عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهنة أجدادى فى طريقها للاندثار

فى ورشة لا تتعدى مساحتها 9 أمتار فى حى النادى الشعبى بوسط مدينة بلبيس، يجلس رجل ستينى العمر، أربعينى المظهر والحيوية، وسط خامات مهنته التى استخلصها من الطبيعة، لصناعة منتجات صديقة للبيئة من أقفاص الخبز والطيور.

«مهنتى ومهنة أجدادى، منذ نعومة أظافرى نشأت على امتهانها، فجد جدى ووالدى يعملون فيها لأكثر من 200 عام، ولذلك فأنا مستمر فى امتهانها وجعلها السبب الرئيسى فى اكتساب قوت يومى، رغم حالة الاندثار التى تتعرض لها وهجرة صناعها» هكذا سرد الحاج «عاشور نادى عبداللطيف» قصته مع الجريد وكيفية التعايش معه برضا وطموح.

يقول «رغم كونى من المتعلمين وحصولى على دبلوم فنى كهرباء، إلا أننى ارتبطت بمهنة جدى ووالدى لما وجدتها تعين على الصبر والكفاح والمثابرة لمكوثى طوال اليوم داخل المحل قابعاً على الأرض منشغلاً فى التفنن فى إخراج أقفاص الخبز والطيور والحمام بأشكال معاصرة».

وأوضح أنه بعد تخرجه الدراسى؛ التحق مباشرة بوظيفة حكومية، وظل فيها حتى خروجه على المعاش، وطوال ذلك كان يعمل مع والده فى أوقات الفراغ فى محلهم القديم الذى يقع فى محيط مدرسة الدكتور طه حسين بمدينة بلبيس، لافتاً إلى أنه كان سعيداً بمرور التلاميذ من أمامه يشاهدونه وهو منشغل فى صناعة الجريد مهنة أجدادنا القدماء.

وذكر أنه أب لـ6 أبناء «3 بنات و3 أولاد»، وبفضل متحصلات هذه المهنة تمكن من تعليمهم تعليماً جامعياً وفوق المتوسط والمتوسط وزواج ثلاثة منهم، يقول: المهنة تتعرض لحالة من الاندثار بسبب قلة الجريد فى أوقات كثيرة من السنة، حيث إن أوقات الرخاء لها ما بعد موسم جنى البلح «التمر» أى عقب شهر سبتمبر، كما أنها تحتاج إلى صانع ماهر خالٍ من الأمراض، حيث إن مهنة صناعة الجريد تصيب صناعها بأمراض العمود الفقرى لجلوسهم معظم الوقت ولأكثر من 14 ساعة على الأرض.

«متعايش مع متغيرات العصر، وأحاول دائما التعرف على كل

ما هو جديد فى صناعة الجريد؛ من خلال استخدام الإنترنت والغوص فى مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيسبوك» الذى دائما ما يساعدنى على التعرف على الأشكال الحديثة المنتقاة من بلدان العالم».

ولفت إلى أنه رغم ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية فإن أسعار المنتجات المصنوعة من الجريد ما زالت أقل من مثيلتها المصنوعة من البلاستيك، فقفص العيش «الخبز» سعره يتراوح بين 3,5: 5 جنيهات، وسعر قفص الطيور يتراوح ما بين 60: 70 جنيهاً، وقفص الحمام سعره يتراوح ما بين 30: 40 جنيهاً، والكرسى كأثاث مكتبى بـ80 جنيهاً.

وأشار إلى أن صناعة الكرسى المحبب لدى الكثير من الناس والمستخدم حديثاً فى الكافيهات لشكله الحضارى المتميز والمريح طبياً وقوة الصلابة وبعمر افتراضى طويل قد يصل لأكثر من 10 سنوات لا يتعدى صناعته 3 ساعات فقط.

لافتاً إلى أن «الراديو» هو صديقه طوال اليوم داخل المحل، حيث يتعرف من خلاله على: الأخبار السياسية عبر نشرات الأخبار المذاعة على رأس كل ساعة، والبرامج الثقافية والفنية، ومتابعات المباريات والمسلسلات الدرامية، مؤكداً أن أهم محطة يحب الاستماع إليها هى محطة القرآن الكريم التى تربى عليها وقت مكوثه مع جده ووالده منذ الصغر فى محلهم الأنيق الذى يحمل عبق التاريخ مهنة الأجداد.