رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سراج الدين الحاكم النزيه..والمعارض الصلب

فؤاد سراج الدين
فؤاد سراج الدين

إذا حاولت معرفة شخصية فؤاد سراج الدين‮ - ‬المولود عام‮ 0191 والذى ذكراه اليوم 9 أغسطس ،عليك أن تقرأ حكاية تؤكد لك أن الرجل كان‮ ‬ يقوم بتشغيل عقله لصالح مصر والوفد‮.. ‬لم تكن لديه هموم أخرى .‮..

ولم ينظر لمكاسب سياسية لصالح حزبه على حساب الوطن،فقد كانت المبادئ هى المحرك،وكان الوطن هو الأساس،فظل تراث فؤاد سراج الدين محركاً للوفد بعد رحيله،وظل الوفديون متمسكين بميادىء الحزب ،والتى رسخها فؤاد سراج الدين بعد إعادته للوفد عام  7791.
الحكاية التى اريدكم تذكرها هى باختصار أن المحيطين بالملك الشاب فاروق الأول قرروا التخلص من كل معارضي والده الملك الراحل فؤاد الأول وإسقاطهم في الانتخابات البرلمانية عام‮ ‬1938‮ ‬وأصدر علي ماهر باشا رئيس الوزراء أوامره بإسقاط مصطفي النحاس باشا زعيم الأمة ورئيس الوفد في مسقط رأسه بدائرة سمنود بمديرية الغربية‮.. ‬المعلومة وصلت النحاس الذي شعر بأن هناك مخططا لإهانة الوفد في شخصه‮.. ‬وسأل معاونيه ماذا نفعل؟كان الرأي الغالب أن الحكومة سوف تفعل ماتريد‮.. ‬وبلاشك سوف تتمكن من تحقيق الهدف لأنها تملك كل شيء‮.. ‬المال والسلطة والملك‮! ‬لكن الشاب الذي انضم للوفد حديثاً‮ ‬فؤاد سراج الدين ظهر في المعادلة وقال لهم‮: ‬عندي حل‮! ‬قال له النحاس‮: ‬قول‮ ‬يا فؤاد ساكت ليه؟ فرد سراج الدين‮: ‬بص‮ ‬يا باشا‮.. ‬أنت هتتقدم بشكل طبيعي في دائرتك التي‮ ‬ينتظرك فيها الجميع وكل أنظار الحكومة سوف تتجه إلي سمنود،‮ ‬لكننا سندير المعركة في دائرة أخري‮! ‬قال له النحاس‮: ‬إزاي‮ ‬يا فؤاد؟ فرد عليه سراج الدين‮: ‬ياباشا إحنا هنتقدم بطلب ترشيح باسمك في دائرة الزعفران وهي بعيدة عن الأنظار وكل من فيها رجالي وأحبابي كما أنني أمتلك فيها أراضي كبيرة وعزباً‮ ‬وأطياناً،‮ ‬ثم إنها كلها وفديون،‮ ‬وسوف نقوم بإقناع الجميع هناك بعدم الترشح في هذه الدائرة لأسباب سوف نعلنها فيما بعد،‮ ‬وطبعاً‮ ‬لن‮ ‬يكون هناك مرشح‮ ‬غيرك،‮ ‬وسوف تفوز بالتزكية‮! ‬واقتنع النحاس باشا بالفكرة وبدأ سراج الدين في تنفيذها وتقدم بأوراق ترشيح النحاس في سمنود في وقت مبكر،‮ ‬وتقدم بأوراق الترشيح لدائرة الزعفران قبل موعد‮ ‬غلق أوراق الترشيح بخمس دقائق فقط‮ .. ‬وتأكد سراج الدين ـ بنفسه‮ - ‬من إغلاق باب الخزينة الخاصة باستلام الطلبات وتسديد الرسوم‮ ‬دون أن‮ ‬يتقدم أي منافس للنحاس في هذه الدائرة النائية‮! ‬نجحت فكرة سراج الدين العبقرية للتحايل علي رغبة القصر في إسقاط النحاس زعيم الأمة‮..‬فلم‮ ‬يعد لهم حجة لأن الرجل سيفوز بالتزكية‮.. ‬ولكن رجال الملك كان لهم رأي آخر‮..‬فقد وصل الخبر إلي القصر بعد نصف ساعة‮..‬فصدرت الأوامر من فريد أبوشادي،‮ ‬مدير مديرية الغربية وقتها،‮ ‬بفتح الخزينة ـ بعد الموعد القانوني‮ -‬وإحضار أي شخص من الدائرة لتقديم أوراق ترشيح له ودفع مبلغ‮ ‬التأمين فورا وفعلاً‮ ‬تمكنوا من إقناع شخص اسمه محمد سعيد،‮ ‬بالترشح وتم تزوير الانتخابات علانية وببجاحة بدلاً‮ ‬من التزويرالمستتر‮.. ‬وتم إسقاط النحاس في الدائرتين ومعه كل زعماء الوفد والمعارضة في مصر‮.. ‬حتي إن كبار رجال الوفد الذين كانوا‮ ‬ينجحون في كل انتخابات بالتزكية مثل مكرم عبيد في قنا وعبدالفتاح الطويل في الإسكندرية وأمين الوكيل في دمنهور تم الإعلان عن سقوطهم بنتائج مزرية،‮ ‬فقد كان التزوير بشعاً‮ ‬وبلا خجل‮ ..‬وقد تكشفت مؤامرة التزوير بعد فضيحة الزعفران بسبب فكرة فؤاد سراج الدين العبقرية التي جعلت شخصاً‮ ‬لا‮ ‬يعرفه أهل بلده‮ ‬يفوز علي النحاس باشا زعيم الأمة‮!!‬
ماكان‮ ‬يواجهه فؤاد سراج الدين مع الوفد قبل‮ ‬1952‮ ‬لايمثل شيئاً‮ ‬فيما واجهه الرجل بعد ذلك‮..‬لقد قاوم الاستبداد والطغيان والتشريد والمحاكمة والاعتقال لسنوات طويلة كانت كفيلة بالقضاء عليه وعلي الوفد ولكنه وقف صامداًمناضلاً‮ ‬ليس له سوي هدف واحد هو العودة بالوفد إلي الحياة‮..‬كانت بداية متاعب الرجل هي محكمة الثورة التي استهدفت سمعته وتاريخه‮ ‬،‮ ‬لكنها فشلت في إدانته‮ ‬،‮ ‬ليخرج منها كما دخلها‮ ‬،‮ ‬السياسي النزيه،‮ ‬الذي تولي المناصب الكبري في حزب الأغلبية،‮ ‬وفي الحكومة،‮ ‬لكنه لم‮ ‬يتربح من العمل العام،‮ ‬فخرج من جلسات المحاكمة أقوي مماكان عليه‮ ‬،‮ ‬واقفاً‮ ‬،‮ ‬شامخاً‮ ‬،رافعاً‮ ‬رأسه وسط الناس‮..‬لكن ضباط‮ ‬يوليو كان لهم رأي آخر فاعتقلوه في الستينيات،وصادروا أمواله وأراضيه وأرصدته قبلها،‮ ‬حتي‮ ‬ينشغل بلقمة العيش ولا‮ ‬يفكر فيهم،‮ ‬ويترك السياسة لمن هم ليسوا أهلها‮..‬وقد نجحوا في شغله بالبحث عن مصدر رزق بعد أن صادروا أمواله‮..‬لكنهم فشلوا في منعه من التفكير في مصر والوفد‮! ‬صحيح اضطر سراج الدين للعمل كخبير تحف ومجوهرات كي‮ ‬يكسب رزقه‮.. ‬وكان هذا العمل‮ ‬يأخذ منه وقتاً‮ ‬طويلاً‮.. ‬لكنه لم‮ ‬يتوقف عن الاتصال بالوفديين الذين‮ ‬يعرفهم شخصياً‮ ‬من الإسكندرية إلي اسوان‮..‬كان‮ ‬يفعل كل ليلة شيئاً‮ ‬غريباً‮ ‬جدا‮.. ‬كان‮ ‬يمسك بدفتر مسجل به أرقام تليفونات الوفديين وأولادهم‮.. ‬وكان‮ ‬يجري كل‮ ‬يوم اتصالاً‮ ‬منظماً‮ ‬ببعضهم‮.. ‬وكان الرجل‮ ‬يعرف أن تليفونه مراقب‮.. ‬فكان‮ ‬يفعل شيئاً‮ ‬واحداً‮ ‬خلال المكالمة،‮ ‬هو السؤال عن الصحة‮.. ‬وكانت الجملة الثانية‮ « ‬إزاي الأولاد»لم‮ ‬يكن‮ ‬يحدثهم عن الوفد ولا العسكر ولا الزمن‮» ‬الزفت‮» ‬الذي عاشوه‮.. ‬وكان‮ ‬يحتفظ بعناوين كل الوفديين‮ ‬يرسل لهم‮ «‬كروت»تهاني في الأعياد وعزاءات عند المصائب‮.. ‬ظل الرجل‮ ‬يقوم‮ ‬يومياً‮ ‬بتنفيذ هذا العمل المجهد جداً‮ ‬25‮ ‬عاماً‮ ‬متصلة‮..‬منذ حركة العسكر سنة‮ ‬1952‮ ‬وحتي أعلن سراج الدين عودة الوفد للحياة السياسية في‮ ‬23‮ ‬أغسطس عام‮ ‬1977‬لم‮ ‬يكن الرجل‮ ‬يملك وسيلة أخري للحفاظ علي تماسك العلاقات بالوفديين سوي هذه الطريقة التي تحتاج إلي صبر أيوب‮ .. ‬وقد فعلها وأعاد الوفد بمعجزة‮.. ‬فقد اتصل بكل الوفديين الذين كان علي تواصل معهم كل هذه المدة وقال لهم‮: «‬حي علي الجهاد‮» ‬فقالوا له‮: « ‬يحيا الوفد‮».‬
يحكي أن الرئيس الراحل أنور السادات انزعج جداً‮ ‬من إعلان فؤاد سراج الدين إعادة الحزب إلي الحياة‮ ‬،‮ ‬فاستدعي ممدوح سالم رئيس وزرائه وقتها ووزير الداخلية الأسبق‮ ‬،‮ ‬وسأله‮ : ‬إيه رأيك في حكاية إعادة سراج الدين للوفد؟ فرد عليه ممدوح سالم‮: ‬اللي بيموت مابيرجعش‮ ‬ياريس‮..‬فقال السادات‮: ‬بس فؤاد سراج الدين مش سهل‮ ‬يا ممدوح‮.. ‬فرد عليه سالم‮ : ‬ماتقلقش‮ ‬ياريس‮ . ‬فقال السادات‮: ‬لا ‬يا ممدوح أنا قلقان علشان كده لازم نمنع الحزب ده من الخروج ونهتم بتنفيذ المرسوم الخاص بعدم جواز عودة الأحزاب اللي كانت موجودة قبل‮ ‬1952‮ ‬وبكده نمنع الحكاية دي خالص‮. ‬وفعلاً‮ ‬ذهب إبراهيم باشا فرج سكرتير عام الوفد وقتها إلي لجنة شئون الأحزاب لمعرفة سبب رفض تكوين الحزب فقالوا له‮ :»‬أنتم من الأحزاب القديمة التي لا‮ ‬يجوز عودتها‮.. ‬شوفوا لكم اسم تاني‮» ‬فاتصل إبراهيم فرج بفؤاد سراج الدين ليخبره بسبب رفض اللجنة للحزب فرد عليه فؤاد سراج الدين‮: ‬بسيطة‮.. ‬قل لهم عندنا اسم تاني‮.. ‬فانزعج إبراهيم فرج وقال له‮: ‬إزاي‮ ‬يا باشا؟ إحنا لايمكن نتنازل عن اسم الوفد‮.. ‬فقال له سراج الدين‮: ‬يا إبراهيم باشا‮.. ‬اصبر علي.. ‬الاسم التاني هو‮ «‬الوفد الجديد‮»!! ‬وفعلاً‮ ‬كان مخرجاً‮ ‬عبقرياً‮ ‬للحفاظ علي اسم الوفد الذي أراد السادات محوه من الوجود‮.. ‬وفي الواقع كان السادات‮ ‬يكره فؤاد سراج

الدين شخصياً‮ ‬وكان‮ ‬يعتبره خطراً‮ ‬متحركاً‮ ‬لا‮ ‬يجوز تركه‮ ‬يعمل في هدوء لأنه معارض من النوع الشرس الذي لا‮ ‬يلين ولا‮ ‬يخضع للحاكم‮.. ‬ولذلك قرر سراج الدين وقيادات الوفد حل الحزب احتجاجاً‮ ‬علي السياسة القمعية للسادات وقتها فكان القرار مدوياً‮ ‬ومؤلماً‮ ‬للسادات الذي كان‮ ‬يتباهي أمام الغرب بالتعددية السياسية الموجودة عنده ولذلك اعتبر قرار حل الوفد ضربة موجعة من فؤاد سراج الدين‮.. ‬لذلك قال عنه في خطاب تلفزيوني عام ‮ ‬1981 ‬بتاريخ‮ ‬12 مايو‮ ‬1981‮ ‬يعني‮ ‬السنة دي‮.. ‬شهر مايو السنة دي‮.. ‬اجتمع فؤاد سراج الدين مع بعض أعضاء حزب الوفد المنحل‮.. ‬وفيما‮ ‬يلي‮ ‬أهم ما دار خلال هذا اللقاء‮.. ‬هذا الكلام مسجل تسجيلاً‮ ‬قانونياً‮.. ‬شوفوا بقي الخيال‮.. ‬شوفوا الخيال‮.. ‬أصر الحاضرون علي إعادة حزب الوفد لما له من شعبية مؤثرة والإعلان عنه في‮ ‬الوقت المناسب‮.. ‬شعبية مؤثرة تماماً‮.. ‬زي‮ ‬لويس السادس عشر‮.. ‬في‮ ‬فرنسا ما له شعبية مؤثرة النهاردة‮.. ‬ورئيس جمهورية الانفصال في‮ ‬الجنوب الأمريكي‮.. ‬زي‮ ‬ما له شعبية‮.. ‬بايع الحاضرون السيد فؤاد سراج الدين باعتبارهم الجنود المخلصين الأوفياء وعاهدوه علي الاستمرار في‮ ‬الجهاد‮.. ‬وناقشوا الوضع القانوني‮ ‬لإعادة حزب الوفد‮... ‬أنا بأقول لشعبي‮ ‬الآن‮.. ‬أنا قلت بالاسم لأول وآخر مرة‮.. ‬هذا الإنسان وبسيادة القانون لن أرحمه أبداً‮.. ‬لأنه ده لويس السادس عشر‮.. ‬لما أرجعه لازم أرجع أجيب الملك ولازم أجيب الباشوات‮.. ‬ولازم أجيب كل بتوع زمان‮.. ‬وبعدين لازم‮ ‬يفهم ويحمد ربنا ألف حمد أن الثورة قامت زي‮ ‬الثورة الفرنسية وما طيرتش رقبته‮.. ‬ولو اتفقنا علي تطبيق الديكتاتورية كما كان رأي‮ ‬سبعة وأنا منهم،‮ ‬لكانت رقبة فؤاد سراج الدين أول رقبة‮ ‬،‮ ‬بس إحنا شعب طيب‮.. ‬بعد‮ ‬29‮ ‬سنة متسامحين وطنيين‮.‬
كلام السادات لم‮ ‬يؤثر علي طريق فؤاد سراج الدين،‮ ‬فقد اتخذ الرجل قراره بالاستمرار في إعادة الوفد رغم اعتقاله في سبتمبر‮ ‬81‮ ‬ورغم كل التنكيل الذي تعرض له الوفديون‮.‬
وبمعركة قانونية‮ .. ‬أعاد سراج الدين الوفد للحياة السياسية للمرة الثالثة سنة‮ ‬1984‮ ‬ليخوض انتخابات مجلس الشعب بعد معركة واجه فيها رئيس الجمهورية شخصياً‮.. ‬فقد كانت الانتخابات بالقائمة النسبية وكان ضمن قوائم الوفد بدائرة مصر الجديدة بالقاهرة اسم شخص أثار جدلاً‮ ‬هو المهندس سامي مبارك الشقيق الأصغر للرئيس السابق حسني مبارك‮ .. ‬وقد أصيب الرئيس بانزعاج شديد نتيجة انضمام شقيقه لقوائم أكبر حزب معارض لنظام حكمه‮..‬فحاول أن‮ ‬يلغي اسمه من قوائم الوفد بالود من خلال الاتصال مع فؤاد سراج الدين الذي فوجئ بأحد قيادات الحزب‮ ‬يدخل عليه اجتماع الهيئة العليا وقال له‮: »‬استدعوني‮ ‬في‮ ‬رئاسة الجمهورية وجلست مع الدكتور أسامة الباز ومعي‮ ‬رسالة لك من الرئيس‮.. ‬وأريدك علي انفراد لأقولها لك‮ ..‬فطلب منه فؤاد باشا أن‮ ‬يذكر الرسالة أمام اجتماع الهيئة العليا؟ فقال له إن الرئيس مبارك‮ ‬يرجوك ألا تضع شقيقه‮ «‬سامي‮»‬ضمن قوائم الوفد لأن هذا سيسبب حرجا كبيرا له في‮ ‬الشارع‮.. ‬فرد فؤاد سراج الدين‮ :‬لما‮ ‬يكون حسني‮ ‬مبارك رئيس الوفد‮ ‬يبقي‮ ‬يشيل ويحط‮!!‬ومادام فؤاد سراج الدين رئيس الوفد فأنا الذي‮ ‬أقرر من‮ ‬يبقي في‮ ‬قائمة الوفد ومن خارجها‮!« ‬طبعاً‮ ‬كلام فؤاد سراج الدين كان منقولاً‮ ‬علي الهواء عبر أجهزة التنصت‮.. ‬ودفع الوفد ثمنه‮ ‬غالياً‮ ..‬فقد كان‮ ‬يتم تحريض بعض مرشحي الوفد حيناً‮ ‬وتهديد البعض الآخر حيناً‮ ‬للانسحاب من الانتخابات لضرب القائمة التي تضم سامي مبارك‮.. ‬فيعود سراج الدين لبدء ترتيب القائمة من جديد دون أن‮ ‬يتراجع خطوة واحدة‮.. ‬وكان‮ ‬يمكن للرجل أن‮ ‬يدخل في صفقة تمنحه عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من المقاعد مقابل طرد شقيق الرئيس من قوائمه‮ ..‬لكنه أصر علي المبدأ،‮ ‬واستمر في المعركة التي منحت الوفد‮ ‬60‮ ‬مقعداً‮ ‬رغم التزوير‮.. ‬فقد كانت تعليمات مبارك الي‮ ‬وزير داخليته حسن أبو باشا أن‮ ‬يدفع الوفد الثمن وأن شقيقه‮ ‬يجب أن‮ ‬يسقط في‮ ‬الانتخابات‮.‬
قال حسن ابو باشا‮: ‬أنا لا استطيع ان أتدخل في‮ ‬دائرة شقيق سيادتكم،‮ ‬لو تدخلت سيقولون إنني‮ ‬أتدخل باسم سيادتك‮.‬
قال مبارك‮: ‬اعملوا أي‮ ‬حاجة لا‮ ‬يجب ان‮ ‬يظهر سامي‮ ‬مبارك في‮ ‬البرلمان‮.‬
ويبدو أن حسن أبوباشا لم‮ ‬ينفذ تعليمات الرئيس وظهر سامي‮ ‬مبارك في‮ ‬البرلمان وتعمد ألا‮ ‬يقف عند ظهور رئيس الجمهورية‮.‬
ودفع حسن أبو باشا الثمن‮.. ‬خرج من الوزارة‮.‬
الكلام عن فؤاد سراج الدين‮،الذى كان يسميه الوفديون «سراج الأمة» ‬يستحق صفحات أكبر‮ .. ‬ووقتاً‮ ‬أطول‮..‬وزمناً‮ ‬يتناسب مع حجمه السياسي الكبير الذي جعله في هذه المكانة الرفيعة التي لا تتكرر كثيراً‮ ..‬تحية إلى ذكرى رجل عاش فى زمن الحكم والسلطة ولم يتغير.. وجرب طعم الظلم والتنكيل فى مكان المعارض الشريف‮.. ‬وواجه الاستبداد بلا هوادة من أجل وطن‮ ‬يستحق الحرية‮.‬