رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور.. شاعرة الثورة


(ما شربتش من نيلها.. جربت تغنيلها.. جربت في عز ما تحزن تمشي في شوارعها وتشكيلها).. كلمات استطاعت بها الشاعرة "نور عبد الله" أن تلفت الأنظار إليها، وليقبل على كلماتها العديد من المطربين.. مع انطلاق ثورة 25 يناير أصبحت "نور" هي صوت الثورة وشاعرة الوطنية، فقد انضمت إلى الثوار في يوم جمعة الغضب، عندما شعرت أن مجهود الثورة من الممكن أن يذهب مع الريح، فقررت الذهاب هي وكافة أعضاء أسرتها لمساعدة الناس ومشاركتهم في مطالبهم.. وهناك في ميدان التحرير بدأت في كتابة بعض الكلمات التي ملأت جوانبه..

اللي يحصل منا مرة .. سهل يحصل ألف مرة
مهما ستفت العساكر .. وكنت قارينا ومذاكر
إحنا نعمل المشاهد.. وأنتم تقطعوا التذاكر
يا اللى فاكرنا بهايم.. أنت فاهم؟

كما كتبت كلمات أغنية (فوق الكل يا مصر) التي غناها الفنان مصطفى قمر مع بداية الثورة، والتي تقول كلماتها: (فوق الكل يا مصر واسمك عندى يساوى كتير.. واللى يحبك احبه ومفكرش انا فى اللى يغير.. اعلى يا مصر على اللى بيحصل ده وخطيه.. ده انتى كبيرة وكل كبير الناس بتبص عليه).

موهبة بالورقة والقلم
نور، حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وبدأت في نسج كلماتها العذبة منذ الصغر، وكان والدها مشجعا لها، بل يمثل الدافع الأساسي لتحريك موهبتها وذلك عندما كانت تراه يتغزل في مصر بالشعر وينمي في نفسها قيمة الوطن ومعناه.
وهي القيمة التي ترجمتها "نور" في أغنية "بالورقة والقلم" في فيلم "عسل أسود" للفنان أحمد حلمي، والتي تقول كلماتها: (بالورقة والقلم.. خدتينى 100 ألم.. أنا شفت فيكي مرمطة وعرفت مين اللي اتظلم.. ليه اللي جايلك أجنبي عارفة عليه تطبطبي.. وتركبي الوش الخشب وعلى اللى منك تقلبي.. عارفة سواد العسل.. أهو دا اللي حالك ليه وصل.. إزاى قوليلي مكملة.. وكل ده فيكى حصل.. يا بلد معاندة نفسها.. يا كل حاجة وعكسها).
تبين نور أن كتابة مثل تلك الكلمات كان بهدف توعية المحيطين بها والقيام بحثهم على التقدم في كافة المجالات، حيث تستغل موهبتها في كتابة كلمات بسيطة لها فلسفة ومعنى.

وطنية حية
ترى "نور" أنها مثل كثير من الشباب لم تصح وطنيتهم فجأة، بل كانت حية باستمرار، حيث حلموا كثيرا بواقع أفضل ومستقبل آمن ولم يجدوه، ولكن حينما وجدوا الفرصة لم يترددوا لحظة في اغتنامها وتحقيق أحلامهم من خلال الثورة المجيدة.
تقول نور: "قبل الثورة كنت أشوف أي خطأ في المجتمع أقول المجتمع كله كده، لكن الآن اللي باشوفه خطأ بصبرعليه، إيمانا أن هناك ناس إيجابيين كثير حتى ولو مش شايفين بعض".
وعن دور الفتاة في الثورة تقول نور: "كل بنت نزلت لتشارك في الثورة تعرضت لنفس المخاطر التي تعرض لها الرجال، فهناك من ضربت باليد أثناء موقعة الجمل، ومن تعرضت للغازات المسيلة للدموع بشكل مباشر..، وبرأيي أن ذلك دليل على أن المرأة أثبتت وبجدارة أنها على قدر عال من المسئولية وقوة التحمل في مواجهة من يقف في طريق مطالبها العادلة، وستكون المرأة في الفترة القادمة على وعي كامل بأن الحرية التي اكتسبتها لابد وأن تكون في الفكر أكثر من المظهر".

ما تناميش تاني
ترى "نور" أن مصر في المرحلة القادمة تحتاج إلى استغلال كافة مهارات ومواهب الناس فيها وتوظيفها في أماكنها المناسبة، فجهاز الشرطة مثلا لابد أن يعاد تنظيم هيكله من جديد وذلك بإنتقاء أفراده على أساس خلقي ونفسي سوي، وأيضا إعادة النظر في الخطة التعليمية المتبعة في مصر نظرا لأن التعليم هو الأرض الخصبة التي ينبت فيها كافة المحاصيل (المجالات).
ولأنها تتمنى ألا تنام مصر مرة أخرى كتبت نور: (أرجع لبلدي اللي نامت ونسوا عينها الضي.. نمتي شوية.. صحيتي بالرصاص الحي.. وكنتى هتضيعى لولا إن الله حي.. الأم مش للنوم يا ملكاني.. يا اللى صحيتي وأنا متفضي شرياني.. وشلة تهتف بأسمك وشلة رعباني.. صحيتى مديونة لحرمية وديناني.. صحيتى متجرجرة ومسحولة وسحلاني.. صحيتي متسرطنة ومغتصبة ووجعاني.. نهايته يعني تقومي ماتناميش تاني).