معاش معتدل يحفظ آدمية المهندس الزراعى

رسالته فاجعة تخلع القلب وترفع الضغط وتسرق الدموع من العينيين ولا تملك إلا أن تمسك بقلمك وهذا أضعف الإيمان، المواطن عبدالنبى فهيم محمد أبوالدهب المقيم بمدينة الحوامدية بمنطقة منى الأمير سوق الخميس عمارة أبوأمين جوار مدرسة التجارة يحمل هاتفا رقم 01013603684 أرسل لى ملفا ضخما مليئا بالشكاوى والاستغاثات منذ عام 1983، منذ تخرجه في كلية الزراعة بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف عام 1983، ومن خلال مطالعتى للشكاوى المنشورة فى الصحف أيقنت أن هذا الرجل يملك صبر أيوب فى أيامنا الصعبة هذه، فلك أن تتخيل طوال هذه السنوات لا يستطيع الحصول على فرصة عمل تناسب مؤهلة يستطيع من خلالها تربية بناته الأربع كما جاء برسالته، ولكن للأسف الشديد ظل عبدالنبى يطوف الوزارات والمصالح الحكومية بمؤهله الذى لم يشفع له طوال رحلته حتى وصل سن المعاش وهو بمنزله ليخرج من معاش ضمنى إلى معاش حقيقى يستطيع أن يضمن له دخلا حقيقيا بدلاً من البطالة التى لا تتمتع بأى نوع من الحماية، وكلما توجه للسؤال عن معاشه يتم الرد عليه برسالة مسجلة «لما تبلغ الستين

يا عم الحاج» وها هو قد بلغ الستين من عمره والآن يحصل على 100 جنيه من نقابة الزراعيين و447 جنيها من مشروع تكافل وكرامة وها هو الآن بعد أن بلغ سن الثامنة والستين من عمره يعيش بهذا المعاش الذى لا يغنى ولا يسمن من جوع، صرخة المواطن عبدالنبى فهيم محمد أبوالدهب أوجهها إلى من يهمه الأمر بداية من رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى إلى وزيرة التضامن نيفين القباج إلى وزير الزراعة السيد القصير إلى وزير القوى العاملة إلى محافظ الجيزة ليتحمل كل مسئول ما يخصه من مسئولية تجاه هذا الرجل الذى اقترب من العقد السابع ومعاشه لا يكفيه لشراء الخبز وفى رقبته أسرة كاملة تحلم بالعيش الكريم بين الناس.

 

طارق يوسف