عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"البدوى":"السيسى" مرشح القوى المدنية فى مصر

د. السيد البدوي رئيس
د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد

أكد الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس حزب "الوفد" أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، سيكون مرشح القوى المدنية كافة، إذا ما قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ورأى البدوى أن السيسى يملك ميزة لا يملكها أى ممن قد يترشحون وهى أن المصريين "سيقبلون منه ما قد لا يقبلون من أى حاكم أخر"، ولكنه حذر فى الوقت نفسه من اعتبار أن الرجل يملك عصا سحرية لحل المشاكل.

وقال فى مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية بمقر حزب الوفد "إنه يفضل تعديل خارطة الطريق والتبكير بإجراء الانتخابات الرئاسية.

واعتبر البدوى أن السيسى بما يملكه من شعبية جارفة بين المصريين يملك ميزة كبرى، وهى أن الشعب سيقبل منه ما قد لا يقبله من أى حاكم آخر.. فلو ترشح وتولى المسئولية وتأخر الإصلاح المستقبلى قليلًا سيصبر الشعب ويقبل بذلك، ولو طالب السيسى الشعب بشد الأحزمة على البطون كما فعل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر فسيلتزم الشعب أيضًا.

وأبدى البدوى تفهمه لتعلق الناس بالسيسى واعتباره البطل المنقذ وتعليق الآمال عليه فى تحقيق الأمن والاستقرار، ولكنه انتقد فى الوقت نفسه "فكرة إلقاء مسئولية الإصلاح المستقبلى بشكل كلى على عاتق قرار السيسى بالترشح للرئاسة أو على عاتق السيسى إذا صار رئيسًا".

وأوضح أن الرئيس القادم، طبقًا لمشروع الدستور المعدل، سيكون محدود الصلاحيات وأغلب الملفات الداخلية التى تتعلق بالمواطن ستكون فى يد الحكومة، وبالتالى فإن المصريين سيظلمون أنفسهم ويظلمون السيسى إذا ما تصوروا أن الرجل يملك عصا سحرية لحل المشاكل كافة".

فرص صباحى

وحول ما تردد عن عزم زعيم التيار الشعبى حمدين صباحى الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال البدوى: "أنا على يقين بأن صباحى لن يقدم على مواجهة السيسى إذا ما قرر الأخير خوض الانتخابات، حتى لا تتفتت الأصوات المدنية.. ولكن فى حال عدم ترشحه، سيكون على القوى المدنية أن تجمع على مرشح مدنى واحد".

أما فيما يتعلق بالتعاطى مع "جماعة الإخوان المسلمين" ورؤيته لمستقبلها بعد إعلانها من قبل الحكومة "تنظيمًا إرهابيًا" ومدى إمكانية التصالح معها، قال البدوى: "لم أكن أتوقع من الجماعة وقياداتها أن يفقدوا رشدهم السياسى وأن يسعوا بكل هذه القوة والسرعة لوضع نهاية تنظيمهم".

وتابع "البدوى" أن العنف الذى يشهده الشارع والذى تواجه الجماعة اتهامات بالوقوف وراءه "أعاد لذاكرة المصريين تاريخ الإخوان وجهازهم السرى وما تم على يديه من اغتيالات قبل ثورة 1952، والتى كان الشعب المصرى قد تسامح فيها".

وأكد أنه "فى اللحظة الراهنة وبعد حوادث العنف الأخيرة، لا يجرؤ أى سياسى مصرى، مهما بلغ من القوة والشعبية، بما فى ذلك الفريق السيسى ذاته، بأن يدعو للحوار مع الإخوان لأنه يعلم أن الشعب لن يقبل بذلك".

وقال "الجماعة سلكت طريق اللاعودة بإصرارها على شروط تجاوزها الزمن كعودة )الرئيس المعزول محمد) مرسى للحكم، واختارت بذلك طريق الصدام"، لافتًا إلى أن "مصر خاضت معركة طويلة ضد الإرهاب عقب اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات واستطاعت نهاية الأمر الانتصار عليه، ولذلك أقول "إن الجماعة خسرت ولا تزال تهرول نحو المزيد من الخسارة".
وكشف البدوى عن جهود كبيرة بذلت، وكان هو أحد المشاركين فيها، لنصح الإخوان بفض اعتصام رابعة سلميًا إلى جانب جهود أخرى بذلت على "مستوى رسمى عال" حسب وصفه لذات الهدف، إلا أن "الإخوان أصروا على الصدام وإظهار أنفسهم كضحايا".

وحمل البدوى قيادات الجماعة "مسئولية كل الدماء التى سالت خلال فض اعتصام رابعة منتصف أغسطس الماضى، خاصة دماء شباب التنظيم الذين استخدموا كدروع بشرية لمسلحى الجماعة خلال إطلاقهم الرصاص صوب قوات الجيش والشرطة".

واعتبر البدوى أن "قيادات الجماعة هم الصناع الحقيقيون لثورة 30 يونيو بسوء تصرفهم وإدارتهم للبلاد خلال عام كامل" ، وأضاف "لقد أداروا دولة كبيرة وعريقة على أنها جماعة، وهو ما أغضب المصريين ودفعهم للثورة".
ورأى البدوى أن "أبرز مساوئ الحقبة الإخوانية كان العبث بمفهوم وقيمة وأهمية الأمن القومى المصرى"، وأوضح "لقد اخترقت سيناء من قبل القاعدة ومثيلاتها من الجماعات المتطرفة فضلًا عن توطين ما يقرب من خمسة آلاف جهادى تكفيرى كان مرسى يعتمد عليهم ليكونوا جيش مصر الحر (على غرار سوريا) الذى سيدعمه أمام أى معارض لحكمه"،
واستبعد البدوى عودة الإخوان لصدارة المشهد السياسى قبل ثلاثين عامًا على الأقل، مشددًا على أن هذا "لن يحدث قبل مراجعتهم لأفكارهم وتقديم اعتذار للشعب المصرى والتعايش معه".
وتوقع البدوى أن يخوض الإخوان الانتخابات البرلمانية المقبلة "عبر الدفع بوجوه إخوانية جديدة لا يعلم أحد بحقيقة انتمائها للتنظيم أو عبر الاستعانة ببعض الوجوه المعروفة فى دوائرهم عبر دعمهم ماليًا وإعلاميًا ليكونوا ممثلين عن الجماعة فى البرلمان".

تراجع شعبية الإسلام السياسى

كما توقع البدوى أن يحصل

تيار الإسلام السياسى على اختلاف تياراته على نسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30% من مقاعد البرلمان المقبل، يكون نصيب الإخوان منها ما بين 7 إلى 10 % .

وقال "إن الاستطلاع الذى أجراه مركز "بصيرة" أخيرًا حول شعبية الأحزاب السياسية، جاء فيه حزب "الوفد" فى المركز الأول وبعده حزب النور السلفى ثم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، دليل على أن الأحزاب الإسلامية لا تزال موجودة بالشارع".

وحول مستقبل جبهة الإنقاذ ، التى تشكلت فى ظل حكم مرسى وضمت تقريبًا جميع الأحزاب الليبرالية المعارضة لحكمه، قال البدوى إن "الجبهة سينتهى دورها السياسى عقب إقرار الدستور" ، متوقعًا انقسامها إلى تحالفات انتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وأعرب عن ثقته فى أن حزبه سيحقق فى تلك الانتخابات نسبة تكفل له أن يكون جزءًا رئيسيًا من تشكيل أى حكومة مقبلة، وفيما يتعلق بالاستفتاء على الدستور، أعرب البدوى، الذى كان عضوًا فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور، عن ثقته فى أنه سيتم تمريره بنسبة تفوق عن 75 %، مرجعا ذلك لكونه "دستورًا توافقيًا يمنع التمييز ويحقق العدالة الاجتماعية فضلًا عن انحيازه للطبقات المهمشة، واشتماله على نصوص واضحة تؤكد على النهوض بمستوى المواطن على كل الأصعدة خاصة الصحى والتعليمى".

العنف لن يخيف المصريين

وشدد على أن أى عمليات عنف أو حتى عمليات اغتيال لعدد من رموز المجتمع لن تثنى المصريين عن الخروج للتصويت وإقراره، وإكمال جميع مراحل خارطة الطريق.

ورفض البدوى ما يتردد عن عودة الدولة الأمنية أو القمعية والاسترشاد على ذلك بالتوسع فى الاعتقالات فى صفوف الإخوان وصدور أحكام قضائية بالسجن بحق بعض النشطاء, وقال: "يجب أن نفرق بين الحديث عن عودة الدولة الأمنية أو القمعية وبين سيادة القانون وأحكامه".

وتابع "بالطبع ، لست سعيدًا بسجن نشطاء من أبناء ثورة يناير، ولكنى أرى أنهم أخطأوا فى التعبير عن رفضهم لقانون التظاهر بتحديهم لأحكامه والحرص على إظهار التأكيد على أنه لا يوجد من يملك فرض أى شىء عليهم .. وكان أمامهم، بما يتمتعون به من قدرة على إسماع آرائهم، طرق أخرى للسعى لتعديله عبر طلب رئيس الجمهورية، والتفاوض معه ومع كافة المسئولين حول مطالبهم".

تركيا وقطر

وفيما يتعلق بالعلاقات مع الدول المعارضة لعزل مرسى، قال البدوى: "العلاقات بين الحكومة التركية والمصرية سيئة الآن، ولكن رئيس الوزراء التركى ليس دائمًا، والمهم هو أن العلاقات بين الشعبين عميقة وقوية".

واعتبر البدوى أن سياسات قطر المناهضة لمصر من تصريحات أو احتضان لقيادات هاربة من العدالة المصرية "لا تنبع عن حب لجماعة الإخوان، وإنما من واقع تعليمات أمريكية، فإذا توقفت التعليمات قد تسحب قطر غطائها عن الإخوان"، وأوضح أن ضغط قطر على مصر بورقة استرداد الودائع القطرية "لم يؤثر على الاقتصاد المصرى لأن هناك دولًا أخرى كالسعودية والإمارات والكويت ساندت مصر".
وأما عن العلاقات مع الولايات المتحدة، فقال :"العلاقات بين الجانبين تمر بمرحلة شد وجذب، ولكنها بالأساس استراتيجية ولا يستغنى فيها طرف عن الآخر، والجميع يرحب بها طالما بقيت فى إطار من التكافؤ بين الطرفين".