رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إيمان العبيدي..كان المشهد غريبا!

إيمان العبيدي

الأنظمة العربية الحاكمة الغاشمة القامعة الديكتاتورية ، لا تختلف جميعا فى نهج الترويع والضرب والكذب وخلع برقع الحياء أمام المجتمع الدولى ، فى سبيل إحتفاظ حكامها وأولياء عهودها بكراسى الحكم التى يتم إنتزاعها من تحتهم واحدا تلو الأخر مؤخرا .

كان المشهد غريبا .. وأكتب الأن بعد مشاهدة هذا الفيديو للسيدة الليبية الشجاعة (إيمان العبيدى) .. التى إستطاعت إختراق فندق ليبى يعج بمراسلين وصحفين من كافة دول العالم ، وأعترفت أمامهم بصوت صارخ تعرضها للإغتصاب الجنسى والتعذيب على يد قوات النظام الليبى الغاشم .

كان المشهد غريبا فلم يتحمل رجال الأمن اللييى الموالين للنظام هذه الفضيحة العالمية ، فإضطروا لإيقافها بمهزلة عالمية لا تقل جرما عن جريمة إغتصاب هذه السيدة .. قاموا بضربها وصفعها وتكميم فمها ومنعها من الكلام ، ثم قاموا بضرب الصحفيين الأجانب الذين حاولو إستخراج بعض المعلومات منها أو منع رجال الأمن من إقتيادها .

كان المشهد غريبا ... سيدة تابعة لجهاز الأمن الليبى (أو أمن الفندق) تنهال ضربا على إمرأة مثلها .. لم تفكر السيدة المحجبة السمراء أنها الأخرى قد تكون عرضة لإغتصاب جندى ليبى همجى ، لم تفكر فى محنة تلك المرأة التى قررت المواجهة والصوت العالى فى مجتمع يجرم حتى ظهور المرأة بدون حجاب . تعجبت وأنا أشاهد تلك المرأة كيف تقنعنا الرواتب والأمان المؤقت بوطء كل عوامل الإنسانية داخلنا .

كان المشهد غريبا .. رجل أمن قوى مفتول العضلات .. يضرب (إيمان) بيد مرتعشة خائفة ! وكأنه هو من يواجه الصحفيين ويتعرض للتنكيل البدنى والمعنوى والإرهاب الفكرى والجسدى ! من المرات النادرة التى أشفق فيها على الجلاد من الضحية .. هو يعلم كما نعلم جميعا أن صوت (إيمان) قد إنطلق .. وأن السماء لو تهاوت على الأرض

فأن ذلك لن يكتم صوتها الأن .

كان المشهد غريبا .. الصحفى الغربى يدافع عن المُغتصبة العربية .. والجلاد من نفس اللون والدين واللغة والنوع ! تعودنا من أبواق الإعلام العربى أن الأجنبى جاسوس أو مُغتصب ، خصوصا لو كان صحفيا .. اليوم رأيت العربى يضرب العربية حتى لا تتحدث عن العربى الذى إنتهك عرضها !

كان المشهد غريبا .. وتذكرت وأنا أشاهدة صورا ومشاهد أكثر غرابة وتأثيرا .. وتذكرت أن النظام التونسى الديكتاتورى سقط على يد شاب واحد يدعى محمد بو عزيزى ، وأن النظام المصرى سقط على يد شاب واحد يدعى خالد سعيد ، وأن النظام السورى فى سبيله للسقوط على يد فتاة واحده إسمها طل الملوحى .. لا أحب إختصار الثورة فى أشخاص ، وأعرف أن سبب قيام الثورة أكبر من مجرد شخص واحد ، لكننى أتحدث عن القشة التى قسمت ظهر الديكتاتورية العربية .

السادة ملوك ورؤساء العرب .. جاء الوقت لتفيقوا وتدركوا أن سقوط أنظمتكم العجوزة الهشة ، فى يد إيمان وخالد وطل ومحمد .. وأن سياسة القمع والترهيب وممارسة الضغوط قد ولى عهدها .. أفلا تعقلون ؟

من مدونة دماغي.