رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطفال يبحثون عن أحلامهم بين أكوام القمامة

بوابة الوفد الإلكترونية

بين تلال القمامة والمخلفات يبحث صغار النباشين عن أرزاقهم يومياً في شوارع وميادين الإسماعيلية. صغار تتراوح أعمارهم بين الخامسة وربما أقل وحتى السادسة عشرة ينتشرون وسط تجمعات القمامة.

مشاهد صباحية في أماكن مختلفة داخل مدينة الإسماعيلية لعشرات الأطفال بين أكوام القمامة يبعثرون محتوياتها بحثاً عن مخلفات مصنوعة من البلاستيك والمعادن والكرتون والتي يمكن أن يقوموا ببيعها مقابل حفنة قليلة من الجنيهات.

كانت الساعة لم تتعد السادسة صباحاً حينما وقفت خلود والتي لم تتعد بعد العاشرة من عمرها بمفردها تبعثر في محتويات عدد من أكياس القمامة الملقاة بمنطقة تجمع المطاعم المتحركة بمنطقة نمرة 6 المواجهة لقناة السويس بالإسماعيلية.

وقالت خلود، طالبة في الصف الثالث الابتدائي: أنا مش لوحدي أنا مع أبويا. بس هو بيسرح في الشارع التاني وجاي لي بعد شوية، «وتابعت»: في أيام الأجازة بنزل أسرح مع أبويا من بعد الفجر لحد العصر وفي أيام المدرسة بنزل أسرح بعد العصر لحد بليل عشان أساعد أبويا.

وتضيف «بجمع البلاستيك وعلب الصفيح والكراتين. كل حاجة منها بحطها في شوال لوحده وأبويا بياخد الحاجة يبيعها وبيجيب بها لنا الأكل».. وتابعت «لما بروح البيت بغسل إيدي بصابونة ديتول وبعدها بحل الواجب وأكل وأدخل أنام».

ويعمل في حرفة البحث عن المخلفات داخل القمامة المئات من أهالي القرى والمناطق الشعبية وتزايدت في الفترة الأخيرة ، ويشتكى الأهالي من نباشين القمامة لقيامهم ببعثرة القمامة وتناثرها من أماكن تجمعاتها بما يثير غضب واستياء الأهالي.

في منطقة حي السلام وبجوار موثق الإسماعيلية الرئيسي كان الأصدقاء الثلاثة علاء وأحمد ومحمد - لم يتعد أكبرهم الخامسة عشرة- يواصلون عملهم منذ الصباح الباكر في جمع زجاجات البلاستيك وعبوات المياه الغازية وغيرها من المخلفات التي تصلح للبيع.

وقال علاء 12 سنة «أنا سيبت المدرسة من سنتين واشتغلت سريح في الزبالة مع معلم من عندنا من الكيلو 2، والشغلانة كويسة وبتكسب، ويوميتي بتوصل لـ40 يومياً.

وبنزل من قبل الفجر لحد المغرب كل يوم»، وتابع «مش عايز أرجع المدرسة تاني رغم أن كان نفسي أكون مهندس بس خلاص مفيش نصيب».

وأضاف محمد 16 سنة «أنا في 3 إعدادي وبدرس منازل عشان الشغل. ونفسي أخلص مدرسة وأكمل تعليمي وأفتح مخزن كبير لتجميع مخلفات

الزبالة وأتاجر فيها ويكون تحت إيدي السريحة كلهم».

وبابتسامة ساخرة يقول أحمد 15 سنة «نفسي أطلع دكتور» ويكمل حديثه بسخرية قائلاً «أهي كلمة بقولها زي ما العيال بتقول.. إزاي هطلع دكتور وأنا شغال في الزبالة ويوم أروح المدرسة و10 لأ».

وتابع «طول اليوم في الزبالة شغالين.. بندور على حتة بلاستيك ولا إزازة بين الفيران والتعابين وبواقي الأكل وكل الحاجات المعفنة اللي محدش بيستحمل يمر من جمبها. وشغالين في عز الحر ووقت المطر والبرد عشان كام جنيه».

ويصل بيع سعر كيلو المخلفات من 4 إلى 16 جنيه طبقاً لنوعية المخلفات وجودتها.ويقدر سعر كيلو البلاستيك بـ8 جنيهات، فيما يصل سعر كيلو العبوات المعدنية للمياه الغازية لنحو 16 جنيهًا، بينما يصل سعر كيلو الزجاجات البلاستيك لأربعة جنيهات فقط.

بينما شكا الأهالي من انتشار ظاهرة النباشين وتسببهم في بعثرة القمامة بالشوارع والميادين. ويتهم الأهالي بعض النباشين بقيامهم بأعمال مخالفة بسبب تواجدهم في ساعات متأخرة داخل الشوارع وتجمعات القمامة.

وأكد محمد عادل مدرس «أمام منزلي تجمع للقمامة يتناوب عليه يوميًا العشرات من النباشين. وتابع: الأمر بات مريعًا ومزعجًا، هؤلاء لا يحملون أية بطاقات هوية وبينهم أطفال وتصدر من بعضهم تصرفات غير أخلاقية على حد تعبيره. فيما تلاحظ أن هؤلاء يعملون ضمن منظومة مجهولة. فهم يتقاسمون المقالب بينهم ولا يمكن لأحد أن يتعدى على مكان آخر. يتواجدون صباحًا ومساءً وعادة ما ينشب بينهم مشاجرات بسبب التقاسم على المكان وكأنهم يتقاسمون غنائم فيما بينهم.