الوصفات سهلة ولا تحتاج لمجهود وإنما تحتاج لمكونات لا تراها معظم البيوت المصرية سوى مرات قليلة مثل اللحوم، لذلك تصبح التجربة فيها بمثابة انتحار، ولا يصلح مع هذه المكونات سوي المثل القائل "اللي نعرفه أحسن من إللي منعرفهوش"، وحاليا وبعد أن أصبح كيلو اللحم بـ 70 جنيها فهذه الوصفات مصيرها الموت المحقق".

حوار المناور

منذ عدة سنوات كانت أسرع وأسهل طريقة لتبادل الآراء حول تلك الوصفات الجديدة هي "حوار المناور"، فما أن ينتهي برنامج الطبخ الحديث حتي تسرع السيدات على المطابخ ليس لتجربة الوصفة وإنما لسماع آراء الجارات حول هذه الطبخة العجيبة ومن منهن سوف تقوم بتجربتها أولاً، وهل لديها كافة المكونات أم لا.

كما أن "المناور" كانت هي الوسيلة الوحيدة التي قد تحصل منها السيدات علي باقى المكونات التي لم تستمع إليها

جيداً بسبب شغب الأولاد أو لانقطاع الكهرباء وغيرهما من وسائل العكننة وقطع حبل الأفكار أثناء تدوين الوصفات، وذلك لعدم وجود ميزة إعادة البرنامج في اليوم التالي، والذي يتم حالياً.

علقة الأجندة

لا يستطيع أى مواطن أو مواطنة مصرية من أبناء الأمهات أصحاب الأجندات أن ينفي أنه نال حظه من تلك "العلقة الساخنة" للعبه بهذه الأجندة أو هذا القلم الموجود بجوارها، مما تسبب في فقدانها أو "الشخبطة" علي بعض الوصفات، وتصبح هذه العلقة أشد سخونة في حال بدء البرنامج ولم تجدها الأم التي تنتظره من أول اليوم، فتخسر هذه الوصفة الجديدة التي لن تستطيع تدوينها حتي تجد الأجندة المفقودة، وما أن تجدها حتي تطلب من جارتها المقربة أن تسمح لها بنقلها، وتقوم بكل نشاط بتدوينها بدقة مثلما يفعل طلبة الجامعات مع المحاضرات.

عادة لن تنقطع

تقول عبير عماد، 25 سنة، والتي تستعد للزواج بعد شهور قليلة: "معظم الفتيات المصريات يجدن متعة في تسجيل الوصفات التليفزيونية خاصة المقبلات على الزواج، كأحد الطقوس التي ينبغي عليهن أن يقمن بها استعدادا للحصول على منزل خاص وبالتالي مطبخ خاص تتحكم هي في نوعية الأطعمة وطريقة إعدادها، فكل بنت اعتادت أن ترى أجندة والدتها وكم كانت تخشى أن تقترب منها، إلا أن الفرصة مواتية الآن للحصول على أجندتها الخاصة، وبرغم ذلك لا تُقدم على تنفيذ أي من الوصفات، إلا في ظروف قليلة وأغلبها يكون في الحلويات التي لن تتسبب في خسائر كبيرة في حال فشلت الوصفة".