عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طارق تهامى يكتب: الكتلة الصلبة للوفديين.. من سعد إلى بهاء الدين!

الوفد المصرى
الوفد المصرى

فى ذكرى زعماء الوفد الثلاثة لن ننسى المواقف الصعبة التى واجهها بيت الأمة وتماسك أبناء النحاس لمقاومة أكذوبة مقولة «المبادئ لا تصنع حزباً حديثاً» التى يريد البعض ترويجها!!

مرحلة فؤاد سراج الدين ما زالت مستمرة و«أبوشقة» امتداد طبيعى لها ومحاولات تعطيلها فاشلة وحساباتها خاطئة!

سنذهب للضريح يوم السبت المقبل ونجدد العهد المستمر مع زعمائنا وستبقى أرواحهم سنداً لنا وأفكارهم دليلاً فى كل وقت

 

عندما تأسس حزب الوفد، قبل مائة عام من الآن، كان وما زال، يمتلك كتلة صلبة لا تلين، تؤمن بمبادئ لا تموت... وتموت من أجل مبادئ لا يمحوها الزمن! هذه الكتلة يتغير أشخاصها بحكم الزمن والموت والحياة والبقاء والفناء، ولكنها أبداً لا تنقضى فكرتها القائمة على لقاء أصحاب المبادئ الذين يقضون أعمارهم مؤمنين بالفكرة، ويقاتلون من أجلها، ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، فالوفد عندهم حياة، وسكن، وأمل، ونضال، وتاريخ تكتبه الأيام، وتسطره المواقف على جباه من قرروا البقاء دفاعاً عن البيت الأهم فى تاريخ هذا الوطن، بيت الأمة، الذى يحفظ الفكرة الساكنة فى الوجدان، ويلفظ الهيئة الشكلية الظاهرة التى لا تحمل سمة الإيمان بالمبدأ الذى لا يلين!

منذ تأسيس الوفد، وهو يواجه فكرة إنشاء كيان موازٍ للحزب، وفى كل مرة تفسد الفكرة ويبقى البيت واقفاً شامخاً فى مواجهة الرياح مهما كانت عاتية وقوية، بل إننى أقول  إن الرياح الآتية، تدخل إلى البيت بكل سهولة، لأن أبوابه مفتوحة، ولكنها تخرج من النافذة، عندما تنتهى مرحلة تقلبات الطقس، وننسى، فى الوفد، فوراً ما فعلته هذه الرياح بأثاث المنزل، ولذلك نعيد ترتيب البيت بكل هدوء، فقد اعتدنا فتح الأبواب، ولن نغلقها أبداً، مهما كانت الريح عاتية، لأن لدينا كتلة صلبة تستطيع المقاومة، والحفاظ على البيت من الهدم، والتكسير، حتى لو كانت المحاولات بفعل البشر!

دائماً يبقى الوفد كياناً مؤسسياً، له فكر غالب، لا يخضع لمنطق «تجميع الأنفار» الذى شهدته الحياة الحزبية فى مصر، عقب ثورة 25  يناير2011، وهذا هو الخطأ الكبير الذى وقعت فيه، كثير من الكيانات الناشئة، حتى الذين انضموا للوفد فى ذات الوقت، أو بعده بقليل، بعضهم خضع لنواميس الوفد، واستمر داخله، وبعضهم أراد تطبيق منطق «تجميع الأنفار» فرحل بعيداً، ولم يعد، ولكن فى كلا الموقفين استمرت الكتلة الصلبة واستمرت المبادئ الحاكمة عنواناً للعمل، ودليلاً للطريق! الرسالة واضحة، هذا الحزب ليس للبيع، من يريد المساهمة فى إطار المنظومة وداخلها، أهلاً وسهلاً به، رفيقاً فى درب طويل وشاق، أما من يريد المساهمة مستخدماً نموذج «تجميع الأنفار» وهو يردد «نريد حزباً حديثاً لأن المبادئ لا تصنع هذا الحزب» عليه أن يطبق نموذجه فى مكان آخر، فالوفد هو حزب تراث صاحب منهج فكرى مرتبط بتاريخ نضالى طويل، وبالتالى هو ليس، ولن يكون، مثل أى مكان مررت به، أو خرجت منه!

 

سعد زغلول وعلى شعراوى.. الكتلة الصلبة تحمى الوفد

< تعالوا="" نتكلم="" فى="" التاريخ..="" كان="" مؤسسو="" الوفد="" سبعة="" من="" قيادات="" العمل="" العام="" فى="" مصر،="" هم="" سعد="" زغلول="" وعبدالعزيز="" فهمى="" وعلى="" شعراوى="" وأحمد="" لطفى="" السيد="" ومحمد="" محمود="" ومحمد="" على="" علوبة="" وعبداللطيف="" المكباتى،="" هم="" القادة="" الذين="" يشيرون="" فتتحرك="" الجماهير،="" ويأمرون="" فتبدأ="" الإضرابات،="" والمظاهرات،="" والثورة..="" إذن="" هؤلاء="" هم="" الصف="" الأساسى="" لقيادة="" الثورة="" والوفد،="" وإن="" كانت="" هدى="" شعراوى="" قالت="" فى="" مذكراتها="" إن="" القيادة="" الأساسية="" للثورة="" كانت="" تضم="" أيضاً="" سينوت="" حنا="" وحمد="" الباسل="" وجورج="" خياط="" ومحمد="" أبوالنصر="" ومصطفى="" النحاس="" وحافظ="" عفيفى،="" إلا="" أن="" كل="" الوثائق="" تؤكد="" أن="" المجموعة="" الأساسية="" كانت="" فقط="" الستة="" الذين="" ذكرناهم="" فى="" البداية،="" ثم="" لحق="" بهم="" الستة="">

ولكن البداية ليست كما كانت النهاية، فقد اختلف الستة الرئيسيون من قيادات هذه الثورة مع سعد زغلول، وتركوه وحيداً، مقررين تحريك الجماهير باسم آخر، وقيادة مركزية أخرى، ولكن الغريب أن الجماهير ذهبت لسعد تنتظر منه الأوامر، فبقى هو الثورة التى لا تموت، وتوارت أسماء باقى القيادات عن الأعين، لأن قلوب الجماهير كانت متعلقة بالفلاح الذى لا يلين سعد باشا زغلول.

بداية الفتنة كانت من عند هدى شعراوى، وكانت ترى فى زوجها على باشا شعراوى زعيماً ربما يضاهى سعداً.. قالت هدى شعراوى عن هذه الفكرة تحديداً: «طوال الفترة التى بدأت منذ اعتقال سعد زغلول باشا ورفاقه الثلاثة فى ٨ مارس ١٩١٩ ونفيهم إلى مالطة، حتى الإفراج عنهم، والسماح لباقى أعضاء الوفد بالسفر، كان زوجى على شعراوى باشا وكيل الوفد هو الذى يتولى رئاسة هذه الهيئة ومتابعة أعمالها خلال هذه الفترة الخطيرة الرهيبة، وقد تحمل المسئولية كاملة مستهدفاً كل أنواع العقاب، هو ومن معه من أعضاء الوفد. وهى مسئولية تفوق فى خطرها مسئولية رئيس الوفد المنفى، لأن سعد باشا نفى فى وقت كانت البلاد فيه خالية من المظاهرات، ومن ذلك الغليان الذى أعقبها، ومن تلك الحوادث الخطيرة التى عمت البلاد، وقد اشترك مع زوجى فى تحمل هذه المسئولية باقى أعضاء الوفد بجنان ثابت وجأش رابط منذ لحظة اعتقال سعد»!

طبعاً كلام هدى شعراوى ليس له شبيه، وبالتالى لا يمكن اعتماده باعتباره شهادة تاريخية، فهى شهادة مجروحة، لأن حكايتها تذهب لتمجيد دور زوجها، وقد يكون هذا الكلام غير مصدق بسبب وجود شخصيات أخرى لها ثقل فى التنظيم، مثل عبدالعزيز باشا فهمى القاضى النابغ، الذى أصبح أول رئيس لمحكمة النقض، فكيف لعلى شعراوى أن يصبح قائداً فى ظل غياب سعد، مع وجود عبدالعزيز فهمى؟

ولكن على أية حال، كانت الكتلة الصلبة حاضرة، وظلت الزعامة لسعد فى حضوره وغيابه!

 

ويبقى النحاس زعيماً لا يتكرر

< واجه="" الوفد،="" فى="" مرحلة="" زعامة="" النحاس،="" أزمة="" كبرى،="" بالإضافة="" إلى="" أزمات="" صغيرة،="" غير="" مؤثرة،="" لعل="" أهمها="" أزمة="" خروج="" مكرم="" عبيد="" من="" الوفد،="" فى="" أزمة="" يسميها="" المؤرخون="" «الأعنف="" فى="" تاريخ="">

الخلاف السياسى الذى حدث بين النحاس ومكرم، كان بسبب «طمع مكرم» فى رئاسة الوزراء، وهذا الطمع اعترفت به

الدكتورة منى مكرم عبيد حفيدة مكرم، فى حوار أجرى معها مؤخراً عندما قالت «كان أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكى، يتسم بالمكر لأنه قال للملك فاروق: إذا كنت تريد أن تنتقم من الوفد مزق العلاقة والصداقة بين مكرم عبيد باشا ومصطفى النحاس باشا، وهذا ما حدث فعلاً، حيث قال أحمد حسنين باشا لمكرم عبيد باشا: «ليه أنت ما تبقاش رئيس وزارة وديانتك مش عائق كان فيه أقباط قبليك وإنك أقدر من اللى جم قبل مصطفى النحاس باشا»، فى الوقت الذى كان يتولى فيه مصطفى النحاس باشا رئاسة الوزارة ما زاد من احتقان العلاقة بين مكرم عبيد باشا ومصطفى النحاس باشا».

طبعاً مكرم عبيد قام بتنفيذ الاتفاق بشكل عنيف، وهو ما سرده مصطفى النحاس باشا، عندما وجد خروجاً غريباً على الالتزام الحزبى، من مكرم عبيد داخل البرلمان، ويحكى النحاس واقعة إقالة مكرم عبيد من الوفد ووزارة المالية عام 1942 قائلاً: «ذهبت ذات ليلة لحضور جلسة مجلس النواب، وكان أحد نواب المعارضة يتكلم فى استجواب، ووجه النقد للوزير المختص ثم أعقبه عضو ثان، فانتقد الحكومة كلها ورئيسها لأنها مسئولة عن هذا التصرف مسئولية كاملة، فإذا بـ«مكرم عبيد» يطلب الكلمة فأيد صاحب الاستجواب وزميله فيما قالاه، وسأله رئيس المجلس: هل تتكلم بصفتك الشخصية أم بصفتك الحكومية؟ فأجاب مكرم: أتكلم بصفتى سكرتيراً لحزب الوفد، ووزيراً للمالية.. هنا استأذنت رئيس المجلس فى أن أتكلم، ووقفت، وقلت بصفتى رئيساً للوفد المصرى، أعلن أن معاليه لم يعد سكرتيراً للوفد، وبصفتى رئيساً للوزراء أعلن أنه لم يعد وزيراً للمالية»!!.

النحاس أصيب فى قلبه بطعنة صديق أوجعته، حتى إنه قال عما فعله مكرم «ظنى خاب فى صديق العمر، وتقديرى أخطأ فى رفيق النفى والسجن والجهاد، ولم أضق به مع تكرار اعتداءاته، بل احتملته حتى بلغ السيل الزبى».

إذن.. القدرة على التحمل لها حدود، والزعيم الذى لا يتكرر كثيراً ضاق ذرعاً بما يحاك له حتى لا يعمل، ولا يتمكن من وضع الوفد فى مكانته الطبيعية، فكان رحيل مكرم هو نهاية الجدل الكبير، وهو الرحيل الذى قامت الكتلة الصلبة للوفد بحماية تنفيذه، حتى لو كانت تحب مكرم، فقد كان الوفد وتماسكه عندها أهم من الأشخاص.

 

مرحلة فؤاد سراج الدين.. سراج الأمة

< أما="" فؤاد="" سراج="" الدين،="" فهو="" صاحب="" المرحلة="" الثالثة="" من="" تاريخ="" الوفد،="" فقد="" بدأت="" هذه="" المرحلة="" عام1983،="" واستمرت="" إلى="" اليوم="" وهى="" المرحلة="" الأطول="" فى="" تاريخه،="" وفؤاد="" باشا="" سراج="" الدين="" هو="" الذى="" تسبب="" فى="" عودة="" الوفد،="" وحافظ="" على="" تماسك="" الوفديين="" من="" خلال="" اتصاله="" بهم="" عبر="" 30="" عاماً="" من="" التنكيل،="" مر="" بها="" رجال="" الوفد="" خلال="" المرحلة="" الثانية،="" واستعمل="" طريقة="" غريبة="" للاتصال="" بالوفديين،="" فقد="" كان="" يمتلك="" كشكولاً="" ضخماً="" مسجلة="" فيه="" أرقام="" كل="" الوفديين="" الرئيسيين،="" وعائلاتهم،="" وتواريخ="" أعيادهم،="" وأعياد="" ميلاد="" أبنائهم="" وأعياد="" زواجهم،="" وظل="" «سراج="" الدين»="" على="" هذا="" الحال="" فترة="" دامت="" 30="" سنة="" للحفاظ="" على="" الكتلة="" الوفدية="" بجهد="" جبار،="" ولذلك="" يمكن="" تسمية="" هذه="" المرحلة="" بمرحلة="" فؤاد="" سراج="" الدين="" وهذه="" المرحلة،="" التى="" أراد="" البعض="" قطعها،="" وإنهاءها،="" والقضاء="" على="" ما="" تبقى="" منها،="" كتب="" لها="" الاستمرار="" يوم="" 30="" مارس="" 2018="" بفوز="" المستشار="" بهاء="" الدين="" أبوشقة="" ولم="" يكن="" هذا="" فوزاً="" لشخص="" بقدر="" ما="" كان="" نجاحاً="" لتيار="" وفدى="" كبير="" وواسع،="" ونجاحاً="" كبيراً="" للكتلة="" الصلبة="" للوفد،="" التى="" واجهت="" الأعاصير="" خلال="" الانتخابات،="" ولكنها="" واصلت="" العمل،="" وشرح="" الموقف="" للوفديين="" الذين="" لم="" يخذلوا="" حزبهم،="" وقرروا="" اختيار="" بهاء="" الدين="" أبوشقة="" رئيساً="" استمراراً="" لمرحلة="" مهمة،="" هى="" المرحلة="" الثالثة="" من="" تاريخ="" الوفد،="" وهى="" المرحلة="" التى="" سوف="" تستمر="" فترات="" أخرى="" بجهد="" وتعب="" وإيمان="" بمبادئ="" وتراث="">

< كتلة="" الوفد="" الصلبة،="" قوية،="" ومتماسكة،="" وسوف="" تواصل="" مرحلة="" بناء="" الأجيال،="" وترسيخ="" المنهج..="" وتثبيت="" المبادئ..="" ودعم="" الولاء="" للكيان،="" وسنذهب="" لضريح="" سعد="" زغلول="" يوم="" السبت="" المقبل="" لنجدد="" العهد="" المستمر="" مع="" زعمائنا="" وستبقى="" أرواحهم="" سنداً="" لنا="" وأفكارهم="" دليلاً="" فى="" كل="">