رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كشاكيل (هنَا) تكسب ديزني!

ربما لفت نظرك مؤخراً انتشار مفكرات وكشاكيل المحاضرات تحمل أغلفتها رسومات فلكلورية كراقص التنورة، وجه فتاة بدوية أو "كف خمسة وخميسة"، وتسألت من صاحب هذه الفكرة، خاصة بعدما احتل عالم ديزني بكل شخصياته وأبطاله لسنوات طويلة أغلفة الكشاكيل و"البلوك نوتس Block Notes" فى السوق المصرية للكبار قبل الصغار، وتصدرت العبارت الانجليزية هذه الأغلفة التي دائماً ما تحمل بداخلها مضمونا مكتوبا باللغة العربية الفصحى.

هنا إبراهيم، فنانة تشكيلية تخرجت فى كلية الفنون التطبيقية في عام 2001، لتعمل منذ اليوم الأول لتخرجها على إحياء الثقافة والفلكلور المصري والإسلامي بكافة الطرق، حتى وإن كان بأبسط الطرق.

تقول هنا: "الفكرة جاءتني منذ ١٠ سنوات، كنت أحب أن أكتب وأرسم فى حاجة فيها نفحة مصرية أو شرقية، وذلك لم يكن متوفرا فى الأسواق للأسف، فكنت أصمم "بلوك نوتس" شخصية لي تحمل رسومات فلكلورية، وفي نفس الوقت التصميمات الفلكلورية جاءت نتيجة تأثري بمشروع تخرجي عن إحياء البيوت الإسلامية".

حصان وتنورة

تضيف هنا: "بعد التخرج كنت مهتمة جدا بالفن الإسلامي وبدأت أرسم لوحات عديدة في قاهرة المعز، بدأت بخامة الزيت ودائماً كنت كل أسبوع أزور سور الأزبكية أبحث فى الكتب القديمة على حاجات عن مصر وعن الفنانين المصريين".

تكمل: "وفي يوم وقعت فى يدي مجلة غريبة جدا رشحها لي بائع بالسور، فيها رسومات لفنان الجرافيك سعد كامل، مثل أسد يحمل سيف، حصان شعبي، راقص التنورة..، وعندما عدت لمنزلي أخذت لوحة الحصان وقمت بتكبيرها وتعليقها فى غرفتي وصنعت منها ميدالية مفاتيح شخصية وحفرتها على قطعة جلد بالإضافة لغلاف "بلوك نوتس" لي، ومن الطريف أن الفنان سعد كامل لم يكن اسمه مكتوبا فى المجلة حينها، ومكثت شهورا كل أسبوع أذهب لسور الأزبكية للبحث عن بقية أعماله ولوحاته، "لكن لأني مكنتش أعرف اسمه مكنتش بلاقي حاجة".

تستكمل: "هذا اليأس جعلني أبدأ لا إرادياً فى تقليد أسلوبه بلوحاتي، إلى أن جمعتني الصدفة به يوماً، وفوجئت به يقف أمام إحدى لوحاتي في معرض من معارض وزارة الثقافة، وشعرت به يائس من تجاهل الإعلام لفنانين كبار مثله ودار بيننا حوار لن أنساه، قلت له حينها: حضرتك أكتر فنان كنت بحاول أجمع شغله وإن فنك نور لى طريق موهبتى اللى همشى عليه فى جميع أعمالي".

تضيف هنا: "بعد ذلك بدأت أوجد لنفسي إسلوبي الخاص فى صياغة الفن الشعبي، لأن أهم قاعدة لأي فرد يريد النجاح فى مهنته أن يبتعد

عن التقليد ويتجه لدراسة المجال الذي من خلاله يقدم الجديد".

صعوبات وتحدي

وعن بداية تحويل فنها لمنتجات تقول هنا: "لأني مؤمنة بأهمية ما أقدمه حولت لوحاتي لمنتجات، وفي البداية كنت لازم أدرس ماذا تحتاجه السوق ومتطلباتها، والأسعار والمنتجات المنافسة في السوق الحالية، فوجدت أن أغلب الأدوات المدرسية ومقتنيات الأطفال لا تمت للثقافة العربية بصلة، لذا كانت فكرة "البلوك نوتس" والكشاكيل هى الأقرب للتنفيذ، وهو ما قمت بتنفيذه، وقد وجهني زوجي لضرورة هذه الخطوة، وبعدها ساعدني في توزيع منتجاتي لأن التسويق لم يكن مهمة سهلة".

فمع محاولة هنا تسويق بعض تصميماتها واجهت عدة صعوبات، تقول عنها: "كانت المكتبات ترفض أعمالي فى البداية بحجة عدم عرض منتجات مصرية لأنهم لا يتعاملون إلا مع المستورد، ومكتبات أخرى أعجبتها المنتجات لكن اشترطت الدفع بعد ٣ شهور وهذا طبعا لا يتوافق مع الأعمال الصغيرة، ومكتبات ثالثة تقول (إيه الرسومات دى مش فاهمين حاجة.. ما تعملي فرعوني ولا حاجات ديزني عشان تعرفي تبيعي)".

ردود فعل أجنبية

لم تستسلم هنا لتلك الأقاويل، وبدأت تعرض منتجاتها في جاليري (أم الدنيا) ومكتبة ديوان، ثم شاركت فى معرض (فيرنيكس) الذى أتاح لها أن تعرض في معرض (لاميزون & أوبچيت) فرنسا، حيث تفاجأت من ردود أفعال الأجانب والزوار العرب تجاه منتجاتها والأغلفة الورقية.

تختتم هنا حديثها: "قد إيه إحنا كمصريين مش حاسين بقيمة نفسنا وبنجري وراء الموضة وشخصيات ليست نابعة من ثقافتنا وتراثنا، في الوقت اللي الأجانب بينبهروا بتراثنا الشعبي، ببساطة مش لازم نكتب فى كشكول ديزني، هانا مونتانا أو مكتوب عليه عبارات أجنبية علشان نبقى معاصرين وعلى الموضة".