ديب ينتظر رد المعاش بعد شقائه كعامل زراعى لنصف قرن
لم يعرف طوال حياته إلا الفأس والمنجل والمحراث والساقية ومواعيد المناوبات ولكن بعد أن اقتربت سنه من الستين عاماً لم يعد أحد يستأجره للعمل فى حقله بعد ان وهنت قوته وضعفت صحته وأصيب بأمراض صدرية ومشاكل فى العمود الفقرى والساقين، ولأول مرة منذ ما يقرب من نصف قرن يذهب ديب محمد على عبدالقادر الى المصالح الحكومية ويترك العمل أجيراً عند المواطنين ولأول مرة أيضاً يصطدم باللوائح والقوانين واستخراج الأوراق والحضور للقومسيون الطبى الذى قرر له معاشاً شهرياً قدره 176٫5 جنيه منذ ما يقرب من عامين ورغم ضآلة المبلغ، فإنه كان بمثابة تقدير معنوى لفلاح مصرى تركت الأرض اثرها على ملامحه وحفرت فى وجهه تجاعيد نصف قرن من الشقاء و التعب، حاول عم ديب جاهداً معرفة الأسباب التى أدت الى توقف المعاش ولكنه لم يتوصل الى أى شيء سوى أن وزارة التضامن تعيد تقييم المستحقين لمعاش تكافل وكرامة وخلال هذه الفترة بلغ المواطن
طارق يوسف