رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البنات بعد الثورة.. سياسة × سياسة

"في بلد البنات.. كل البنات بتقدر تعاند.. وتقدر تثور.. ومالية جيوبها سكر نبات"..

لم يكن الفنان محمد منير مخطئاً عندما تغنى بهذه الكلمات منذ سنوات، فبعد ثورة 25 يناير تغيرت البنات، ولم تعد تجمعهم فقط النوادي والكافيهات، بل أصبحن ضيفاً دائما في الإعتصامات وعضوات في الاحزاب السياسية، والحلقات والندوات للمناقشة والمجادلة وإبداء الرأي، ولم تعد المقولة "إذا أردت أن تتعرف إلى عقلية فتاة فأنظر إلى حقيبة يدها المليئة بأدوات التجميل"، حيث أصبحت حقائب الفتيات تحوي بداخلها أدوات تجميل لإعطاء مصر وجهاً حضارياً.

 

في السطور القادمة، نعرض بعض نماذج لهؤلاء الفتيات قبل وبعد الثورة.

360 درجة

راندا نادر، 20 سنة، طالبة بكلية الحقوق، تقول: "لم أكن أحب الدراسة بالكلية لأن المجموع هو ما أرغمني على الإلتحاق بها، ولم أكن أذهب للكلية فى الأساس إلا فى أخر شهر والإمتحانات، وكنت بقول لنفسي "يعنى هعمل إيه بدراسة القانون"، وكانت حياتي زي أي بنت فى عمري أذهب للتنزه مع أصحابي أو السفر، وفيس بوك وكوافير ونادي".

تضيف: "بعد التغيرات اللي حصلت شعرت إن عليّ مسئولية كبيرة وأني لازم أفهم قانون بلدي كويس أوي، وأن تحت يدي كنز أنا مش حاسة بيه، وشعرت فعلاً بالخجل الشديد من بنات لم يعرفوا الكثير عن قانون ودستور بلدهم ولكنهم نزلوا الميدان وماتوا فى سبيل التغيير، ومن هنا تغيرت حياتي 360 درجة، وتحولت لقائاتى بأصدقائي في أي مكان إلى اجتماعات للتوعية السياسية، ونقاش حول الدستور والأحزاب وليه بنطالب بالتغيير".

بنات "مش" مسترجلة

ليلى فخري، 24 عاماً، تعمل مهندسة ديكور بإحدى الشركات الكبرى، لم يكن ينقصها أي شئ من الرفاهية سواء عمل أو عربية أو إشتراك فى نادٍ مرموق، ومع ذلك اشتركت فى اعتصامات التحرير منذ يوم 25 يناير.. لم تكترث لسخرية أصدقائها فى البداية وسؤالهم "انتي بتتظاهرى ليه عايزة شغل ولا سكن؟".

تكمل ليلى: "أعتقد أن اهتمامتي تغيرت كثيراً الآن، فبجانب عملي وحياتي الإجتماعية أصبحت مهتمة بالسياسة بشكل كبير، قبل 25 يناير كانت السياسة بالنسبة لي "مالهاش أي لازمة" ولم أكن أشاهد نشرات الأخبار أو البرامج السياسية، كنت شايفة أن مفيش أمل ولا فايدة، لكن الآن أصبح الأمل موجود وإن لم نسع للحفاظ عليه فإننا لم نكن نستحقه من البداية، وليس معنى اهتمام الفتيات بالحياة السياسية أننا بنات "مسترجلة" بالعكس، فكل منا ستصبح اماً في يوم ما وعلشان نقدر نربي أولادنا صح، لازم كل بنت

تكون فاهمة اللى بيحصل فى البلد".

بحبك يا بلادي

إسراء فتحي، 16 سنة، طالبة بالثانوية العامة، تقول: "لم تسمح لي والدتي بالمشاركة فى التظاهرات أو النزول إلى ميدان التحرير بإعتباري "لسة صغيرة"، زميلاتي بعضهن تحجج بالقول "هنعمل إيه يعني إحنا لسة في المدرسة"، لكني كنت أقول "مش معنى كده إننا نقف ساكتين، على الأقل أمامنا فرصة إن كمان كام سنة نبقى بنقود بلادنا للأفضل"، وبالفعل فكرنا في حملات تنظيف وتجميل للشوارع، ولما نفذناها عرفت إزاي إننا بنحب بلادنا".

تكمل: "أنا كان نفسي أدخل كلية فنون جميلة، ولكني عدلت إختياري حاليا لسياسة واقتصاد، لأني تأكدت أن الغيبوبة اللي كنا فيها وجهلنا بالسياسة هو السبب فى اللي وصلنا إليه قبل الثورة".

"حزبنا إيه؟"

رغداء محسن، 29 سنة، تعمل في مجال السياحة، تقول: "لفترة طويلة لم أكن أعلم عن الحياة السياسية أي شئ، رغم أني بحكم عملي كنت أرى بلدان العالم كيف تقدمت وازدهرت بسبب رغبة شعوبها وشبابها، ومع ذلك كنت وصلت لدرجة من الأحباط واليأس من وضع مصر وركزت في حياتي الشخصية من عمل ومنزل".

تستطرد: "بعد الثورة وجدت أطفالي الذين لم تتعد أعمارهم 7 و8 سنوات يتحدثون فى السياسة، ويسألوني أنا ووالدهم "هو إحنا مشتركين فى حزب إيه؟"، فكرت حينها إن علشان نقدر نشارك فى إصلاح بلدنا لازم نفهم سياسة، ليتحول حديثي مع صديقاتي يومياً فى التليفون أو العمل إلى "سياسة × سياسة"، بعدما كان عن أخر صيحات الموضة والمكياج والأكلات المبتكرة، وأدركت أنه جب يكون لكل واحد فينا دور سياسي، وذلك لن يجعله يهمل أدواره الأخرى فى الحياة".