رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زغرودة حلوة رنت في ميدانا!


منديل المأذون علم مصر..
والدعوة عامة وحتبقى لمة بالآلاف..
وأغانى الزفة.. وطنية
والعنوان سهل الوصول إليه.. ميدان التحرير. أفراح ميدان التحرير، ظاهرة جديدة، في طريقها إلى الانتشار بين المتظاهرين، فبدون فستان زفاف ولا ملابس رسمية ووسط مئات الآلاف من المصريين بميدان التحرير يقف العروسان يعلنان زواجهما لتخرج الزغاريد ممزوجة بالهتاف الرسمي للثورة "الشعب يريد إسقاط النظام".
فبالأمس كان عقد قران محمد ونورا، وقبلها بأيام كان أحمد وعلا، الذي كان العرس الأول في الميدان، ووصفته بعض القنوات التليفزيونية بالأسطوري وبعضها الآخر بالتاريخي، في حين وصفه العريس أحمد زعفان بـ"الفكرة عبقرية".
"انزل المظاهرة بس أرجوك الموضوع كله يخلص قبل ميعاد كتب الكتاب"، قالتها العروس علا مازحة ليلة 25 يناير معتقدة أن ما سيحدث هو مجرد مظاهرة تبدأ وتنتهي بنفس اليوم وبالتالي لن تؤثر على موعد عقد قرانها الذي من المفترض أن يكون بعد عشرة أيام..
أحمد شاب في نهاية العشرينيات من عمره يعمل طبيباً للأسنان، ولكنه شارك في المستشفى الميداني بالثورة فأصبح طبيباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يسعف المرضى ويضمد الجروح.
يشارك زعفان في الثورة منذ بدايتها معتبراً ما يفعله واجب على كل شاب، قبل قيام المظاهرات كان أحمد قد حدد موعد عقد قرانه ليصبح نفس الجمعة التي أطلق عليها المتظاهرون "جمعة الرحيل"، ولكن القدر لم يستجب لأمنية علا بانتهاء الثورة قبل كتب كتابها فقررا أن يقيما عقد القران وسط ميدان التحرير.

وسط الميدان
بجوار إذاعة الميدان وبعد صراع طويل للوصول لمسئول الإذاعة -حيث يحتشد الناس من حوله هذا يريد إلقاء كلمة وهذه تلقي شعراً- وصل صديقه ليخبر الممسك بالميكروفون أن هناك شابا يريد إشهار عقد قرانه، يضحك صاحب الميكروفون ويقنع الجميع بالانتظار حتى يفرح العريس..
يقترب شيخ معمم من الميكروفون ويبدأ في ترديد عبارات عقد القران فيما يردد خلفه جميع من في الميدان، وهناك على بعد خطوات من الإذاعة تتسارع وسائل الإعلام لالتقاط صوراً للعريس الذي يرتدي ملابس رياضية والعروس التي احتفلت بزفافها بالكوتشي والجينز..
بعد لحظات يتم الشيخ كلماته وينهي وصلة الدعاء بالبركة للعروسين ويتبعه بدعوة للخلاص من الظلم وكأنه
هتاف في التظاهرة، وتنطلق زغاريد الفرح في الميدان للمرة الأولى بعد أن أصبح الحزن هو المخيم خاصة بعد سقوط شهداء بداخله..
يتناول زعفان الميكروفون بناء على طلب مسئول الإذاعة ويقول :"أنا حبيت أعمل عقد قراني هنا علشان زي ما فيه ناس ماتت ودفعت عمرها هنا، فيه برضه أسرة جديدة تبنى في الميدان". صفق الجميع للعريس الذي أصبح أكثر شهرة من أي عريس في مصر.
"أنا جيت الميدان عدة مرات، وعلشان كده حسيت إن الناس اللي هنا أهلي ومن حقهم احتفل معاهم بفرحتي" قالتها علا مبتسمة وهي تستقبل تهاني السيدات.

هنبدأ الليلة
كان خروج زعفان من مقر الإذاعة أمراً يقترب من المستحيل حيث اصطفت وسائل الإعلام العالمية لبث الفرح على الهواء مباشرة ونجحوا في فعلها برغم رفض العريس القاطع لوسائل الإعلام حسب ما تصور قبل بداية الاحتفال.
وكأي عريس التف حوله أصدقائه وشباب الميدان ليرسموا بأجسادهم دائرة ويطلقون غناء ليلة العرس"بسم الله الرحمن الرحيم وهنبدأ الليلة"..
مرت ليلة زعفان الأولى كزوج وليس كخطيب في غاية الروعة حسبما قال لـ(الوفد)، فهو لم يكن ليحلم أن يحضر عقد قرانه كل هذا الكم من البشر وأن يتم في ميدان التحرير، ويضيف: "أجمل حاجة أني عندما سأحكي لأبنائي ما حدث سأكون فخوراً بما فعلنا". قالها زعفان وهو يضم عروسة ويمضي مودعاً أصدقاء الميدان ومؤكداً عليهم لقاء الغد صباحاً لاستكمال مشوار الثورة الذي بدأوه سوياً.