رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي الحجار: أغنى لكل الناس وليس للنخبة.. ورحيل والدى نقطة تحول كبيرة فى حياتى

بوابة الوفد الإلكترونية

 

«رباعيات جاهين» علامة مضيئة فى تاريخى الفنى

 

«عقود الاحتكار» وراء ركود الصناعة.. والحل فى الإنتاج الخاص

تعدد الفضائيات وظهور السوشيال ميديا سبب تراجع الأغنية

المطرب الناجح «مشخصاتى الإحساس»

الفنان لابد أن يكون له رأى سياسى ولا يعيش بمعزل عن محيطه

«الحلال والحرام» يوجد فى قاموس الغناء

الصُدفة وضعتنى فى طريق بليغ حمدى

على البحراوى: صوت عربى أصيل

خالد إدريس: منح الأعمال الدرامية بصوته «صك النجاح»

مجدى حلمى: رمز من رموز الفن العربى

أمجد مصطفى: «الحجار» مؤسسة فنية مستقلة بذاتها

فى أول صالون ثقافى تعقده مؤسسة الوفد الصحفية، استضافت الفنان الكبير على الحجار، فى سهرة رمضانية تحدث فيها عن العديد من الأمور الفنية والشخصية التى شكلت مساره المهنى، كواحد من المطربين البارزين على الساحة الذى زاوجوا بين أصالة الطرب وحداثة العصر، فهو مطرب كل الأجيال ولكل العصور.

جاء اللقاء ثريًا هادئًا كصاحبه، وأجاب خلاله على جميع التساؤلات، كاشفًا عن جميع التحديات والصعوبات التى عصفت برحلته الفنية، كما تطرق إلى بداياته الفنية مع الموسيقار الكبير بليغ حمدى، وتحدث عن مرحلة انتقالية غيرت مسار حياته.

أحسن «الوفد» استقبال الفنان الكبير، وأهداه درع تكريم يقدم لكبار الشخصيات العامة والفنانين البارزين.

فى بداية الزيارة، قام الفنان بجولة تفقدية داخل صالة التحرير، وبعدها كان اللقاء مع رئيسى التحرير على البحراوى، وخالد إدريس، ومجدى حلمى رئيس التحرير التنفيذى، والكاتب أمجد مصطفى، مدير التحرير، ومحررى الوفد.

فى بداية الندوة، رحب «حلمى»، بالفنان الكبير قائلًا: أنت رمز من رموز الفن العربى الأصيل، الذى صمد أمام التيارات الغنائية الهابطة، وحافظ على رونق الكلمة وجمال اللحن وشرقية الأغنية المصرية الأصيلة، متصديًا لكل محاولات خنق طموحه، ليتربع على عرش الأغنية العربية.

وأبدى سعادته بافتتاح الصالون الثقافى الأول بالنجم الكبير على الحجار، الذى يمثل جيلًا بالكامل. لافتًا إلى أن «الحجار» واحد من القلائل الذين أسهموا فى الدفع بالأغنية العربية خطوات للأمام.

تعقبه كلمة «البحراوى»، الذى وصف اللقاء بالحدث التاريخى، معبرًا عن سعادته بافتتاح الصالون الثقافى بالنجم على الحجار.

وأثنى «البحراوى» على تاريخ الفنان الكبير، وموهبته الفريدة قائلًا: «الحجار» هو صوت عربى أصيل، ربنا حاباه بحنجرة لن يجود الزمان بمثلها.

ثم كلمة «إدريس»، الذى استهل كلمته الافتتاحية بتهنئة الفنان بحلول شهر رمضان الكريم، ثم وجه كلامه للسادة الحضور قائلًا: على الحجار بالنسبة لنا حالة، نحن تربينا على أغانيه بداية من تتر المسلسلات على سبيل المثال لا الحصر بوابة الحلوانى، المال والبنون، ذئاب الجبل، «شيخ العرب همام». ثم أدار دفة كلمته للفنان قائلًا: أنت من تضيف بصمة للمسلسل كعمل فنى بصوتك، كل المسلسلات الناجحة على مدار تاريخك أعطيتها صك النجاح، على الحجار لم يتملق لأى سلطة على مدار مسيرته الفنية، هو بصوته الأرض زلزلت وبسماها جلجلت، نفتخر اليوم أننا فى حضرة فنان عظيم له بصمة فى تاريخ الفن المصرى والعربى.

وتأتى كلمة أمجد مصطفى، مدير تحرير جريدة الوفد بعد الترحاب قائلًا: على الحجار ليس مجرد مطرب صاحب صوت جميل فحسب، فهو مؤسسة فنية مستقلة بذاتها، هناك آلاف المطربين والأصوات الرائعة التى نسمع عنها، لكن يبقى الحجار فى منطقة خاصة، وهذا سر استمراره على القمة طوال الـ45 عامًا على القمة، وضمن الصفوف الأولى للمطربين المصريين والعرب.

وتابع: «الحجار» قرر أن يتجه للإنتاج بعد أول ألبوم له، رغم عروض شركات الإنتاج المغرية له، لكنه رفض، لأنه كان يريد أن يكون نفسه دون أن يفرض عليه أحد لونًا معينًا من الغناء. مؤكدًا أن 99% من أغانى «الحجار» من إنتاجه، حتى فى اختياره للمجموعة التى عمل معها على مدار مسيرته الفنية منهم الفنان أحمد الحجار الشريك الأساسى فى مسيرة «الحجار» الناجحة، وكذلك ياسر عبدالرحمن، وعُمر خيرت، وعمار الشريعى، وبليغ حمدى. مؤكدًا أن «الحجار» مؤسسة كبرى يهتم بالغناء على حساب أشياء أخرى يحتاجها الفنان، فهو يغنى ليلبى متطلبات المستمع لا المنتج.

ومن جانبه وجه الفنان الكبير الشكر للوفد جريدة وحزبًا، على حسن الاستضافة مؤكدًا أنه لم يشعر بالغربة تجاه المكان الذى شعر فيه بدفء البيت والأسرة.

 

بليغ كلمة السر فى مشواره..

ثم تحدث عن ذكرياته مع الموسيقار الكبير بليغ حمدى، ورباعيات الشيخ سيد درويش قائلًا: نجاحى ليس شطارة وإنما توفيق من الله، فالصدفة أن يشاهدنى الراحل بليغ حمدى على شاشة التليفزيون على الرغم من أنه لا يجلس أمام التلفاز كثيرًا، إلا أن الصدفة جعلته يستمع لصوتى فى برنامج تقدمه الإعلامية د. رتيبة الحفنى بعنوان «من الموسيقى العربية»، وكنت منضمًا لفرقة التخت العربى لإحياء التراث.

وأضاف: علم «بليغ» أننى طالب فى كلية فنون جميلة وطلب أن يقابلنى، وحينما ذهبت له فى الموعد المتفق عليه أخطرنى مدير مكتبه أنه مشغول، وانصرفت ولكنى فوجئت برسالة أخرى فى اليوم التالى يصر فيها على حضورى وذهبت بالفعل، وعلم أننى ابن الفنان إبراهيم الحجار، أول سؤال وجهه لى ما صلة القرابة التى تجمعك بالفنان إبراهيم الحجار؟ أجابته بأنه والدى، وأعطانى العود وغنيت لحنًا من ألحان والدى وكنت أثناء الغناء أغمض عينى، وحينما أبصرت وجدته يبكى ويقول إن مصر ولادة، ليقرر تلحين أول أغنية لى «على قد ما حبينا»، وأخرى طربية بعنوان «طاب العنب» من كلمات عبدالرحيم منصور وأخرى أغنية سياسية «اللى بيا جرح وأسية».

 

الصدفة.. حين تغير مسار حياتك

وقال: فى حياتى لعبت الصدفة دورًا كبيرًا أكثر من التخطيط، وذلك حينما ابتسم القدر لى مجددًا، بعد لقائى الموسيقار بليغ حمدى، سمعنى الشاعر الكبير صلاح جاهين عندما غنيت مع الأستاذة أمال فهمى فى برنامج «على الناصية»، علمت بذلك حينما ذهبت لمبنى الإذاعة والتليفزيون حتى أشكر الأستاذة «آمال»، أخطرتنى أن صلاح جاهين ومحمد عبدالوهاب سألا على وطلبا أن أحدثهما على الهاتف، وبالفعل اتصلت بالأستاذ صلاح جاهين وذلك لأننى منذ صغرى وكنت أسمع للفنان سيد مكاوى فى رمضان «عجبى» وحينما اتصلت بالأستاذ صلاح جاهين أعرفه بنفسى وإذ أخطره أننى سمعت عن رغبتك فى مقابلتى للعمل سويًا، وقبل أن أستكمل كلامى قاطعنى مؤكدًا أن هناك سوء تفاهم لم أكن أنوى العمل.. وقبل أن يستكمل كلامه بكيت وهو شعر ببكائى فتوقف عن الكلام وطلب منى الذهاب لمنزله، واحتضننى، من كثرة تأثرى به كنت مؤمنًا أن الرئيس عبدالناصر هو ظل الله على الأرض.

واستكمل: استضافنى «جاهين» فى منزله بترحاب شديد، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث، وأخطرنى أنه يكتب مسرحية جديدة بعنوان «العاشق والمعشوق» وكنت أبحث عن بطل لها حتى استمعت لصوتك وقررت أنك تكون البطل، لم أتمالك نفسى حينها وبكيت أن قيمة كبيرة مثل «جاهين» يثق فى.

وتابع: تعلمت من «جاهين» الكثير، وتأثرت بنصائحه وخبراته التى تلازمنى حتى الآن، ومنها ألا أتخوف من المشاهير والأسماء الكبيرة، وأعمل حساب للمواهب الحقيقية، وتبنانى مع الفنان الكبير أحمد ذكى وشوقى شامخ، صبرى عبدالمنعم ومحمد متولى، ومصطفى متولى وأخيرًا شريف منير.

وأشار إلى أنه استغل إعجاب «جاهين» بصوته، وأستأذنه أن يغنى رباعياته، فوجدته يتصل بالفنان سيد مكاوى، وبعد إلحاح شديد منه وافق على مقابلتى.

ويستكمل: ذهبت فى الموعد المحدد لمقابلة الفنان سيد مكاوى، وبدأت أغنى معه بجميع طبقات الصوت، وبعد الانتهاء استعجب من أدائى وقال لى نصًا «إيه ده يا واد أنت بتغنى زيى»، وهذا يعنى موافقته على غناء الرباعيات، وهنا بدأت الرحلة الأصعب عندما غادرت مكتب مكاوى، لا يشغل بالى سوى كيفية إقناع بليغ حمدى بغناء الرباعيات، لأن هذا يتنافى مع شروط عقد الاحتكار الذى عقدته معه، والذى ينص على عدم التعامل مع ملحن آخر غيره، وعندما عرضت عليه فوجئت بموقفه النبيل وهنا تظهر إنسانية وعظمة العبقرى بليغ، حينما وافق بعدما احترم قرارى واختيارى للرباعيات والملحن سيد مكاوى، وقرر إنتاج الشريط على حسابه الخاص.

وتابع: ولم يلق الألبوم نجاحًا فى تلك الفترة كما توقع «جاهين»، لكنى كنت مُصر عليه لأنه فخر لى أن يكون فى تاريخى رباعيات «جاهين»، وبمرور الأيام والسنين، حققت الرباعيات انتشارًا واسعًا، وفى السكة بدأ الشاعر سيد حجاب والأبنودى الالتفاف لموهبتى، وغنيت أبواب المدينة ثم الأيام للراحل أحمد زكى.

اتجهت للإنتاج للتحرر من قبضة احتكار المنتجين..

ويكمل «الحجار» أن المطرب لا يختار العمل أو تتر المسلسل الذى يرغب فى غنائه، والحظ حالفنى أن غنائى للمسلسل لا يقتصر على التتر فحسب، وإنما داخل سياق الأحداث.

ويستذكر خلال غنائه أغانى مسلسل «الأيام» للراحل أحمد زكى، الذى كان يشترط أن يسمع الأغنية فى اللوكيشن أثناء التصوير حتى يستطيع تشخيص الشخصية مع الأغنية.

وهنا يقاطعه الناقد الفنى أمجد مصطفى راويا مقطع من لقاء دار بينه وبين الملحن الكبير الراحل عمار الشريعى الذى أخبره أنه يكون فى أسعد لحظاته عندما يعرض عليه عملين فيقرر أن يهدى واحد منهم للفنان على الحجار والآخر للفنان محمد الحلو، فى حين يغضب ويقع فى حيرة شديدة عندما يعرض عليه عملًا واحدًا ليختار بينهما من الأجدر بغنائه.

ويستكمل «الحجار» حديثه قائلًا: بعد انتهاء العقد مع بليغ حمدى قررت الاتجاه للإنتاج، وبدأت فى إنتاج ألبوم على نفقتى الخاصة، وكان منه أغنية اعذرينى ألحان أحمد الحجار.

وعن كواليس أغنية اعذرينى قال: الأغنية من ألحان شقيقى أحمد الحجار، الذى كان يخطرنى فى كل مرة أن أستمع للحن الأغنية لكن فى كل مرة أرفض، لأن حينها ظننت أنها مزحة من أحمد خاصة أنه لم يبدِ رغبته فى الغناء ولا التلحين، ما نعرفه عنه أنه يجيد لعب كرة القدم فقط، وذات يوم سمعته يدندن على العود الأغنية ذهبت له مسرعًا، أسأله عن اللحن ليخطرنى أنه صاحب اللحن، طلبت منه أن يحتفظ بها لحين انتهاء عقد الاحتكار مع الموسيقار بليغ حمدى وغنائها.

وتابع: بعد انتهاء عقدى مع «بليغ»، بدأت العمل مع ملحنين مثل هانى شنودة والفور أم بقيادة عزت أبوعوف، ومصطفى جوهر وحسين حبيب والد الفنان تامر حبيب، وبالفعل عملت الألبوم وللأسف لم ينجح ومن سبعة أشهر فقط علمت سبب فشل الألبوم وهو سوء توزيع الألبوم فى الأسواق.

وبسؤاله عن سر اتجاهه للإنتاج وهو فى سن صغيرة رغم تهافت شركات الإنتاج عليه قال: عقد الاحتكار الزمنى بعدم العمل مع آخرين، لذلك اتجهت للإنتاج لأننى كنت أريد الذهاب إلى مناطق جديدة، بالإضافة إلى أننى كنت أريد أن أعبر عن ذاتى بصوتى، دون أن يفرض على أحد لونًا أو شكلًا غنائيًا معينًا، شعرت أن عقد الاحتكار يعطل الفنان كثيرًا ويصيب حركته بالشلل.

وتابع: اشتركت مع مصطفى الجوهر فى الإنتاج، تنازلت فى البداية من أجل المادة ووافقت على الغناء فى الملاهى الليلية والفنادق حتى انفق على أعمالى الخاصة.

 

«إحنا شعب.. وهما شعب».. وضعتنى محل تشكيك

وعن خلاصة التجربة خلال الـ45 عامًا قال: استفدت من والدى الفنان الكبير إبراهيم الحجار، وبليغ حمدى وصلاح جاهين.

وتابع: وأدركت أنه ليس كافيًا للمطرب أن يدرب صوته طوال الوقت حتى يتمكن من الغناء من مستويات مختلفة ولكن الأهم، أن يقرأ الفنان كثيرًا ويكون مُطلعًا ومثقفًا، ويصادق شخصيات مثقفة ليستفيد منها وأن يشاهد سينما ومسرحًا ويستفيد من علاقاته، ولا يشغله منافسة الآخرين، مهم أن الفنان يشتغل على نفسه، ويكون على دراية بالأحداث والمتغيرات السياسية ويكون لسان حال المجتمع، لأنه من الخطأ أن يعيش الفنان بمعزل عن محيطه، وإن كان عاب على بعض الأصدقاء لتطرقى للسياسة فى الأغانى الخاصة بى، تحديدًا فى أغنية «إحنا شعب.. وهما شعب» عقب ثورة يناير وهنا أقصد الإخوان الذين كانوا يتعمدون تفرقة الشعب إلى فريقين الأول مؤيد والآخر معارض، وما يؤكد كلامى خطابات محمد مرسى الرئيس السابق، الذى كان يستهل خطابه بأهلى وعشيرتى وليس أيها السادة المواطنون.

وأوضح أنه تعرض لانتقادات شديدة، عقب إصدار أغنية «أحنا شعب» واتهامه بأنه «مغنواتى النظام»، مؤكدًا أنه ينفق على أعماله الغنائية من ماله الخاص، ولم تنتج له أى جهة حكومية، ألبومًا واحدًا سوى الأغانى المتعلقة بالمناسبات الرسمية الوطنية.

 

وفاة والده شكّل منعطفًا لافتًا فى حياته

لم يستطع المطرب على الحجار أن يوقف دموعه التى انهمرت، ساعيًا بقدر الإمكان إخفاءها لتظهر فى نبرة صوته، وهو يتحدث عن والده، الذى كان سببًا فى عدوله عن بعض الأمور الدنيوية فى حياته ليتحول من شخص بعيد عن طاعة ربنا إلى شخص مسئول. مسترسلًا: والدى قبل وفاته بأيام سألنى عن سبب عدم صلاتى فأجبته بأننى «أشرب»، ليصمت للحظات ثم يحادثنى بعنف ويقول لى «صلى واشرب».

ويشير إلى أنه بعد أيام توفى والده، وحين عاد بعدها من عزاء أبيه وجد جميع صوره هو وأشقائه مع والده غير موجودة على الحائط كما كانت ما عدا صورة له، وحين سأل والدته عن الأمر قالت إن والده جمعها ماعدا صورته، ليبحث عن رسالة والده من هذا الأمر وربط بينها وبين مسأله شربه وعدم الصلاة، ليتخذ قرارًا بالإقلاع عن الخمور تمامًا.

وأكد، أنه بعد الإقلاع عن هذه الأمور، وجد البركة تحل على عمله ورزقه، وبدأ يحصد ثمرة نجاحه من حب الجمهور له. لافتًا إلى أنه لا يمر شهر واحد من غير إحياء حفلة غنائية، سواء فى دار الأوبرا المصرية أو ساقية الصاوى، أو مصر أوبرا هاوس، ومسرح الجامعة الأمريكية.

ويواصل الحديث عن والده وهو يغالب دموعه: والدى تخلى عن أحلامه عقب فصله من الإذاعة، واتجه إلى تعليم الغناء، حتى يجد قوت يومه، ورزقنا.

ويسترسل: والدى صاحب صوت مميز وحنجرة شجية، أتى من الصعيد للقاهرة، وتقدم للامتحان بالإذاعة المصرية التى اعتمدته وأصر رئيس اللجنة «مصطفى بك رضا» عميد معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية أن يلتحق بالمعهد، ورصد له منحة شهرية من المعهد ومنحة منه شخصياً حتى يستطيع التفرغ للدراسة.

واستمر «الحجار» الأب فى كفاحه، فبعد عشر سنوات من اعتماده كمطرب بالإذاعة، تقرر إعادة ترتيب طريقة العمل بها، وتم فصل بعض المطربين المعتمدين بها وكان هو من بينهم، ليصبح بدون عمل، فاضطر العمل كمدرس موسيقى بملجأ للأيتام، لتوفير العيش للأبناء الذين كان يعتبرهم رأس ماله الحقيقى.

ثم تحدث أمجد مصباح، نائب رئيس قسم الفن، عن تاريخ الفنان على الحجار، وكانت بدايته 31 ديسمبر 1977 مع تتر «أبواب المدينة»، ثم «الأيام»، و«أبوالعلا البشرى» هذا يؤكد أننا أمام مطرب حقيقى متسائلًا باستهجان: كيف لمصر أن يكون لديها تلك الأهرامات الغنائية ومستوى الفن يهبط إلى ذلك المستوى؟ يجيب قائلًا: الأغنية قديمًا كانت تأخذ حقها، لأنها بتتعرض على ثلاث قنوات فقط، لكن مع تعدد الفضائيات وظهور السوشيال ميديا، تاهت الأغنية الجيدة وسط التيارات التى لا علاقة لها بالفن.

رجعت إلى التترات بأمر من عبدالرحيم كمال

وعن عودته إلى غناء تترات الأعمال الدرامية من خلال مسلسل «جزيرة غمام»، بعد غياب استمر أكثر من 7 سنوات، ولماذا اختار «اللهجة الصعيدية» تحديدًا وهو اللون الذى حققت فيه نجاحًا لافتًا، أجاب: عودتى إلى أعمال التترات باللهجة الصعيدية جاء بالصدفة، حيثُ رشحنى مؤلف العمل عبدالرحيم كمال، الذى سبق وعملت معه فى «شيخ العرب همام»، و«الرحايا»، لمخرج العمل حسين المنباوى، الذى صنع صورة مبهرة، فهو من المخرجين الشباب المتميزين، والأغنية كلمات إبراهيم عبدالفتاح، وألحان شادى مؤنس الذى صاغ موسيقى أكثر من رائعة.

وعن الفارق فى العمل مع شادى مؤنس عن فطاحل اللحن عمر خيرت وياسر عبدالرحمن وعمار الشريعى، مع مراعاة الفارق العمرى بين الجيلين قال: «شادى» يعتبر نجلًا لهؤلاء الأساتذة الكبار الثلاثة ياسر عبدالرحمن وعمار الشريعى وعمر خيرت، ونهل من خبراتهم.

وأوضح أن «عمار» و«عمر» و«ياسر» كل منهم مدرسة متخصصة، ولهم مذاقهم الخاص الذى يفردهم عن غيرهم.

ولفت إلى أن الموسيقار عمر خيرت، نجح فى صياغة موسيقى بمعايير عالمية دون التنازل عن محليته، لأنه مؤمن بأن طريق العالمية لا يأتى إلا بالإغراق فى المحلية، وهنا يكمن دهاء خيرت فى صناعة هارمونى وموسيقى ترضى جميع الأذواق الموسيقية.

وتابع: و«ياسر» له شخصيته الفنية الفريدة من نوعها، أما «عمار» فهو موسيقى من طراز نادر.

وعن سر ابتعاده عن أعمال التترات طوال هذه الفترة قال: ابتعادى عن أعمال التترات لم يأتِ عن طيب خاطر منى، ولكن الأعمال التى كانت تعرض عليا أقل فى المستوى عن الأعمال التى قدمتها سابقًا، خاصة أننى من الفنانين الذين يغنون للتاريخ وليس من أجل المادة، بالإضافة إلى أن أغلب المخرجين الشباب يفضلون التعامل مع مطربي جيلهم.

وتابع: أغلب أغانى التترات التى تقدم فى الوقت الحالى، تجارية تستخدم فى الدعاية للعمل، لكنها لا تخدم نسيج العمل.

وأكد أن المطرب يفترض أن يكون مشخصاتى، بمعنى أنه يجسد معنى الكلمة وحالتها بصوته، حتى يستطيع أن يعيش حالة الأغنية لإيصال رسالتها للجمهور دون تعقيد.

أما عن رأيه فى أغانى المهرجانات وقرار النقابة بمنع مجموعة من مؤدى هذا النوع من الغناء، فقال «الحجار»: الأغنية مثل أى صناعة تحتاج لمؤلف ومطرب وملحن وموزع، إذا افتقدت عنصرًا من هذه العناصر لا تصبح أغنية، وحتى الآن لم أسمع أغنية مهرجان واحدة بتوصل رسالة أو تقدم هدفًا ما.

 

الدويتوهات الغنائية

وقال «الحجار»، إنه صنع دويتوهات غنائية ناجحة مع الفنانة حنان ماضى، وهدى عمار، ومحمد الحلو، ومحمد منير، كما قدم ثنائية ناجحة مع أنغام، فى مسرحيتين الأولى بعنوان «ألف ليلة وليلة» مع العبقرى يحيى الفخرانى، والثانية بعنوان «رصاصة فى القلب».

ويكشف «الحجار» كواليس واحدة من أقرب الأغانى لقلبه «أنا كنت عيدك»، الذى يعتقد البعض أنها أغنية عاطفية، فيها عتاب وملامة للحبيبة. موضحًا أنها أغنية وطنية، وليست عاطفية، يعاتب فيها الشاعر جمال بخيت وطنه ويعبر من خلالها عن مدى حبه وارتباطه به.

وتابع: الأغنية تعنى الاحتمالين الوطن والعاطفة، وجمال بخيت كان يسخدم الأسلوب الشعرى حتى فى حبه للوطن، ما جعل البعض يأخذها على المحمل العاطفى أكثر من الوطنى.

وعن سر استمرار نجوميته يقول: الفنان الحقيقى هو الذى يتعامل مع الغناء على أنه مهنته الأساسية، أعرف فنانين بيغنوا لاحتياجهم للمال فقط، وهذا خطأ لأن الفنان سيحاسب على الكلمة التى يقولها، لهذا يجب أن ينتقى الكلمة الجيدة والصادقة، وأنا مؤمن بأن هناك فنًا حرامًا وآخر حلالًا.

وكشف عن المؤثرين فى مسيرته الفنية، وهو الفنان محمد فوزى، الذى غنى له أغنيتين «دارى العيون»، «يا نور جديد فى يوم سعيد»، لافتًا أنه فنان متجدد موسيقاه كانت سابقة عصره.

وأكد أن الفنان مثل الصحفى، لابد أن يمرر بين كلماته حروف الصدق. لافتًا إلى أنه من الفنانين المهمومين بقضايا بلده ويحب أن يعبر عنه بصوته.

وأبدى «الحجار» غضبة من لقب شاع داخل الوسط الفنى وهو «فنان الطبقة المثقفة» مؤكدا أن هذا اللقب خسره جمهور كبير، فهو مطرب لكل الأجيال ولمختلف الطبقات.

وبسؤاله عن عدم غنائه للطبقة الكادحة. أكد «الحجار»، أن غنائه لا يقتصر على طبقة بعينها، فهو ليس مطرب المثقفين أو النخبوية كما أشيع. لافتا أن رصيده الغنائى يزخر بـ34 أغنية تتحدث عن كل الحرف والمهن منها الفلاح والعامل والقطن، والحدادة، والنقاش، والنجارة، والأرابيسك وغيرها من الحرف التى أندثر بعضها. وأوضح أن إحدى القنوات الفضائية قامت بشراء هذه الأغانى منذ خمس سنوات، لعرضها وبالفعل تم تصوير 13 حلقة، لكن لسبب ما لا يعرفه توقف بث البرنامج.

وبسؤاله هل هناك ألبوم أو أغنية فى تاريخك تم مصادرتها، فأجاب: هناك ألبوم بالكامل بعنوان «لم الشمل» تم مصادرته، ثم أعيد طرحه بعد عام، وألبوم آخر لا أعلم سبب مصادرته خاصة أنه لا يحوى أغنية سياسية، قرار مصادرته كان صادم بالنسبة لى بعدما طبعت وأنفقت أكثر من مليون عليه تم رفضه لسبب عجيب وغريب.

وعن رؤيته للفن فى عصر الجمهورية الجديدة، قال: هناك إرادة من جانب القيادة السياسية، فى خلق مناخ صحى، وعلينا أن نستفيد جميعا من هذا.

وحول المعايير والشروط التى يضعها فى تجربة التمثيل قال: معايير اختيارى للتمثيل لا تختلف كثيرا عن معايير اختيار للكلمة واللحن، أبحث عن الورق الذى أجد فيه ذاتى.