عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بيت الأمة .. يموت العظماء وتخلد أعمالهم

بيت الامة
بيت الامة

فى وسط ميدان سليمان باشا سابقًا ميدان سعد زغلول حاليًا كما يعرف بحي السيدة زينب بوسط العاصمة ، يحتل متحف سعد زعلول "بيت الأمة" كما يعرفه البعض مكانة خاصة في نفوس المصريين و الوطن العربي كونه أحد أشهر زعماء الحركة الوطنية و السياسية في مصر و الوطن العربي زمن الاحتلال الإنجليزي.

لاتذكر ثورة 1919 إلا وذكر معها اسم الزعيم الخالد سعد زغلول، الذى كان قائدًا وأيقونة لثورة 1919 آنذاك حيث كانت الشرارة الأولى لاندلاع ثورة 1919 من داخل أروقة بيت الأمة حين ذهب جموع المصريون حول بيت الأمة يهتفون ضد المحتل البريطاني مطالبين بالجلاء و الاستقلال.

بيت الأمة أحد أهم الشواهد التاريخية على الحركة الوطنية في مصر منذ أواخر عام 1918 و حتى نهاية 1937م.

شرع الزعيم سعد زغلول في إنشاء المنزل منتصف عام 1901 بمنطقة المنيرة حي السيدة زينب بوسط القاهرة، و استكمله في العام التالي و انتقل للعيش فيه في إبريل 1902 و كان قد سجل الزعيم في مذكراته التاريخية تكلفة ما أنفقه على بناء المنزل مبلغ وقدره 4296 جنيهًا  و460 مليماً.

للوهلة الأولى و منذ أن تطأ قدماك أبواب المتحف و تترجل نحو الباب الخشبي المطعم بالنحاس، يستقبلك أحد القائمين على المنزل ليطوف بك عائدًا بآلة الزمن 117 عام وكأن عقلك يسترجع تاريخه في بضع لحظات، ولا تفيق إلا بقشعريرة تباغت جسدك، لتقودك إلى داخله طواعية، فتلك هي حالتك حين تتجول في أروقة "بيت الأمة"بيت سعد باشا زغلول.

حجرة السفرة

على يمين الباب الرئيسى للمنزل من الداخل تقع حجرة السفرة المخصصة لتناول الطعام، كان يجلس الزعيم وزوجته فيها يتناولان الطعام معاً فى أدوات وأثاث على الطراز الفرنسى، جاء بها زعيم الأمة من باريس، وكان للجلوس فيها نظام ثابت لم يتغير حتى بعد وفاته، حيث كان مقعد سعد زغلول على رأس المائدة وتجلس السيدة صفية على يمينه وبجوارها مقعدان لرتيبة زغلول وشقيقها سعيد زغلول (أبناؤهما بالتبنى)، وكما هو موضح باللوحة الإرشادية الموضوعة داخل الحجرة، كان يجلس على يسار الزعيم الطفلان على ومصطفى أمين ولدا رتيبة.

الحجرة التى شهدت جلسات طعام الأسرة كان لها نصيب من استضافة السياسيين، حيث التقى فيها الزعيم بكل من محمود صدقى وإسماعيل صدقى باشا وفخرى عبدالنور وعاطف بركات باشا، لمناقشة موضوعات حزبية وسياسية وعامة. وفى مواجهة غرفة الطعام توجد حجرة الصالون الصيفى الصغير، وهى الغرفة التى كانت السيدة صفية زغلول تستقبل فيه المقربات لها من النساء، وتجلس فيها فى الصيف، ولا تزال محتفظة بشكلها وأثاثها الأصلى من المقاعد والآرائك والسجاد، يزين جدرانها مجموعة من الصور أغلبها عائلية، إضافة إلى غرفة الصالون الكبير التى جلس على أثاثها أعضاء حزب الوفد، وشهدت اجتماعات الثورة السرية، حتى بعد 100 عام من الملحمة الشعبية الأكبر فى التاريخ لا تزال بنفس الترتيب الذى كانت عليه وتختزن أسراراً ونقاشات لم يسمعها أحد غيرهم.

المكتب الشتوى

كان للمكتب الشتوى مكانة خاصة عند سعد باشا عن باقى غرف المنزل، و كان يجلس داخله بالساعات يقرأ كتابًا أو يعقد اجتماعات خاصة لمناقشة أمور وأحوال الأمة التى عاش طيلة حياته

مهمومًا بمشكلاتها.

و لحذره الدائم وضع في واجهة المكتب مرآة كبيرة لتعكس ما في الخلف و كذا المطل على واجهة الشارع، لصد تدابير محاولة اغتياله نظرا لتعرضه لعدة محاولات اغتيال كان أشهرها في محطة مصر.

طرقات درجات سلم طويلة يقطعها زائر المتحف ليصعد إلى الطابق العلوى من المنزل، ذلك الطابق الذى كان ركناً للراحة والهدوء للزعيم وزوجته بعيداً عن رسمية الطابق الأرضى الذى تعج غرفه بالاجتماعات السرية والمشاورات الثورية..

الطابق العلوى والذي يفصله عن غرف الاجتماعات و استقبال الضيوف و رواد المنزل طرقات سلالم خشبية تصعد من خلالها إلى ركن غرف النوم و الاستراحة والهدوء حيث كان يخلد سعد وزوجته إلى النوم أو الاستراحة ليلًا بعيدًا عن ضجيج من في المنزل.

غرفة النوم و الركن الخاص بالملابس

قبل أن نخطو أولى خطواتنا نحو غرفة النوم يستقبلك في الواجهة الرئيسية للطابق قفصين يحتوى كل واحد منهما على ببغاء محنط، «كانا يهتفان باسم سعد باشا زغلول، أول ما يراه و المفارقة أنهم ماتوا بعد رحيله بثلاثة أيام حيث امتنعا عن الأكل حزنًا على رحيله"

غرفة النوم  

غرفة النوم وهى مكونة من سريرين نحاسيين ملتصقان ببعضهما ومعلق بكل واحد منهما مصحف داخل كيس قماش، و في مواجهته الركن الخاص بالملابس الخاصة بالزعيم "بدلة التشريفة و بدلة أخرى كان يرتديها إبان فترة حكمه للوزارة" والأخيرة تعرض سعد وهو يرتديها لمحاولة الاغتيال الشهيرة التى أطلق عليه الرصاص.

خطوطات لنعبر إلى ممر به على الحائط نتيجة حائط فرنسية إلكترونية يتبدل تاريخها يوميًا إلى أن أوقفتها أم المصريين عند تاريخ 23 أغسطس 1927 حزنًا على وفاة الزعيم  سعد باشا زغلول.

ممرات و طرقات جانبية تأخذك إلى عالم آخر لتبحر في تاريخ و نضال أمة عاشت لتناضل و تكافح من أجل الحصول على الاستقلال و جلاء المستعمر البريطاني عن أراضيها، وثائق نادرة تزين حوائط المنزل و صور أخرى تجمع سعد ورفاقه فى اجتماعتهم و مفاوضاتهم في رحلة البحث عن الاستقلال ، وصور أخرى لشهادات وكتابات بخط رجال ثورة 1919 ليسطروا بأيديهم تاريخ مصر الحديث