رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رغدة ..والإعلام الأبكم


فجرت صحيفة "الوفد" الليبرالية مؤخرا قضية في غاية الخطورة مفادها أن بعض الأقباط الذين كانوا معتصمين قبل نحو شهرين أمام مبنى ماسبيرو أثناء أزمة كنيسة أطفيح، اختطفوا فتاة مسلمة واحتجزوها مع مجموعة من الفتيات المحجبات في غرفة فيها التصاوير المعروفة وطلبوا منهن ترديد بعض الترانيم فلما أبين وظللن يصرخن قاموا بتعذيبهن وحلق شعورهن ورسم الصلبان بالإبر والنار على أيديهن قبل أن يلقين ببعضهن على الطؤيق الدائري ليلا. وقدرا التقيت بالأستاذ قطب العربي الناشط الإخواني، فوجدته قد كتب مقالا لتوه حول هذه القضية، التي دار النقاش بيننا حولها، فكانت رؤيتي أن هذه الحادثة لن تخرج عن أمرين الأول إما أن يكون ما سردته الفتاة للصحيفة صحيحا تماما أي أن هناك تيار متطرف من الأقباط نفذ هذه الجريمة بعد أن ملأ الحقد قلبه على شركائه في الوطن، وإما أن يكون هناك طرف آخر يريد أن يشعل نار الفتنة الطائفية في مصرنا الحبيبة، فنفذ هذه الجريمة من موقع الاعتصام ولإضفاء الحبكة على الأمر أظهر للفتيات جوا يوحي بأنهم في قبضة مجموعة من الأقباط ثم أفرج عنهن ليروين ما تعرضن له فتشتعل نار الفتنة. هذه القضية في الحقيقة لفتت انتباهي لأمر بلورته في صورة سؤال وهو :"أين الإعلام والإعلاميون؟" أين إبراهيم عيسى وبلال فضل وعمار علي حسن ومحمد الغيطي وأين كتاب اليوم السابع والشروق والمصري اليوم وأصحاب الأقلام المسمومة الذين صدعوا رؤوسنا باتهاماتهم للسلفيين الآن يضعون رؤوسهم في الرمال؟ ألم يقرأوا ما نشرته الوفد إنها ليست صحيفة تابعة للسلفيين بل هي جريدة الحزب الليبرالي الأقدم في مصر والرافع لشعار الهلال والصليب.   أين مقدمي برامج التوك شو المدوية؟ لماذا خرصت ألسنتهم وجفت أقلامهم؟ لماذا لا نحس منهم أحدا أو نسمع لهم ركزا طالما كانت أصابع الاتهام موجهة للأقباط؟.   أين هم أبناء جلدتنا الذين يتكلمون بألسنتنا والذين ربما لو عثر أحد أقباط المهجر أمام بوابة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ليكشفوا ملابسات الحادث الأليم ويحققوا في الأمر بأنفسهم دون الحاجة لمكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي أي" حتى يثبتوا أن السلفيين عن بكرة أبيهم وراء هذه العثرة الأليمة.. لماذا لم يسووا له الطريق في أمريكا!؟.   ربما يجيبك قلة منهم لأن الغالبية سترفع قول الله عز وجل :"صم بكم عمي" : نحن نخاف على مصر ومثل هذه القضية تؤجج نار الفتنة خاصة وأننا لم نتحقق من صدق الخبر .. نعم الآن هم يخشون الفتنة هؤلاء الذين
خرجوا علينا بألسنة حداد ولم  يتورعوا عن إلصاق التهم بالسلفيين قبل أن تقع على أرض وحتى بعدما برأتهم النيابة هم مذنبون عند هؤلاء.
على كل لن أتركك كثيرا في هذا الموقف حائرا تردد: "ما لنا لا نرى رجالا كانوا يعدون أنفسهم من الأحرار".. وسأقدم لك الإجابة كما وردتني من في أحد هؤلاء المشاهير:  لقد حل أحد الدعاة ضيفا على برنامج شهير يذاع من القاهرة وضاق ذرعا بتجاهل المذيع كلما ساقهم الحديث عن تصرفات النصارى الخاطئة فوجه له سؤالا أثناء فاصل فقال له : يا أستاذ عمرو لماذا تتجاهلون الجرائم التي تقع من النصارى كالقتل وحصار المؤسسات الحكومية وقطع الطرق في الوقت الذي تنسبون فيه أي حادث للسلفيين.. فاجاب الإعلامي الشهير قائلا : "يا شيخ خالد المسيحيين ما بيغلطوش المسلمين ال بيغلطوا بس . طبعا الرجل هنا لا يقصد أنهم لا يفعلون شيئا خطأ وإنما يقصد أنهم حتى لو فعلوا الخطأ فهم ليسوا مخطئين ومن حقهم أن يفعلوا ما يشاؤون. 
فرغم أن هذا البرنامج لا يذاع على قناة تابعة لرجال أعمال الكنيسة؟، لكن هؤلاء يفهمون السوق الإعلامية جيدا ويعلمون أن الكنيسة تسيطر برجالها على جزء كبير من سوق الإعلام الناجح وهم لا يريدون أن يحجروا واسعا على أنفسهم ربما توقف هذا البرنامج فنجد البديل أو حتى قبل أن يتوقف ربما لا نحرم الخير.   لكني أعتقد أن تفسير الشيخ الحويني لهذه القضية أصح وأوقع .. فعندما سئل فضيلته عن طبيب يحمل لقب داعية على وسائل الإعلام ويظهر في برامج التوك شو الشهيرة مع الأقباط ليهاجم المسلمين فرد ردا موجزا:" تشابهت قلوبهم".
* كاتب صحفي ينتمي للتيار السلفي