رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في التحرير.. متطوعات (سيتي ستارز)!

"مين كان يتوقع إن بنات النوادي وسيتي ستارز ييجوا هنا ويعملوا اللي بيعملوه ده !؟".

جملة جاءت على لسان أحد شباب المتظاهرين في ميدان التحرير، يصف فيها ما تفعله الفتيات من أعمال تطوعية في الميدان.

فمعظم هؤلاء المتطوعات من صغيرات السن، بعضهن في الجامعة والأخريات حديثات التخرج، ينتمين للطبقات الاجتماعية الـ"هاي كلاس"، إلا أنهن يتمتعن بشجاعة وحماس ووطنية جعلتهن يتجهن إلى ميدان التحرير مباشرة لتقديم خدماتهن بعد أن سمعن عن إطلاق النار على المتظاهرين وقذفهم بالحجارة وقنابل المولوتوف.

إسعافات وتبرع بالدم

في جانب من الميدان تجد مجموعة من المتطوعات اللائي ذهبن لميدان التحرير لينضممن إلى فرق الإسعافات الأولية التي نظمها ما يقارب من 20 طبيبا متطوعا هناك لإسعاف المصابين من المتظاهرين بعد أن تم الاعتداء عليهم ممن يقال عنهم: إنهم مؤيدو مبارك؛ هؤلاء المتطوعات لإسعاف المصابين لسن ممرضات أو طبيبات ولكن بعضهن في كليات مثل التجارة والحقوق والألسن والبعض الآخر يعملن، إلا أنهن توقفن عن الذهاب للعمل بعد تلك الأحداث.

والملاحظ، أنه على الرغم من أن هؤلاء الفتيات ليس لديهن الخبرة والدراية الكافية بأعمال التمريض والإسعافات إلا أنهن نجحن في التعلم السريع خاصة بعد ما شاهدنه من تزايد لأعداد المصابين يوم الأربعاء الماضي بالإضافة إلى مساعدة الأطباء لهن في إعطائهن بعض الإرشادات السريعة وتكليفهن بالمهام التي يستطعن القيام بها نظرا لأنهن لم يعملن بالتمريض من قبل.

أما بعض الفتيات اللائي يرفض أهلهن فكرة انضمامهن إلى صفوف المتظاهرين بدافع الخوف عليهن من خطورة الوضع هناك خاصة بعد ما حدث في الأيام الأخيرة من مصادمات بين المتظاهرين؛ قررن الذهاب للمستشفيات القريبة من ميدان التحرير والتي يتجه إليها معظم حالات المصابين هناك مثل مستشفى القصر العيني ومستشفى المنيرة العام حتى يقمن بالتبرع بالدم فهن يعلمن أن وزارة الصحة تشكو دائما من نقص في عدد أكياس الدم.

دعاء سعيد، إحدى المتبرعات بالدم، تقول: "دائما ما يلفت نظري شكوى وزارة الصحة من نقص بنوك الدم من أعداد الأكياس الكافية؛ وأعلم جيدا أن أهلي سيخافون كثيرا علي لو ذهبت للمظاهرات لذلك قررت المشاركة بشكل آخر وهو التبرع بالدم ".

نقطة تفتيش

لم تقتصر مشاركة البنات المتطوعات في الإسعافات الطبية والتبرع بالدم فقط، بل امتدت إلى تكوين فرق للتفتيش

الذاتي للبنات والسيدات الراغبات في الانضمام إلى مظاهرات ميدان التحرير، حيث يقف على مدخلي ميدان التحرير سواء مدخل كوبري قصر النيل أو مدخل طلعت حرب مجموعة من البنات يستأذن الراغبات في الانضمام لصفوف المتظاهرين بتفتيشهن ذاتيا وفتح الحقائب لضمان أنها خالية من أي سلاح والتحقق من هويتهن.

عائشة مصطفى، واحدة من هؤلاء، كانت في البداية تخجل من أن تطلب من الراغبات للانضمام للتظاهر فتح الشنط وتفتيشها ولكن المتظاهرات أنفسهن كن يرحبن بذلك، حتى يثبتن لها مدى جديتهن وثقتهن بهذا الإجراء، لذلك تشجعت عائشة على الاستمرار وقررت أن تتحرى الدقة في التحقق من هوية المنضمات؛ وتقول: " كنت في البداية واحدة من المتظاهرين ولكن بعد أن حدثت مصادمات بين المحتجين وأنصار النظام قررنا تنظيم نقاط تفتيش لعدم إدخال أي أحد وسطنا قبل التأكد من هويته ومن أنه متضامن معنا؛ ووقفت مع فتاة أخرى لتفتيش البنات ".

مستقبل جديد

تطوع بشكل آخر تحرص عليه بعض المتطوعات، فهن يذهبن إلى ميدان التحرير ببعض المواد الغذائية كالجبن والخبز وكذلك العصائر للقيام بتوزيعها على المتظاهرين خاصة ذوي الإصابات الذين فقدوا دماء بسبب جروحهم البالغة.

تقول ميادة هاني، 23 سنة، التي كانت توزع بعض علب العصائر: "أشكال التعاون التي يقبل عليها البنات متعددة ولكن الهدف منها واحد وهو التأكيد على رفضهن للنظام والتأكيد على تأييدهن لمطالب المتظاهرين وتضامنهن معهم بطرق مختلفة، ليثبتن أن المصريات قادرات أيضا على المشاركة في التغيير وصنع مستقبل جديد لمصر".