رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد أبوسويلم بطل فيلم الأرض «وفدى» حذفته أصابع الرقابة

هذا هو الوفد برؤية كاتب وروائى كبير فى حجم الشرقاوى، الكل مازال يتذكر محمد أبوسويلم تلك الشخصية التى جسدها العملاق المرحوم محمود المليجى فى رواية الأرض للكاتب الكبير المرحوم عبدالرحمن الشرقاوى فى أذهان من شاهد الفيلم الرائع أن الأحداث وصفت بزمن غير الزمن الذى تناولته الرواية الرائعة «الأرض» فمن قرأ الرواية استمتع على ما بها من أحداث فى الوقت الذى لم يتطرق الفيلم إلى الجانب السياسى الذى أبرزه الشرقاوى بالرواية الذى تلخص فى أن وراء تعذيب محمد أبوسويلم ودياب وغيرهم وتخريب أرضهم هو كونهم من مؤيدى الوفد فكان جزاؤهم ما حدث.

لقد شعر عبدالهادى وهو فى السجن بأن الوفديين أقوى من الحكومة فى مصر. وقال: إن يسجن كل الذين فى عداوتهم لخطب الشعب لأنها تعرف أنهم سيسألون الوزارة أثناء زيارتهم عن الدستور الذى ضاع وعن الانتخابات الزائفة ظل عبدالهادى ومحمد أبوسويلم ودياب يسمعون الأحاديث فى الحجرات المجاورة وقال المأمور: إن أصحاب المعالى وزراء حزب الشعب يشرفون المدينة فى الساعة العاشرة تماما والجريدة الناطقة بلسان الشعب.
وقال المأمور ثم استمر يشرح بنفس الهدوء نظام استقبال الوزراء ويعلن مكان الفلاحين فهذا الاستقبال بعد ساعة سيخرجون تحت الحراسة ويوزعون على أرصفة الشارع فى طريق موكب الوزراء إلى قصر الباشا من محطة السكة الحديد إلى نهاية المدينة وحضره ملاحظ البوليس ولديه أوامر بأن يعطيهم الإشارة بيده وآن ذاك قاطعه رجل يسأل ببساطة نقول إيه تحيا مصر ولا يحيا العدل ولا يحيا الوطن.
وفى نفس الهدوء أشار المأمور إليه وأكد له أنه أيضا سيربط مع الثلاثة الآخرين فى إسطبل الخيل طوال النهار وعاد ليكمل بهدوء فقال الفلاحون أن عليهم أن يهتفوا معا يعيش جلالة الملك المعظم.. يحيا حزب الشعب.. يحيا صدقى.
يجب أن يكرروا هتافهم «يحيا صدقى» وعليهم أن يقولوا هذا الهتاف بنغم.
وبدأ المأمور يلقى هتاف «يحيا صدقى» بنغم متناغم راقص وهو يصفق بيده على النغم وابتسم رجلان وحاولا إخفاء الضحك فرآهما المأمور وارتفع صوته وهو ينهمر عليهما بالشتائم والصفعات وأمر الجنود أن يضربوهما ويواصل المأمور كلامه ياللا معايا ع الواحدة: يحيا صدقى يحيا صدقى وترددت أصوات الفلاحين متكاملة بلا نغم فليحيا الملك يعيش حزب الشعب يعيش صدقى وأقسم المأمور أنه لو ضبط واحداً فيهم يهتف بلا سرور أو متلبسا بالكسل فمصيبته سوداء وليلة بلده كلها طين. على النغمة يا غنم انتم زمان منتوا بتقولوا إيه أيام الهوجة؟ مش بتقولوا يحيا سعد لما النغمة نغمة يحيا سعد!! وفى الانتخابات بتتنيلوا تقولوا إيه: يحيا الوفد مش كده أهى يحيا صدقى.
تماماً على نغمة يحيا الوفد قلوها على نغمة يحيا الوفد.
ويواصل عبدالرحمن الشرقاوى سرد تحضير الزيارة ورشقت أسطح البيوت بنساء كثيرات ولوح المأمور من على حصانه الأبيض: زغرتى يا مرة منك لها، وصاح المأمور وهو يترقب الهتاف: علوا أصواتكم شوية بحماس شوية كده هزوا أيدكوا واترقصوا

علامة الابتهاج يا غنم اترقصوا واهتفولى ع الوحدة.
وقطع الموكب نصف الطريق بين أرصفة زاخرة وهنا وهناك رجل يهتف يحيا صدقى، وفجأة على نفس النغمة استرد الواقفون كلمات النغم أصل النغم التى تضطرم فى الصدور وانفجرت فى كل مكان.
تحيا مصر تحيا مصر يحيا الوفد وزاد الناس التصاقا ببعضهم فزادهم التصاقا وإحساسا بالقوة وغمرهم شعور بالكبرياء والامتياز والظفر.
المأمور يلطم خديه
واضطرب المأمور وروع على ظهر حصانه أكثر مما روع ضرب الشعب داخل العربات وأمر المأمور أن يضربوا الناس ووقف يلطم خديه وهو يميل بجزعه قائلا بنغم جنائزى على دمع صرخات النساء كالنادبات مارحنا فى داهية كلنا أحيه علينا كلنا.... أحيه علينا!!
وظل عبدالهادى يروى القصة كل يوم لأهله ويذكر محمد أو سويلم وحالة المأمور عندما أطلقت عليه هتافات الرجال فوقف يلطم زى النسوان.
وتتواصل الرواية فالتفت إليه الشيخ حسونه ويقصد إلى محمد أفندى يرمى القطن ولا يرمى وإيه الفايدة مدام بالتراب؟ مافيش فايدة سعد باشا قال مافيش فايدة، وسكت قليلا قبل أن يكمل شوف اطرد الإنجليز واطرد حزب الشعب كمان ورجع الدستور والقطن يبقى غالى ولا أنت لسة مش فاهم يا محمد افندى.
وتألقت عينا محمد أبوسويلم وتذكر منظر الوزراء داخل العربات والمدير يهرول إلى الحكمدار ليشتمه هو والمأمور بينما الرجال على جانبى الطريق يموجون ويرقصون فى نغم تحيا مصر.. يحيا الوفد.
أبوسويلم وذكريات ثورة 1919 فقد أحسن مقاومتهم فى ثورة 1919 والتعذيب فى السجن علمه كيف يبصق فى وجه المأمور وعلمه كل هذا كيف يهتف تحيا مصر فى وجه وزراء حزب الشعب.
وبعد أن انفجر محمد أبوسويلم طب ياما حايشوفوا ولا إحنا اقل من ابهاتنا اللى بهدلوهم أيام عرابى وإحنا هو احنا بتوع سنة 1919 والقرية كلها تهتف يحيا العدل، والفلاحون يرددون يا إنجليزى يا حرامى أصولى خدت شعيرى وقمحى وفولى الله حى سعد جاى... نخ يا عدلى واركب يا سعد.
قراءة: محمد المسيرى