رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماسبيرو تصرخ «عودوا لمصريتكم»

أحداث ومآس تتكرر وأصبحت الساحة المصرية مليئة بالقلق والاضطرابات، وصار مناخ الفتن يشق طريقه إلي النمو والانتشار، وبدأت السفن المحملة بما يدمر قيم هذا الوطن تتحرك سريعاً وكلنا متخوفون من أن تشتعل النيران من جديد.

أحداث ماسبيرو التي شاهدناها جميعاً وأصابتنا بحالة من الغضب والحزن الشديد لما أصاب أهلنا وشبابنا من المصريين، وجعلتنا نعيش أحزاناً وصرخات ودموعاً لابد ألا تمر كغيرها من الأحداث.
هبت العاصفة وتزايدت نار الأسي والحزن التي لم تنطفئ داخل نفوسنا إلي الآن ومازال للجرح أثر، وعلينا أن نضع أنفسنا في مواجهة تساؤل مهم للغاية وهو: هل ننتظر أن تهب عاصفة جديدة أو أن تتكرر نفس السيناريوهات وربما يكون القادم أبشع لنبدأ معالجة القضية والبحث عن حلول وبدائل.
أم أن الحكومات المصرية المتعاقبة اعتادت تلك الجرائم واعتبرتها أحداثاً عادية تأخذ وقتها وحفظت أنشودة جميلة يلقونها علي مسامع الأقباط تهدأ بها المشاعر وتطمئن لها بعض القلوب إلي أن تأخذ الأحداث حدتها وكأن شيئاً لم يكن.
ولعل الحكومة المصرية توافقني الرأي بأنه لابد من تشريعات حاسمة وسريعة تمحو التمييز وترسخ مبدأ العدالة وسيادة القانون وأن الإصلاح يبدأ من القاع إلي القمة وليس من القمة إلي القاع، وأن علينا التركيز علي دور الأسرة والمسجد والكنيسة وتحسين منظومة التعليم، خاصة في مراحله الأولي من أجل تربية النشء علي المحبة والتسامح وحرية العقيدة، وأن الإعلام

عليه أن يلعب دوراً أكبر في تدعيم أواصر التآخي والتآلف وإلقاء الضوء علي أهمية ترابط المجتمع بكل طوائفه إن أردنا لمصرنا التقدم والرخاء.
ولكن إن استمر الحال هكذا واقتصر دورنا فقط علي التهدئة وضبط الجناة ومعاقبتهم دون محرضيهم فلننتظر جرائم أعنف مما حدث وأجيالاً سوف تبدأ حياتها برؤية مشاهد القتل والدماء، وسوف تنمو بذور الفتن وتصبح أشجاراً كثيفة ذات جذور قوية وعميقة تتغلغل في أرض مصر وتحتاج من آن لآخر أن نرويها بمزيد من الدماء.
لا خوف علي مصر من انفلات أمني أو مطالب فئوية أو فوضي مدبرة، فهذا وغيره تمكن السيطرة عليه والخروج منه ولو استغرق سنوات، لكن الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يخرب مصر هو اللعب علي الوتر الطائفي والصراع ما بين المسلمين والمسيحيين، ووقتها لن تفلح في السيطرة حكومات ولا جيوش ولا رؤساء، وسوف نعود حتماً إلي الخلف إن رضي بنا الخلف.
[email protected]