عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسيوط.. مشانق الشهداء وطائرات الموت

بوابة الوفد الإلكترونية

في أسيوط صحا سكان الكهوف والمغارات، من اللصوص واللحادين والمجانين والمتوحشين،

كانوا ينامون تحت الجبل الغربى فوق مدينة الموتى، واعتادوا أن ينتفض مرحوم أو ينادى عفريت،لكنهم صحواعلى الأحواش المكتظة بالهياكل والأكفان والنمل والعظام والخفافيش، تعج بالبشر والصراخ والبغال والحمير وأسيوط من بعيد تحترق كتلة من اللهب.

والناس كالجراد المغطى بالتراب، يزحفون على الأرض،زرافات ووحدانا،ومشاة وركبانا، صوب المقابر،هربا من انتقام الانجليز.

( كان مستر بوب مفتش السجون البريطانى بداخل القطار القادم من الأقصر للقاهرة، يتخفى تحت ملاءة نسوان لف سوداء،بعد أن هاجم الثوار القطار عند أسيوط،وكان معه الميجر جارفى والملازم ويلى،عسكرى المراسلة قال للثوار: إن امرأته حامل وتلتحف بهذا الغطاء»جندى المراسلة الفقير لا ينقل حٌرمة فى قطار فاخر وبالدرجة الأولى «نزعوا الملاءة، ووجدوا تحتها مستر بوب، وذبحوهم جميعا).

بعدها تابع الناس، من فوق الجبل صوت الانفجارات فى المدينة من بعيد واجتاحت شوارعها الخالية،عصابات العربان والمطاريد،وأفرغت محتويات دكاكينها، ووكالاتها وبيوت أثريائها.

 توقعت المدينة شنق بعض الأشقياء، لكن بعد تلك الأحداث، على أبواب السجن العمومى،شرق ترعة الإبراهيمية، اصطفت فرقة من العسكر لإعدام  المأمور رميا بالرصاص.

فى ثورة 1919 امتدت الثورة لكل مكان وحاصر الأهالي قوات الانجليز داخل مقر مدرسة أسيوط الثانوية (مقر الجامعة القديمة الآن) وضربت بريطانيا أسيوط بطائرتين برمائيتين حملتا ثلاثة مدافع لإجبار السكان على إخلاء البيوت وشاهدت المدينة لأول مرة الطائرات و قصف المدافع والقنابل وأجبر الأهالى على النزوح إلى المقابر وأشعل الثوار النار فى الشونة العمومية وارتفعت ألسنة اللهب من كل المدينة.

أما الشهيد محمد كامل مأمور قسم بندر أسيوط فقد تعاطف مع الثوار وبعد أن حاصرت الجموع  قسم البوليس فى ثورة 1919 احتجاجا على إطلاق النار على الأهالى من الجنود الهنود السيخ الذين استعانت بهم بريطانيا

لإخماد الثورة فتح أبواب القسم وأمر بتوزيع السلاح  على السكان وقاد الثوار.

أعدمت بريطانيا واحدا وخمسين من ثوار 1919 فى أسيوط وامتدت المشانق من المدينة إلى دير مواس شمالا وكان على رأس المعدمين محمد كامل مأمور البندر، وأعدم رميا بالرصاص فى سجن أسيوط العمومى.

سمعت في أسيوط قصصا عن فراش عجيب قاد ثورة 1919، لكن العم مشرف أبو حشيش مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط (90 عاما) قال: بشأن الفراش الذى قاد ثورة 1919 لا يوجد أحد بهذا الاسم  فى السجلات، كما أن مديرية التربية والتعليم لم تكن نشأت بعد، وإن ظل يتردد بين العامة أن  هناك جمعية تأسست قبل ثورة 1919 بأسيوط كان يطلق عليها «وثبة الأسد المصرى» رئيسها فراش بمجلس مديرية التربية والتعليم يسمى: «حافظ أفندى» يجيد التكلم بخمس لغات ولديه سكرتير خاص وكان لهذه الجمعية فروع، وبالبحث تبين أن كل هذا أكاذيب، الثورة بدأت من سراى بسيونى باشا بشارع رياض، وكان وقتها وزيرا أسبق للأوقاف ولم يبق من آثار هذا الرجل سوى مسجد البسيونى القائم حتى الآن، وأعتقد أن نجل بسيوني باشا كان سفيرنا في جزر الكناري.