رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«راندا» حصلت على قرض بـ3 آلاف جنيه وحررت 18 إيصال أمانة بـ600 ألف جنيه

بوابة الوفد الإلكترونية

بكلمات سريعة وأنفاس متلاحقة، ودموع بللت وجهها جعلتنى أشفق عليها وأطلب منها الهدوء وتجفيف الدموع لكى أفهم ما تقول.. لحظات وعادت فى بكاء هستيرى أنا باغرق، يا ناس.. ولادى هيتشردوا من بعدى، زياد وزينة وحمزة مالهمش حد غيرى.. أنا هادخل السجن فى أكثر من 12 قضية.. لا أعلم عن أصحابها شيئًا، تحدثت بصعوبة قائلة: أنا بنت ناس وحاصلة على ليسانس آداب قسم اجتماع، ومتزوجة وأعول ثلاثة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، كعادة كل أسرة مصرية تعرضت لضائقة مالية فتوجهت أنا وثلاثة من صديقاتى إلى مكتب متفرع من شارع المدبح بالمنيب للحصول على قرض بثلاثة آلاف جنيه بناء على ما أكده لنا بعض الأهالى من أن هذا الرجل يُقرض الأهالى بدون إجراءات معقدة فى البنوك، ويكتفى فقط بصورة البطاقة، تهللت أساريرى وكادت دموعى تسقط من الفرح وسلمته صورة البطاقة وطلب منى الانتظار أنا وصديقاتى «مها» و«سحر»، فجلسنا سويًا نهمس فى أذن بعضنا عن حال الرجل وتواضع المكان الأشبه ببدروم ولا توجد عليه أى لافتات توحى بطبيعة العمل المالى الذى يمارسه، ولكن العوذ والفقر والحاجة ألجمت أفواهنا، وما هى إلا لحظات ونادانى وأجلسنى أمامه على مكتب متواضع ملىء بالأوراق والدوسيهات ودفاتر الشيكات وإيصالات الأمانة، وقال لى: أنت راندة محمود محسب؟ قلت له: أيوا يا فندم، قال لى: انتى عاوزة 3 آلاف جنيه؟ قلت له: أيوا.. قال لى: انتى هاتمضى إيصالين أمانة على كل 1000 جنيه، يعنى هاتمضى على 6 إيصالات أمانة على الأبيض وتبصمى أسفل التوقيع.. اقشعر بدنى وارتعشت أطرافى وكاد القلم يسقط من يدى، وترددت برهة ثم تذكرت أبنائى الثلاثة ولوازم مدارسهم وملابسهم واحتياجاتهم ونحن على أبواب عام دراسى عام 2016.

لم أتردد كثيرًا وقمت بالتوقيع على 6 إيصالات أمانة، ثم جاء الدور على صديقتى «مها» وبعدها «سحر»، وتم التوقيع تقريبًا بنفس الطريقة ونفس العدد الألف جنيه عليه إيصالان أمانة، وقبل أن نستلم النقدية طلب منا طلبًا غريبًا.. قال: «يا حلوين مش انتم أصدقاء.. أومأنا برؤوسنا بنعم، فقال يبقى توقعوا على الإيصالات دى يا حلوين.. تحشرجت الكلمات فى حلوقنا وتبادلنا النظرات.. وماذا بعد؟».

فقال: تضمنوا بعض يا حلوين يعنى «سحر» هتضمن «راندا» فى 3 إيصالات على كل 1000 جنيه و«راندا» هاتضمن «مها» فى 3 إيصالات عن كل 1000 جنيه و«مها» هاتضمن «راندا» فى 3 إيصالات عن كل 1000 جنيه، يا خبر أسود يعنى أنا مضيت 18 إيصال أمانة على الأبيض عشان 3000 جنيه، ترددت وشعرت بالدنيا تدور بى، ولكن كلمات «جابر. ر. ج» صاحب المكتب أعادت الطمأنينة إلى قلبى عندما قال: يا بنتى إحنا مابنحبس حد، انتوا بتضمنوا بعض عشان تلتزموا وتجيبوا بعض والسداد هيكون بالأسبوع ووجدنا تطمينات لا مثيل لها وانطلقنا ومعنا المبالغ إلى حال سبيلنا وما هى إلا أسابيع وبدأت فصول المآسى لثلاثتنا.. حيث

فوجئنا بسداد القسط الأسبوعى فوجدنا وجهًا يختلف عن الوجه الذى رأيناه من قبل، ووجدنا شروطًا قاسية لم نعلمها فى المقابلة الأولى.. فلا توجد إيصالات بالسداد ويعتمد على دفتر تحت يده ويقوم بتنزيل القسط الأسبوعى وظللنا على هذا الحال أسبوعيًا نقوم بسداد ما علينا محملًا بالفائدة ولو تأخرنا بعد الساعة الثانية عشرة ظهرًا ندفع غرامة 25 جنيهًا على كل يوم تأخير، وجاءت علينا أيام وأسابيع ولا نستطيع الوفاء بهذه الديون، خصوصا أننا لا نحصل على إيصالات وعندما قمنا بالاستدانة من آخرين لتكملة باقى المبلغ بالفوائد وتوجهنا إليه فوجئنا بقرار غريب من هذا الرجل.. معلش يا حلوين أنا جمعت غرامات التأخير وعملت عدة آلاف على كل واحدة ولازم تمضوا إيصالات أمانة ثانية فصرخنا فى وجهه وارتفعت أصواتنا وانتهت بالبكاء والتوسل حتى يعطينا إيصالاتنا مادامت المبالغ المتفق عليها أول مرة تم سدادها، فرفض طلبنا وتوجهنا إلى الرقابة المالية بالقرية الذكية التى استمعت إلى شكاوى 25 سيدة معى وتوجهنا إلى مجمع التحرير بالأموال العامة وتم القبض عليه وتلقت «الوفد» بتاريخ 26/1/2019 ردًا يفيد بالقبض على هذا المرابى الذى لا يحمل ترخيصًا بالمزاولة، وظنننا أن الأمر انتهى ولكن فوجئنا بعاصفة من البكاء من المواطنة راندا محمود محسب، التى أكدت أن «جابر» تم الإفراج عنه وقام برفع إيصالات الأمانة عليها بمبالغ تصل إلى 600 ألف جنيه فى الإيصال الواحد وأحكام السجن والغرامات تصل إلى عشرات السنين ومن ضمنها إيصالات شقيقة زوجته وأقارب من محل إقامته.

وتواصل «راندا» حديثها: أنا لا أنام فى بيتى ولا أعرب طعم الأمان ولا أملك أموالًا للمحامين الذين يتولون الدفاع عنى.. إن حياتى اتحطمت وقبل أن نتحول إلى غارمات أنا ومن معى نناشد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية والمستشار نبيل صادق، النائب العام التحقيق معى، ومعى كل الأوراق والمستندات الدالة على صدق كلامى حرصًا على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.

 

طارق يوسف