رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أيدى تحمى وأخرى تبنى

فى بداية عهد جديد، تتشكل جوانبه بإفرازات ونتائج ثورة ينايرالمجيدة التى وضعت مصرعلى طريقها الصحيح، وأعادت للشعب حريته وكرامته التى افتقدها لسنوات عديدة، عاش فيها مقيداً مكتوفاً يعانى فساد وتدهور تتابع وتراكم، ولا أحد يشعر بما يعانيه.

وجاءت ثورة يناير لتمحو آثار سنوات عجاف بآمال ورؤى وتطلعات جديدة، جعلت قلوب الشعب تنبض من جديد، وتتنسم روح العزة والكرامة التى تحكمت فيها أياد عابثة لم تبال بالشعب، وظنت أنها أحكمت مقاليد السلطة، وأن إرادة المصريين قد تبخرت بغير رجعة.

كم هى جميلة تلك الثورة، التى أخرجتنا من القهر والظلم والمحاباة والاستبداد، وقضت على أحلام الطغاة ومخططات المفسدين، لكن .. ما نعيشه الآن من غياب لمؤسسات الدولة وجهاز الشرطة وموجة الفتن والاضطرابات التى تشهدها البلاد، هى الخطر الذى آن لنا أن ننتبه إليه ونواجهه سريعاً قبل أن يتفاقم.

إننا نتكاتف لتكون لثورة يداً تحميها، لكن ما جدوى يد تحمى إن لم تكن هناك يد أخرى لتبنى؟ وكما أن لنا حقوقاً، فمصر هى الأخرى لها حق على أبنائها، وإننى وكل مصرى مخلص بقدر ما أتمنى أن تتحقق كل أهداف الثورة بشكل كامل، بقدر ما يهمنى أيضاً أن تتواجد مقومات الدولة من جديد .

لا أدرى لماذا تقف عجلة الإنتاج فى تلك الفترة التى تتطلب منا بناء مصر، ونقف نحن متفرجون؟ تبارى المجلس العسكرى وكل الوطنيين فى توضيح خطورة أوضاعنا، وأننا أصبحنا على وشك أن ينفد المخزون الاحتياطى من القمح، وأيضاً المخزون النقدى، ولجأنا إلى صندوق النقد الدولى، وتأثر الاقتصاد وتراجعت أسهم السياحة، ومعظم المستثمرين يستعدون للرحيل، لكن.. للآسف اتسعت دائرة التشكيك والتخوين وانعدام الثقة التى نجح النظام السابق فى إصباغها للشخصية المصرية، وأصبح من يحذر من خطورة أوضاعنا للأسف يوضع فى قفص الاتهام بالالتفاف على الثورة والسعى لتفتيتها، لكن فى النهاية

لا يصح إلا الصحيح، وتبقى المسئولية الوطنية تحتم على كل قلم حر أن يراعى ضميره، ويوضح الحقائق خوفاً على مستقبل البلاد.

بدأت معارك تصفية الحسابات، وأصبحت المصالح الشخصية هى الهدف الذى يشغل الكثيرين، وأصبحت القوى الانتهازية تستغل الظرف الراهن لتحقق أكبر قدر من المكاسب، ولو على حساب الوطن ومصالح أبنائه، ولم نخرج نحن من نظام استبدادى لنواجه نظاما استبداديا جديدا.


نعيش معاً مسلمين وأقباط إخوة وشركاء فى الوطن والتاريخ، تربطنا علاقات قوية وثيقة، غيبت الحكومات السابقة الأقباط ولم تهتم بمطالبهم المشروعة، والآن يقف بعض الانتهازيين ويشعلون نيران الفتن ويحرضون البعض على ألا يتحملوا تعبيرهم عن ضيقهم واستيائهم، ويلعبون على أوتار حساسة، فتنشب المعارك، ونتناسى روح الثورة وننشغل بصراعات داخلية قد تذهب بنا إلى حافة الهاوية.

إن لكل ثورة تأثيرات وتوابع، لكن الخطر أن نظل نرتكن لتلك القاعدة، ونبلور كل شىء ونعلقه عليها كشماعة لكل وضع سيئ، وإن وقوف عجلة الإنتاج والتكاسل عن البناء والتعميرلا يعد بأى حال من الأحوال ضمن توابع أى ثورة فى العالم، وإن ثورتنا العظيمة تستحق أن تحقق أهدافها ومصر أيضاً تستحق من أبنائها أن يضعوها أولا وفوق أى اعتبار.

*وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية