رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد المسيرى يكتب: أقلام نزيهة تشيد بمسيرة كفاح الزعماء الثلاثة

الزعماء الثلاثة سعد
الزعماء الثلاثة سعد والنحاس وسراج الدين

«سعد» رفض تنصيب الملك فؤاد خليفة للمسلمين

«النحاس» اعتبر خلط الدين بالسياسة متاجرة بمشاعر المواطنين

«سراج الدين» تصدى للإنجليز فى معركة القناة

 

إن ذكرى رحيل سعد باشا زغلول والنحاس باشا، استذكار لنضال الزعيمين وأمر ضرورى فى ظل ما نعانيه من فساد وغياب العدالة الاجتماعية. وأن الاستفادة من تاريخ سعد والنحاس أصبح واجبًا وفريضة غائبة عن دولة تصدر لنا أن بداية التاريخ الحديث كان فى يوليو 1952، وتتجاهل ثورة مصر الخالدة سنة 1919، والتى نهل منها سعد، والنحاس من بعده، كفاحًا ضد الاحتلال، والاستبداد، والفساد. رافضين تسييس الدين واستخدامه فى تحقيق أغراض ومصالح شخصية.

لقد رفض سعد زغلول تنصيب الملك فؤاد خليفة للمسلمين، ورفض النحاس باشا تنصيب فاروق فى احتفال دينى، وكذلك مواجهته لحسن البنا لرفعه شعاراته دينية، وأن رحيل سعد باشا فى ٢٣ أغسطس عام ١٩٢٧، وبعدها بـ٣٨ عاما رحل الزعيم مصطفى باشا النحاس حتى تحققت مقولة النحاس سنظل سويا، وسنرحل سويا حتى تحققت أمانيه فى وفاتهما فى يوم واحد.

كما أن النحاس باشا عاش زعيما ومات زعيما وعاش سياسيا من الطراز النادر ومات فقيرا الذى قدم إنجازات وطنية لمصر ذكرها المؤرخين خلال توليه الحكومة سبع مرات فقد تحقق استقلال مصر عام 1936، إن تاريخ سعد والنحاس ناصع البياض وملهم لكل سياسى شريف وتاريخهم طويل وعميق وإن غفلت كتب التاريخ المدرسية تاريخهم فلم يغفلها المؤرخين والدراسات العلمية.

اختلف واتفق معهما الكثيرون فى الآراء لكن لـ«الوطنية» حساباتها المختلفة المتفق عليها، عاشا سنوات فى نضال اجتمعا عليه، حين اختار الموت زعيم الأمة سعد زغلول، فى 23 أغسطس 1927، اتفق معه رفيق دربه فى نفس يوم الرحيل بعد 38 عامًا، حيث توفى الزعيم مصطفى النحاس- فى 23 أغسطس 1965.

فيما يلى نستعرض بعض المقالات التى ترصد كفاح وسيرة الزعيمين من خارج الوفديين

فى مقالة رائعة بعنوان: «ومضات من حياة النحاس باشا.. من النشأة إلى القضاء» كتب مدحت نافع رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية:

فى ترجمة بليغة رائعة نظم عباس حافظ الكاتب والناقد المسرحى والمناضل السياسى الوفدى أروع السطور فى وصف مصطفى النحاس باشا زعيم الأمة، الذى يعد أحد أبرز القادة السياسيين فى تاريخ مصر الحديث، إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق. الترجمة التى جاءت فى نحو 450 صفحة لم تخل من الانحياز الواضح لشخص النحاس باشا، ترفعه إلى مرتبة الصالحين والأولياء وقد كان حيا يرزق عند صدورها، لكنها مع ذلك تعد مرجعا مهما لفهم طبيعة الحقبة الليبرالية التى عاشتها مصر تحت حكم الوفد، وهى بعد نصا أدبيا بديعا امتلك صاحبها ناصية الأدب وحسن البيان. كما أن الترجمة لحياة النحاس سبقتها فصول عن أسرار الزعامة، وخصائصها، وظروف نشأة الزعماء والنابغين والشخصيات المؤثرة ولمحات من صفحات تاريخ كبار القادة والعلماء الذين ألهمت نبوغهم وزعامتهم تصاريف القدر.

ويقول المؤلف عن الزعامة فى تصديره للكتاب: «وأعجب ما فى هذه الزعامة التى نحن بسبيل تقديرها أنها بناء شاهق من جلال الخلق، وأن قوة الخلق فى جلالها وطبيعة خواصها كالحرارة والضياء والشمس والهواء، وعناصر الكون والفضاء، والسر فى أنك تحس وجود أحد الناس، ولا تستشعر وجود سواه، كامن فى سر الجاذبية، مبثوث فى طبيعة المغناطيس، والحق هو قمة الحياة، وأسمى ذروة الوجود، والصدق فى القول والإحسان فى العمل هما التطبيق للحق، والمعراج إلى قمته، والإسراء إلى ذروته، وإن الطباع البشرية لتتفاوت فى درجات هذين العنصرين ومبالغهما، فمن خلصت طبيعته وتطهرت فطرته، جرى من منابعه فى أعلى جبال الحق، منصبا فى طباع الناس وفطرهم انصباب إملاء من الآنية العالية إلى الأوعية المنخفضة، ولن يستطيع فى العالم شىء أن يقاوم هذه القوة المكينة فى بناء الرجل العظيم؛ لأنه أبدا القوى الغالب» ما أروع الوصف والتشبيه...

كذلك احتوت الترجمة على أحداث وتفاصيل كاشفة لعناصر قوة المجتمع المصرى مطلع القرن الماضى، واستواء النسق القيمى على أحسن ما تكون الشمائل، ونزول الحاكم والمحكوم على كلمة الحق، وانتصار فضائل العلم ومكارم الأخلاق على مختلف العقبات، وعلى قوى الاحتلال ذاتها فى قمة بطشها!. هذا بعض ما أريد استظهاره فى هذا المقال والذى يليه إن شاء الله، عسى أن نقف على جانب لا يعرفه الكثيرون من حياة أحد زعماء الحركة الوطنية.

ولد الزعيم مصطفى النحاس باشا بمدينة سمنود بمحافظة الغربية فى الخامس عشر من شهر يونيو سنة ١٨٧٩، وقبل أن يبلغ العاشرة، ظهرت عليه علامات النبوغ المبكر، وفوجئ من حوله بسرعة استيعابه للعلوم، وعجيب حافظته، التى دل عليها غريب القصص، ومنها ما تواتر على ألسن الناس من حادث التلغراف. حيث شاهد النحاس باشا فى طفولته أحد موظفى مكتب التلغراف وهو يحرك أصابعه على جهاز إلى أمامه، فينقل الجهاز إشارات معينة، فوقف يتأمل هذا العمل بشغف، ثم أخبر الموظف عن رغبته فى مطالعة كشف طويل به حروف الهجاء وقرين كل منها مصطلحات تلغرافية، وكان الرجل صديقا لوالده فحقق رغبته وما كان من الطفل النابه إلا أن حفظ الكشف كله وألقاه على الموظف الذى وقف مذهولا لعلمه أن هذا العمل يحتاج شهورا من الحفظ، وانتشر الخبر بين الناس، وتسامع أصحاب أبيه بما جرى، فأشاروا عليه بأن يدخله إحدى مدارس القاهرة ليتلقى العلم بانتظام، ويبرز ما وهبه الله من ذكاء مميز.

وفى هذا يقول عباس حافظ: «واستشار أهل مودته فيما عسى أن يسلكه بشأنه، وكان فيهم صالح باشا ثابت وعبدالحميد أفندى حافظ وغيرهما؛ فكانت النصيحة أن يدخله فى إحدى مدارس القاهرة، وكأنما أحس القوم يومئذ حيال هذا الغلام الذكى من الحداثة، القوى الذاكرة فى الطفولة، أنهم أمام ظاهرة غير مألوفة، وأن لهذا الغلام شأنا فى غده، وهى النبوءة التى كثيرا ما صحبت طفولة العظماء، واستبقت فى الصغر مصائر النوابغ والمتفوقين. وأدى البحث فى أى المدارس أصلح له إلى اختيار المدرسة الناصرية، وكانت يومئذ أكبرها شأنا، يختلف إليها أبناء اليسار وأولاد أهل الجاه، وكان ناظرها سامى باشا المربى المعروف».

التحق النحاس الصغير بالمدرسة وكان تحديد المستوى يؤهله للصف الثانى لكن اختبار الصف بقى عليه نحو ثلاثة أشهر فذاكر وتفوق على زملائه، وأراد أن يطوى وحده السنة الرابعة لينتقل مباشرة عبر امتحانها إلى المرحلة الثانوية، لكن أمين باشا سامى خشى عليه من هذه الطاقة المتوثبة أن تخبو فأشفق عليه وأشار على والده أن يتمهل فاستجاب الأب وأقنع ولده بالتريث.

واستطرد صاحب الترجمة: «وانتقل مصطفى إلى المدرسة الخديوية (الثانوية)، فأظهر فيها التفوق ذاته، والنبوغ بكل أعراضه ومزاياه، وكان دخوله المدرسة فى قسمها الداخلى «بمصروفات»؛ ولكن أمين باشا سامى الذى أدرك نبوغه وعرف ذكاءه وتبنى مواهبه أراد تشجيعه وجعلَه قدوة حسنة لسواه، فطلب أن يبقى «مجانا» هو ورفيق له يُدعى محمد فهمى ياقوت، فسمح له بذلك»

هنا وقفت عند بعض الملاحظات، فمجانية التعليم كانت مستمرة لما بعد المرحلة الابتدائية فى العهد الملكى، وكان القسم الداخلى فقط للمدرسة الخديوية يتلقى مصروفات، وحتى تلك المصروفات كان يستثنى من سدادها النابغون، ويسعى خلفهم فى ذلك بشوات كبار، ثمنوا التفوق والنبوغ وعكفوا على رعايته...

ويتابع عباس حافظ بعد أن أسهب فى وصف خلق النحاس القويم والتزامه طوال المرحلة الثانوية: «وعقب دخوله المدرسة الخديوية شاء اللورد كتشنر أن يأخذ من المدرسة عددا من طلابها لإلحاقهم بالمدرسة الحربية، وكان مصطفى من بينهم؛ ولكنه كان يؤثر مواصلة دراسته والانتقال منها إلى المدرسة العالية، فرفض النقلة إلى المدرسة الحربية، وعند ذلك ظن الموظف الإنجليزى الذى يحاول تنفيذ مشيئة المعتمد البريطانى أنه مستطيع أن يؤثر فى هذا الطالب الذى اجترأ على الرفض، من ناحية ضعيفة، يحسبها مطعنا قابلا للجرح؛ فقال له إن كل تلميذ يتعلم هنا «بالمجان» لا بد من أن يلتحق بالمدرسة الحربية، ولكن مصطفى فى شمم وعزة وشجاعة راح يجيب قائلا: ما طلبت أنا المجانية عن فاقة، ولا سألتها عن عوز؛ ولكن ناظر المدرسة هو الذى شاء ذلك مكافأة للمتقدمين، وجزاء للمتفوقين، فأسقط فى يد المفتش... وظل مصطفى متفوقا على أقرانه حتى أصاب «البكالوريا»، وانتقل إلى مدرسة الحقوق، حيث المضطرب فسيح لبروز النبوغ، والمجال متسع أمام الذكاء الوقَاد، والشخصية القوية من النشأة، فلم يلبث مصطفى أن ظهر بأول مقدمات «الزعامة»، ومطالع قيادة المجاميع، وقد ظل على تفوقه أول فرقته فى جميع سنوات الدراسة، وهو البارز على رأس إخوانه، الظاهر وسط الحلقات، حتى أحرز «الليسانس» وكان أول الناجحين».

ثم انتقل عباس حافظ إلى لقطة أخرى تكشف عن ملامح الزعامة فى سلوك النحاس طالب الحقوق المتميز الذى تخرج متفوقا وأبى أن يلتحق كاتبا بالنيابة بخمسة جنيهات وحض زملاءه على هذا، فعلم أولو الأمر وسعوا فى إقناعه بالعمل مقابل عشرة جنيهات (وهى حينئذ مبلغ كبير بالنسبة لحديث التخرج) فامتنع النحاس وأكد أنه لا بديل عن العمل الحر، فما لبث أن اقتحم ميدان المحاماة ولم يكن مضى على نيله شهادة الحقوق غير بضعة أشهر، وكان أول ظهوره فى المنصورة، وهو الشاب الصغير الذى لم يتجاوز الحادية والعشرين من العمر.

تسامع أهل الاختصاص بهذا المحامى البارع النزيه فعرض عليه منصب فى القضاء وهو بعد ابن الرابعة والعشرين، فامتنع متمسكا بعمله الحر، حتى عزه الناس فى الخطاب والتمسوا وساطة أبيه ليرضى، فكان أول محام، أو المحامى الوحيد الذى عِين قاضيا ولم يكن قد مضى على إدراج اسمه فى المحاماة أكثر من ثلاث سنين! وفى يناير 1904 أراد مدير الإدارة القضائية بالحقانية (عبدالخالق باشا ثروت) اختباره قبل التعيين فالتقاه وأخبره أنه مرشح لعمل فى النيابة أو القضاء، فهب النحاس واقفا وقال: «إننى لم أقبل المجىء هنا إلا بإلحاح شديد، وبعد أن قيل لى إن الاتفاق قد تم على دخول سلك القضاء أما والأمر كما تقول، فإنى أرفض بتاتا الوظيفة التى تعرضونها، وإنى راض كل الرضا بحالتى فى المحاماة، وبالحياة الحرة التى أدعو الله أن يديم علىَّ نعمتها»... هكذا كان حرص الممتحِن وصبره، وهكذا كان بلاء الممتَحن فحاز إعجاب ثروت باشا الذى سارع بإظهار خطاب التعيين ليؤكد له أنه ما كان ليعتلى إلا منصة القضاء.

وفى مقاله الرائع بموقع «الاقباط المتحدون» قال المهندس عزمى إبراهيم: فى تاريخ مصر الحديث، أى أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، سعدت مصر برجال مصريين عظماء أحَبُّوا مصر، ومصر فقط دون إشراكٍ بها. أخلصوا لها ووضعوها فوق أى حزب أو مبدأ أو عقيدة أو عرق أو خلافة أو أى مجد شخصى، فعَظُمَت بهم وعَظِموا فيها. مصطفى النحاس، زعيم مصر وأبرز سياسييها وأعظم حكامها منذ العصر الفرعونى، واحدٌ من هؤلاء. وقبل أن أتطرق للحديث عن مصططفى النحاس، أو شذرات من تاريخه ومواقفه وشخصيته، لا بد أن نستعرض كيف كان حال مصر قبل تلك الفترة. مصر فى العصرين المملوكى والعثمانى (1250م – 1900م) أى تحت حكم المماليك والخلافة العثمانية، شاع فيها الفساد الحكومى والاجتماعى بل والدينى. كما شاع الآبتذال الأخلاقى لدرجة السفاهة الجنسية وتمجيد الشذوذ الجنسى والفخر به ووصفه صراحة وتفصيليًا فى الإنتاج الأدبى عامة وفى الشعر خاصة، علاوة على الركاكة والتفاهة والضعف البنائى والتفكيرى والخيالى فى كليهما. وانعكست هذه الخصائص على تصرفات المجتمع بمعظم مستوياته. ولم يكن ذلك فى مصر فقط، بل كان الحال فى أنحاء دول الشرق الأوسط كله. ولذلك سُمِّيَت هذه الفترة. تاريخيًا بـ «فترة الإضمحلال» أو»عَصْرَى الاضمحلال». وكان هذان العصران، مثلهما مثل عصور الحكم العربى، ملتحفَين بعباءة الدين، والدين إسمًا فقط. وحيث يحكم الدين، والدين فقط، تبدوا أنياب ومخالب العنصرية والطائفية والجهل والتعصب والفساد، وتصير قيودًا تجذب المجتمع المتدين والمتشدد إلى حضيض التخلف والتدهور. جاء محمد على، التركى الألبانى الأصل، وهو أحد من قصدت بالعظماء العمالقة، فأنشأ مصر الحديثة بعد أن كانت دولة دينية مفككة متأخرة. فأرساها على قواعد ومقاييس ومعايير التعليم الحضرى والكفاءة والولاء للوطن بصرف النظر عن الإنتماء الدينى والطائفى والقِبَلى والعرقى. كانت هذه القواعد بمثابة بذورٌ صالحة رواها ورعاها فى أرض مصر فأنبتت فروعًا وغصونًا وزهورًا أثمرت نهضة مصر المدنية «نهضة القرن العشرين» التى أكسَبت مصر صورة رائعة من صور التفوق والرُقى والتنور والتقدم والتحضر والمدنية، مع الاحتفاظ بالمبادئ الدينية والأخلاقية، أكثر وأنقى منها تحت الحكم الدينى!!. والذى لا يُنكر أن فاضت موجات من نور مصر الحضارى الثقافى والصناعى والعلمى والتعليمى والاجتماعى بل والأخلاقى والدينى المتفتح على العديد من دول الشرق كالعراق ودول الشام. ظهرت حينئذ فى مصر بواكر جيدة وبراعم واعدة للنهضة الأدبية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى مصر. وازدهرت هذه البراعم لتكون أعلامًا وطنية واجتماعية وأدبية مبدعة متحضرة فكرًا وعقيدة. من هذه الأعلام الواعية الراقية المبدعة قادة ونجوم سطعت فى سماء السياسة والوطنية والإصلاح الإجتماعى والبناء الأسرى والشبابى وتعليم البنات وشملت الجامعات والصحافة والإذاعة والصناعة والاقتصاد والاستثمار والأدب والفن والسينما والمسرح والشعر. هؤلاء الأعلام البشرية الواعية أدركوا بإخلاصٍ ووعى أن للدين الحقيقى السَمِح، لا التدين السلطوى المتشدد، تأثير إيجابى فى أخلاق الأفراد وعامل مقوّم لتصرفاتهم الاجتماعية. كما أدركوا أن ليس للدين باع مباشر فى تلك المجالات الحيوية والأساسية والضرورية لتقدم الدول. فاتسمت فترة إزدهار المدنية فى مصر بالتضامن الوطنى والتآلف الدينى والتفكير المتزن المتفتح والتناغم بين المواطنين رغم اختلاف معتقداتهم وفقدان التعصب الطائفى. وامتد اعتدالها الفكرى، قادة وشعباً، إلى تقدير التقدم الإجتماعى والعلمى فى دول الغرب. بل وتقدير الغرب ذاته لإنفتاحه وإبداعاته واختراعاته وإسهاماته للبشرية فى كل أنحاء العالم!! استمرت هذه الشعلة الرائعة تضىء أنحاء مصر بل والشرق، إلى أن قامت ثورة 1952 حيث بدا دَسّ نعرة العروبية الجوفاء وحشو مصر العظيمة فى عباءة العرب، وتلاها دّسّ الدين والطائفية المقيتة والمفتتة للنسيج الوطنى العامل والمنتج والمبدع. فبدأ شعاع المدنية يخبو تدريجيًا حتى إنطفأ تمامًا فى السنوات الحديثة، أو كادَ!!. فى تلك الفترة المزدهرة، فترة إشراقة وازدهار النهضة، ترأس هذا الرعيل من القادة البنائين المخلصين والمفكرين أعلام أعاظم، مسلمون ومسيحيون، مثل سعد زغلول ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوى وعلى مبارك ومحمود سامى البارودى وعبد العزيز فهمى ومكرم عبيد وأحمد لطفى السيد ومصطفى كامل ومحمد فريد وويصا واصف وسلامة موسى وهدى شعراوى وجبرائيل تقلا وامين الريحانى وقاسم أمين وجورج زيدان وطلعت حرب وفخرى عبد النور ومحمود مختار وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم وخليل مطران واسماعيل صبرى ثم تلاهم رعيل آخر مثل مصطفى النحاس وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وعباس العقاد وآخرون كثيرون. نضجت بذور الدولة المدنية والروح الوطنية حتى ظهرت براعمها وترسخ مفهومها فى ثورة 1919 باتحاد وطنى صادق بين أبناء الوطن جميعًا باختلاف عقائدهم. عندئذ أرست الثورة مفهوم المواطنة المصرية الحقيقية لأول مرة تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع». وكان «زعيم الأمة المصرية» سعد زغلول قد أسس حزب الوفد عام 1918، مع رفاقه عبد العزيز فهمى ومكرم عبيد وعلى شعراوى وسينوت حنا وأحمد لطفى السيد وغيرهم. وعلى مدى عقود طويلة ظل حزب الوفد أكثر الأحزاب المصرية شعبية وأقواها نضالًا من أجل استقلال مصر وإنهاء الاحتلال البريطانى وإقامة دولة مصرية حرة ديمقراطية مدنية بها. ومما يحدد معالم رجال ذاك العصر، وعلى رأسهم الزعيم الوفدى الوطنى خريج الأزهر سعد زغلول، موقفٌ رائعٌ له. فعندما كلفه الملك فؤاد بتأليف أول وزارة قدم للملك قائمة بأسماء الوزراء المرشحين للموافقة عليهم كما يدعو البروتوكول. وكانت التقاليد أن يكونوا تسعة، ثمانية مسلمون وقبطى واحد، بينما القائمة احتوت على عشرة، ثمانية مسلمين واثنين أقباط، وهما مرقص حنا وواصف غالى. أمسك الملك فؤاد بقائمة المرشحين قائلًا: «هناك غلط فى العدد». فكان رد سعد زغلول «هذه وزارة ثورة لا وزارة تقاليد». كان مصطفى النحاس قد ساعد الزعيم سعد زغلول فى تأسيس حزب الوفد، وتولى زعامته من عام 1927 إلى 1952، حيث حل جمال عبد الناصر الحزب. ويُعتبر النحاس أكثر رجل ديمقراطى فى تاريخ مصر كله. ومما يثير الإعجاب والتقدير أن زعماء وأعضاء حزب الوفد فى الثلاثينات من القرن العشرين كانوا يُدَعّمون الدولة المدنية ويدافعون عنها ويرفضون بقوة خلط الدين بالسياسة. تحت لواء مصطفى النحاس باشا أبرز السياسيين المصريين فى القرن العشرين. شغل النحاس منصب رئيس وزراء مصر، ورئيسا لمجلس الأمة، كما ساهم فى تأسيس جامعة الدول العربية، وأسس محكمة النقض وديوان المحاسبة واستقلال القضاء ونقابات العمال والتعليم العام المجانى وغير ذلك من انجازات لا يمكن حصرها فى مقال. ومما يجدر ذكره أنه عندما أوعز البعض للملك فاروق فى عام. 1937 أن يحتفل بجلوسه على العرش فى القلعة، قلعة جده محمد على باشا، ليوحى لسماسرة الدين ومدعى التدين والدروشة وبسطاء الشعب بأنه خليفة المسلمين، احتج مصطفى النحاس، الفلاح المصرى حارس الدستور والقانون، بقوة. وأصر أن الدولة فى مصر دولة مدنية، ولا بد أن يكون جلوس الملك أمام البرلمان الذى يمثل الشعب. وهناك واقعة أخرى متداولة عن هذا الرجل العظيم. وذلك حين أتى إليه أحد السياسيين الشبان ليعرض عليه برنامجه السياسى قبل الانتخابات، فما أن بدأ فى قراءة البرنامج حتى طواه وأعاده لصاحبه قائلا: «لماذا تتحدث عن الله فى برنامج انتخابى؟! عندما تذكر لفظ الجلالة فى ورقة سياسية تتحول فورًا إلى دجال يتاجر بعواطف الناس ومشاعرهم الدينية».

ويضيف الكاتب أنه مما يجب التنويه به هنا أن مصطفى النحاس كان مسلمًا مؤمنًا وَرِعًا تقيًا يحافظ على فروض الإسلام جميعًا

حتى قيل أنه لم يُقـَصِّر عن صلاة الفجر إلا مضطرًا ونادراً، لكنه كان حضاريًا مدنيًا ووطنيًا متنورًا وفيًا لمصر يعلم خطورة استعمال ورقة الدين أو لعبة الدين فى إهدار عدالة الدستور، واستغلالها سبيلًا للوصول إلى السلطة والمناصب.

وللنحاس مواقفه السياسية الرائعة التى لا يتسع المقال لعرضها جميعاً. ولكنى أدرج منها هنا التى اتخذها عندما تكالبت الأحداث الخطيرة فى مصر، فى فترة ثلاثة أيام متوالية (2 فبراير - 5 فيراير 1942). ومقدمة لذلك أدرج أنه بوفاة الملك فؤاد وارتقاء ابنه الملك فاروق العرش وتعيين مجلس وصاية نظرا لصغر سنه. شكل حزب الوفد الوزارة، برئاسة مصطفى النحاس، نظرا لفوزه فى الانتخابات البرلمانية. طالب النحاس بإجراء مفاوضات مع بريطانيا لانهاء الاحتلال البريطانى. اضطرت بريطانيا للدخول فى المفاوضات بقيادة السفير مايلز لامبسون، بعد رفض، بشرط أن تكون المفاوضات مع كل الأحزاب حتى تضمن موافقة جميع الأحزاب. وبالفعل شاركت كل الأحزاب عدا الحزب الوطنى. وانتهت المفاوضات بموافقة بريطانيا على سحب قواتها من كل الأراضى المصرية ما عدا منطقة قناة السويس لضمان حماية القناة. وتم توقيع معاهدة تحالف مصرية بريطانية فى 26 أغسطس 1936، المعروفة بمعاهدة 1936، ومنها أن يكون تعيين رؤساء الوزراء من سلطة ملك مصر وسفير بريطانيا. عندما كان حسين سرى رئيس الوزارة، وكانت قوات روميل بالعلمين فى يوم 2 فبراير 1942، طلب السفير البريطانى من الملك فاروق تأليف وزارة تحرص على الولاء للمعاهدة نصا وروحا، وقادرة على تنفيذها وتحظى بتأييد شعبى وان يتم ذلك فى موعد أقصاه 3 فبراير 1942. استدعى الملك فاروق قادة الأحزاب السياسة فى محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية. وكانوا جميعاً، عدا مصطفى النحاس، مؤيدين فكرة الوزارة الائتلافية برئاسة مصطفى النحاس. ولكنه رفض تأليف وزارة ائتلافية. وفى اليوم التالى الموافق 4 فبراير 1942 تقدم السفير البريطانى بتجديد إنذار بريطانى للملك بانزاله عن العرش ووضعه تحت الرقابة حتى لا يهرب. دعى الملك اجتماعا للزعماء السياسيين بعد تلقى الإنذار إلا أن مصطفى النحاس رفض الإنذار هو وجميع الحاضرين. فى مساء ذات اليوم 4 فبراير 1942، حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين واجتمع قائدها جنرال ستون بالملك الذى دعا لاجتماع القادة السياسيين وأعلن تكليف النحاس بتأليف الوزارة. وأصر النحاس على الرفض، وظل الملك يلح عليه مناشدا وطنيته أن ينقذ العرش ويؤلف الوزارة، فلم يكن هناك مفر من الاستجابة، مسجلا حديث الملك فى خطاب قبوله لتأليف الوزارة كالآتى «وبعد أن ألححت على المرة تلو المرة، والكرة بعد الكرة، أن أتولى الحكم، وناشدتنى وطنيتى واستحلفتنى حبى لبلادى، من أجل هذا أنا أقبل الحكم إنقاذا للموقف منك أنت». أى استجابة لأمر وضغط الملك، لا لأمر وتهديد سفير بريطانيا!! وفى 5 فبراير 1942، أول يوم توليه الوزارة، أرسل احتجاجا إلى السفير البريطانى فى خطابه المشهور استنكر فيه تدخل الإنجليز فى شئون مصر جاء فيه: «لقد كُلِّفتُ بمهمة تأليف الوزاة وقبلت هذا التكليف الذى صدر من جلالة الملك، بما له من الحقوق الدستورية. وليكن مفهوما أن الأساس الذى قبلت عليه هذه المهمة هو أنه لا المعاهدة البريطانية المصرية ولا مركز مصر كدولة مستقلة ذات سيادة يسمحان للحليفة بالتدخل فى شئون مصر الداخلية وبخاصة فى تأليف الوزارات أو تغييرها. » وكان رد السفير البريطانى مايلز لامبسون على خطاب النحاس فى خطاب قائلا: «لى الشرف أن أؤيد وجهة النظر التى عبر عنها خطاب رفعتكم المرسل منكم بتاريخ اليوم، وإنى اؤكد لرفعتكم أن سياسة الحكومة البريطانية قائمة على تحقيق التعاون بإخلاص مع حكومة مصر كدولة مستقلة وحليفة فى تنفيذ المعاهدة البريطانية المصرية من غير أى تدخل فى شئون مصر الداخلية ولا فى تأليف الحكومات أو تغييرها. » وفى موقف رائع آخر، وقف الرئيس مصطفى النحاس باشا على منصة مجلس النواب، فى يوم 8 أكتوبر 1951، وقد احتشدت القاعة بالنواب والشيوخ الذين حضروا ليستمعوا للبيان الذى سيلقيه رئيس الحكومة. حيث تحدث شارحًا تفاصيل المفاوضات التى أجرتها حكومته مع الجانب البريطانى لتحقيق الجلاء الكامل عن مصر وتوحيد شطرى الوادى (مصر والسودان) تحت التاج الملكى إلى أن قال: «حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: لقد انقضى وقت الكلام وجاء وقت العمل، العمل الدائب المنتج الذى لا يعرف ضجيجًا أو صخبًا بل يقوم على التدبير والتنظيم وتوحيد الصفوف لمواجهة جميع الاحتمالات وتذليل كل العقبات وإقامة الدليل على ان شعب مصر والسودان ليس هو الشعب الذى يٌكره على مالا يرضاه أو يسكت عن حقه فى الحياة. أما الخطوات العملية التالية فستقفون على كل خطوة منها فى حينها القريب، وإنى لعلى يقين من أن هذه الأمة الخالدة ستعرف كيف ترتفع إلى مستوى الموقف الخطير الذى تواجهه متذرعة له بالصبر والإيمان والكفاح وبذل أكرم التضحيات فى سبيل مطلبها الاسمى. يا حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: من أجل مصر وقعت المعاهدة سنة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها. » وقد زلزل إلغاء المعاهدة كيان بريطانيا، فقد اجتمع فى اليوم التالى هربرت موريسون وزير خارجية بريطانيا بكل مستشارى الوزارة وحضر الاجتماع برايان روبرتسون قائد القوات البرية فى الشرق الأوسط وأصدر الوزير بيانًا يحتج فيه على إلغاء المعاهدة. وأعلن الجنرال روبرتسون أنه سيطير إلى القاعدة البريطانية فى القنال وفى مصر طلب السفير البريطانى من القادة البريطانيين لجيش الاحتلال الاجتماع به فى نفس اليوم فى الإسكندرية واستمر الاجتماع حتى منتصف الليل. وألغت الحكومة البريطانية الإجازات لجميع قوات جيش الاحتلال. وفى الخرطوم طافت دبابات الجيش البريطانى فى الشوارع لإرهاب السودانيين فقابلوها بالهتافات بسقوط الاحتلال. وتعتبر هذه هى الثورة المصرية الثانية بعد ثورة 1919.

وبعد قيام انقلاب 1952، وقرار حل الأحزاب السياسية وضمنها حزب الوفد، قام مجلس القيادة باعتقال الزعيم مصطفى النحاس باشا بطريقه مهينه وسجنه هو وزوجته زينب الوكيل رغم تاريخه ونضاله وجهوده من أجل مصر. وكان اعتقاله بدون علم الرئيس محمد نجيب والذى كان معارضا لذلك حيث قام بشطب اسمه من كشوف الاعتقال، والتى قدمت إليه من الضباط الأحرار لعلمه بوطنيته ومواقفه المشرفه السابقه وكذلك لاحتكاكه به. وبمناسبة ذكر محمد نجيب، حدث فى عام 1929 أن اكتسب محمد نجيب درسا من مصطفى النحاس باشا. فقد أصدر الملك فؤاد قراره بحل البرلمان لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد الذى كان دائم الاصطدام بالملك فتخفى محمد نجيب فى ملابس خادم نوبى، وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس، وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأى الشعب، لكن النحاس قال له: «أنأ أفضل أن يكون الجيش بعيدا عن السياسة، وأن تكون الأمة هى مصدر السلطات». كان درسا هاما حول ضرورة فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية. كان هذا ما أراد محمد نجيب تطبيقه فى عام 1954، ورفضه جمال عبد الناصر وعزل محمد نجيب وأهين كثيرًا حتى وفاته.

قبل أن أختم مقالى أود أن أدرج افتتاحية رائعة جاءت فى مقال للأستاذ أحمد أبوالغار نشرت بتاريخ 14 أغسطس 2011 « أفتقد كل يوم زعيم الأمة مصطفى النحاس، الباشا الذى لو وجد بيننا اليوم رجل مثله لما وقعنا فى المأزق الذى نعيشه الآن. إن مصر الدولة التى احتضنت الإسلام الوسطى الرائع، والتى يعلم القاصى والدانى أن أهلها هم أعمق شعوب العالم تدينًا مسلمين ومسيحيين، سوف تقع بين أيدى تيار إسلامى مُستورَد يريد أن يضيع هوية مصر وروعتها ويقضى على منارة الأزهر التى عاشت ألف عام، ويهدم أضرحتها ويكفر أهلها، ويقضى على سماحة المصريين وحبهم لأهل بيت الرسول وزيارتهم موالد المسلمين والأقباط على السواء. » ختامًا لمقالى أضيف: رحم الله عصرًا كانت مصر نجمة الشرق وزهرة العالم أجمع فى حمى رجال عمالقة كمصطفى النحاس باشا. وعسى أن يسعى اليوم بنوها، شعبًا وأمنًا وجيشاً، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن يعيدوها كما تستحق أن تكون: نجمة الشرق وزهرة العالم أجمع مرة أخرى، وإلى الأبد.

ونشير إلى فقرات من خطاب الزعيم فؤاد سراج الدين فى 23 أغسطس عام 1977 بنقابة المحامين:

أحن لمكتبى ومددت يدى لكتاب لماذا الحزب الجديد الصادر من دار الشروق جمع فيه الخطاب التاريخى للزعيم فؤاد سراج الدين رحمة الله عليه فى نقابة المحامين فى ذكرى الزعيمين سعد باشا والنحاس باشا طيب الله ثراهم وكذلك تضمن الكتاب حديث سراج الدين باشا لمجلة المصور اجراه المرحوم إبراهيم البعثى وحديث آخر لمجلة الحوادث اللبنانية اجراه المرحوم جلال كشك، وفى مقدمة الكتاب الكلمة الرائعة للمرحوم مصطفى البرادعى:

البلد يحترق يمزقه الضياع ويتهدده الصراع ولن نتفادى الكارثة إلا بضمان وتأييد معانى الحرية لكل الناس للصحافة للرأى المعارض للأحزاب والشعب هو خير ضمان يفرض اختياره لا تفرض عليه الوصاية ولا يختار له طريق (المرحوم مصطفى البرادعى).

خطاب المرحوم الزعيم فؤاد سراج فى نقابة المحامين وثيقة لكل الأحرار فند ما قام به الوفد من تاريخ لكل حاقد ومنارة لكل ثائر وطنى ويكفى ما قاله بلد لا يحكمها قانون تحكمها شريعة الغاب ومراكز القوى يحكمها البطش والإرهاب والظلم والاستبداد، كل شىء فيها منتظر، وبعد ذلك يقولون ما لكم تبالغون فى وصف السلبيات.

ليس بعد قتل النفس وليس بعد هتك العرض وليس بعد إهدار الكرامة وليس بعد كبت الحرية، ليس بعد كله من جريمة ان تقارن بها شىء من هذا. فؤاد سراج الدين.

 

فؤاد باشا سراج الدين فى سطور

توفى فؤاد باشا سراج الدين يوم 9 أغسطس عام 2000 عن عمر يناهز التسعين عاما ليرحل آخر باشوات مصر العظام.

محمد فؤاد سراج الدين باشا: هو سياسى ورجل دولة مصرى ولد بكفر الجرايدة فى محافظه كفر الشيخ يوم 2 نوفمبر عام 1910. حصل على ليسانس الحقوق من جامعه فؤاد الأول (جامعه القاهرة حاليا) فى مايو عام 1931. ويعد فؤاد سراج الدين باشا أصغر النواب سنا فى تاريخ الحياة النيابية المصرية. كما أنه أصغر وزير مصرى حيث تولى الوزارة وهو فى الحادية والثلاثين من عمره.

 

التدرج الوظيفى

عمل وكيلا للنائب العام ومحامياً فى الفترة من 1930 إلى 1935.

 تولى وزارة الزراعة فى 26 مايو 1942 ثم أصبح وزيراً للداخلية حتى 8 أكتوبر 1944.

تولى وزارة الشئون الاجتماعية بالإنابة.

أصبح عضوا فى مجلس الشيوخ عام 1946

تولى وزاره المواصلات عام 1949 فى الحكومة الائتلافية.

تولى وزارة الداخلية مرة ثانية فى 12 يناير 1950. وضمت إليه وزارة المالية حتى 27 يناير 1952.

تولى رئاسة حزب الوفد فى الفترة من عام 1978 حتى وفاته عام 2000

 

أهم إنجازاته

أصدر قانون تنظيم هيئات الشرطة

حطم احتكار الإنجليز للقطن المصرى وكانت انجلترا تحتكر القطن المصرى من 1939 إلى 1942.

أصدر أول قانون لتنظيم نقابات العمال عام 1942 حينما كان يتولى وزاره الشئون الاجتماعية بالإنابة.

قام بدور كبير فى تأميم البنك الأهلى الإنجليزى النشأة وتحويله إلى بنك مركزى.

كان وراء قيام حكومة الوفد بإلغاء معاهده 1936.

أصدر قانون الكسب غير المشروع

فرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية عندما كان وزيرا للمالية.

بدء حركة الكفاح المسلح فى منطقة القناة ضد قوات الاحتلال البريطانى. وقام بمد الفدائيين بالسلاح والمال فى الفترة من 1951 إلى 25 يناير 1952

رفض الإنذار البريطانى يوم 25 يناير 1952 عندما كان وزيراً للداخلية وقامت الشرطة المصرية بمقاومة الدبابات والمدافع الإنجليزية أثناء محاولتها اقتحام مديرية أمن الإسماعيلية ليكون هذا اليوم عيداً سنوياً للشرطة المصرية.

 

العمل الاجتماعى

كان وكيلاً للنادى الأهلى فى الأربعينات ثم رئيساً شرفياً له مدى الحياة

رئيساً لاتحاد الكورة.

اليوم نحن فى أمس الحاجة لفؤاد باشا سراج الدين وزعماء الوفد العظام.. رحم الله خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين وأسكنه فسيح جناته.